الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2016-11-09

لقاء خاص مع إحدى خنساوات حلب الصمود والعزة والشموخ – بقلم: محمد فاروق الإمام

حلب الصمود والعزة والشموخ وعبق التاريخ الذي يفوح من جنباتها لنحو عشرة آلاف سنة أو يزيد، تتعرض ومنذ أكثر من خمس سنوات إلى هجمة حاقدة من مجوس إيران وصفوييها، ثأراً لما تسميه (يا لثارات الحسين)، مدعية، وكما صرح أحد معمميها أننا نحن السوريين أحفاد الأمويين الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه قبل ألف وأربعمائة سنة، وعليهم الانتقام منا لما فعله آباؤنا، والحسين بريء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف.

لم يكتف مجوس إيران وروافض العراق ولبنان بالوقوف إلى جانب سفاح سورية في قتل السوريين وسفك دمائهم وتهجيرهم، بل جيشوا المرتزقة الروافض في كل من أفغانستان وباكستان، وزادوا على ذلك أن استقدموا مغول العصر حكام الكرملين بوتين وعصابته، ليشنوا حرباً معلنة لا هوادة فيها على سورية والسوريين، وقد جاؤوا بأحدث ما أنتجته مصانعهم الحربية من أسلحة فتاكة لم تعرفها جيوش العالم بعد، ليصبوا حممها المدمرة والحارقة على  حلب وأهلها ويرتكبوا أبشع المجازر التي جعلت الغرب والشرق يتفقان على أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ورغم هذا الاعتراف فقد كان صوت الغرب كنعيق الغربان على أطلال الأوابد، لتجد حلب نفسها وحيدة في مواجهة هذه الحملة العاتية، وبالتالي وجدت أن لا خيار لها إلا الصمود في وجه هذه الآلة الروسية المدمرة، ليسطروا أكبر ملحمة في التاريخ الحديث، وهم يواجهون بصدورهم العارية وبنادقهم الخفيفة الترسانة الروسية المتطورة، ويلحقوا بالأسد وعصاباته وميليشيات الحقد الطائفي أبشع الهزائم المنكرة، ويدخلوا عليهم ثكناتهم ودشمهم ومخابئهم، والنداء الخالد يعلو من أفواه الثوار والمقاتلين (الله أكبر.. الله أكبر).
وبعد نحو ثلاثة أيام أو يزيد من تسطير ملحمة فك الحصار عن حلب، أردت الاتصال بمن أعرف من أهل حلب لأتلمس معاناتهم ومشاعرهم وصمودهم عن قرب، وقد كانت عيناي لا تعرف النوم، وأنا أتابع الأخبار من كل محطات العالم وعبر أجهزة التواصل الاجتماعي، لأقف أولاً بأول على ما يحصل لحلب التي أعتز بالانتماء إليها.
ففي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل اتصلت بإحدى خنساوات حلب وما أكثرهن في هذه الظروف والأيام الحالكة، ففي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل اتصلت بالأخت هناء قصاب ( المؤسس والمدير العام‏ لدى ‏جمعية نساء سوريا‏) وبدأتها بالتحية: السلام عليكم فأتتني الإجابة سريعة، وأنا الذي كنت أظن أن التعب والقلق قد تركاها في نوم وثبات عميق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
-طمنينا شو الأوضاع عندكم
- الحمد لله منشكر الله على كل حال، بالوقت الحالي توقف الطيران الحربي، لا تنسونا من الدعاء
-يعني ممكن نقول إن هناك تلاحم وتداخل بين الثوار والنظام ومرتزقته حتى توقف قصف الطيران الروسي
-نعم.. الثوار في تلاحم مع جيش النظام ومرتزقته في منطقة حلب الجديدة والحمد لله ومنطقة 3000 شقة، حسب ما أخبرنا الثوار، وقالوا لنا: إننا نخوض حرب شوارع في مناطق النظام
