الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2016-08-29

داريا: قداسة وفخار, بأهلها لا بالأحجار – بقلم: د. أسامة الملوحي

بسم الله الرحمن الرحيم
أكثر أرض مقدسة في الدنيا على الإطلاق هي أرض الشام...أرض التين والزيتون ...أقسم بها الله جل شأنه وإذا أقسم الجليل بشيء رفعه و قدّسه...ولمّا أقسم بمكة البلد الأمين, قال هذا البلد الأمين و"هذا" اسم إشارة للقريب , والقرب في هذا الموضع له بُعدان ,بعد مكاني وبُعد زماني :هذا بلدكم من حولكم يا مخاطبين وهذا البلد الآن من قريب أصبح مباركاً بعد أن بُعث محمّد فيه ولم يكن من قبل على مثل ما أصبح بعد محمد صلى الله عليه وسلم...أما تلك الأرض...أرض التين والزيتون فقد افتتح الله القسم بها ولم يَحدّها بقرب بل أطلق فيها البركة إلى عمق التاريخ وغابر الأزمان.
هذه هي أرض الشام المباركة عمّ في وصفها لقب "الشام الشريف" وورد في الآثار عنها أن كل الأنبياء بعثوا من الشام فإن كانوا من غير الشام أسري بهم إلى الشام أو ارتحلوا إليها.

قصة قصيرة : رسائل – بقلم: د. أحمد محمد كنعان

انتصف الليل وهو جالس في الشرفة يغازل شرفتها في الطرف الآخر من الحارة ينتظر ظهورها كما تعودت كل ليلة، وراح يفكر في حيرة بطلبها استرداد رسائلها إليه، ووجد نفسه يتساءل:
- هل يمكن أن يتخلى الإنسان عن جزء من روحه بهذه البساطة ؟!! هل يمكن أن يمحو الإنسان أعز لحظات حياته بهذه البساطة؟!!
كانت صدمته عظيمة وهو يقرأ رسالتها التي تطلب فيها استرداد الرسائل، لكن صدمته الأكبر كانت من أسباب استرداد رسائلها، فقد كتبت تقول:
- سمير.. يجب أن نعترف بالواقع .. دعنا لا نكذب على أنفسنا، فنحن من طائفتين مختلفتين.. وبيننا حواجز اجتماعية ونفسية كبيرة.. لن يقبلوا زواجنا أبداً.. أبداً.. لن نستطيع الوقوف ضد التقاليد والأعراف التي أصبحت عندهم ديناً ، هذه هي الحقيقة يجب أن نعترف بها ونكفّ عن أحلامنا الوردية وحبنا المجنون !!

رجالات سورية... السياسي والإداري شاكر الحنبلي – بقلم: محمد فاروق الإمام

هو محمد شاكر بن محمد راغب بن مصطفى النابلسي أصلاً، الدمشقي مولداً ونشأة، كان والده من رجالات دمشق المعروفين بالعلم والقضاء، وعندما توفي كان نائباً في قضاء السلمية. ولد في دمشق سنة 1876، ودرس في المدرسة الرشدية في دمشق قبل أن ينتقل إلى إسطنبول لإكمال دراسته فيها في المدرسة المُلكيّة، وهو بمثابة مدرسة عليا أو كلية حقوق متخصصة في تخريج الموظفين المدنيين والإداريين في كل دوائر الدولة، ودخل قسم الادعاء وتخرج منه في شهر آب من عام 1898م، تنقل محمد شاكر في العديد من المناصب في إدارة الدولة سواء في عهد الدولة العثمانية أو بعدها حتى وافته المنية، ويمكن تقسيم تقلده للمناصب إلى قسمين قبل انتهاء الدولة العثمانية، وبعد انتهاء الدولة العثمانية. - قبل انتهاء الدولة العثمانية: فبعد تخرجه من المدرسة الملكية عُين موظفاً في المالية في ولاية سوريا (بحسب التقسيم العثماني آنذاك)، ثم تنقل بين الوظائف الإدارية في ذلك العهد حتى أصبح عضو المجلس الإداري لولاية سوريا. وما بين الأعوام 1902- 1912م، أصبح قائم مقام للعديد من النواحي في دمشق، منها: حران والزبداني وعجلون والقنيطرة وبير آجك. ثم عاد إلى إسطنبول في عام 1912م، وأنشأ مع عبد الحميد الزهراوي جريدتي الحضارة والقلم فيها، وأصبح محرراً لجريدة "الغاشمة" ثم عُين بعدها مدرساً للغة العربية في ثانوية غلطة سراي "المكتب السلطاني".

2016-08-25

النخب العربية وثورات الربيع العربي - بقلم: محمد فاروق الإمام

بعد ست سنوات على انطلاق الثورات العربية أين يمكن أن نتلمس دور النخب العربية بالتفاعل مع هذه الثورات سلباً أو إيجاباً؟
سؤال كبير يمكن أن يطرحه كل مواطن عربي على النخب التي ما فتئت تنظّر وتحلل وتتنبأ وترسم وتخطط.
وبعد الدراسة والقراءة الجادة لهذه النخب نجد أن البعض منها يعيش أوهام الأنظمة التي ثارت عليها الشعوب ويريد استنساخها بقوالب مستجدة تدغدغ عقول عامة الناس ومشاعرهم، وهذا ما حدث في مصر وتونس واليمن وليبيا، حيث تمكنت هذه النخب من التلاعب بعقول عوام الناس وأنصاف متعلميهم وسرقة الثورة عن طريق جوقة من البلطجية والشبيحة والزعران، الذين تعج بهم بلدان الربيع العربي، والذين يتقنون فن النفاق والرياء والتدليس والكذب والافتراء والتملق، وهم نتاج ثقافة الأنظمة الديكتاتورية في تلك البلدان، والتي كانت تحيط نفسها بمثل هذا الجيش العرمرم من الفاسدين لأكثر من نصف قرن.

تحرير جرابلس خطوة أولى في إسقاط مشاريع التقسيم

بسم الله الرحمن