-قواكم الله.. كيف هي معنويات الناس
-الحمد لله الجميع صامدون في حلب ومعنويات الناس عالية، وأنا وعائلتي وأقاربي منهم والحمد لله
-حفظكم الله وأبعد عنكم شرورهم
-وإياكم أخي الفاضل
-أرجو أن تزوديني ببعض المعلومات عن صمود أهلنا في حلب
-رغم الحصار إلا أننا صامدون حتى تحرير كل شبر من حلب المحتلة وسورية كاملة
-بارك الله بك وبأخواتك نساء حلب خنساوات الصمود والعز والكبرياء
-أخي لقد تكالبت علينا الأمم ولكن الشعب صامد يريدون تجويعنا وتركيعنا وإن شاء الله ستكون حلب مقبرة للروس وجميع المرتزقة، بارك الله بك أخي الفاضل
-قلوبنا معكم نتابع صمودكم البطولي المشرف
-حفظك الله ورعاك
-هل من كلمة توجهينها للمعارضة السورية والأشقاء العرب
-نطلب من إخوتنا العرب أن يقفوا بجانب الشعب السوري لأن هذه الحرب مصيرية ليس فقط للسوريين بل للعرب جميعاً
-أثمن اختي الفاضلة موقفك وموقف أخواتك من خنساوات حلب على موقفكن النبيل والبطولي حماكم الله
-أخيراً هل من مطلب لكم من هيئة التفاوض والمعارضة السورية
-أخي نعرف أنهم ليس بيدهم حيلة ولا حول لهم ولا قوة، ولكن نتمنى منهم أن يطالبوا بحظر جوي لوقف المجازر بحق الشعب السوري
-وماذا تقولين للروس المحتلين لبلادنا
-أقول للروس ارحلوا هذه أرضنا محرمة عليكم وحلب لأهلها وسورية لشعبها لا للروس ولا للإيرانيين ستغوصون في رمال متحركة أيها الروس
-وماذا تقولين لأمهات مرتزقة الشيعة العرب الذين جاؤوا من لبنان والعراق لذبح نسائنا وأطفالنا
-أقول لهم: لقد حاول المغول والتتار ورحلوا خائبين منكسرين وبقيت سورية للشعب السوري الصامد، نرجو منكم رفض إرسال أولادكم للقتال في سورية، لهذه الدرجة أولادكم رخيصون عليكم ليقتلوا في سورية من أجل بشار المجرم وحسن زميرة وإيران، واتقوا الله وعودوا إلى ضمائركم، كما أطلب منك أخي أن توجه رسالة باسم الشعب السوري الصامد إلى أشقاءنا العرب، أننا نحن في سوريا نقاتل باسم الامة العربية لأن هذه المؤامرة ليست فقط على سوريا بل على جميع الدول العربية
-سأفعل إن شاء الله
-أخي الفاضل اعذرني إذا كانت أفكاري مشتة لأننا متعبون والله وقد تأخر الوقت. وبالنسبة لنظام الأسد وداعميه الروس والإيرانيين وميليشيا حزب اللات - تعني مزيداً من البراميل المتفجرة والخراطيم القاتلة والصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية وحصار المدنيين وتجويعهم حتى الموت .. فعلى من يكذبون ؟.
-تحية كبرياء وعز وافتخار أهديها لك ولكل خنساوات حلب الصمود والعز والشموخ
قلوبنا معكم نتابع صمودكم البطولي المشرف، وتصبحين على أمن وسلام وأمان وانتصار إن شاء الله
أعانكم الله.. نقدر بكل الألم ما تعانونه ولكن هذا قدركم وقدرنا ولا خيار لنا إلا الصمود والتضحية والمقاومة
-الحمد لله والشكر لله على كل حال والله يجعلنا من الصابرين
قلوبنا معكم نتابع صمودكم البطولي المشرف وتصبحين على أمن وامان وانتصار إن شاء الله
-إن شاء الله وأنتم بألف خير
انتهى اللقاء بالساعة الخامسة وسبع وثلاثين دقيقة من صباح يوم الجمعة المصادف 4/11/2016



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق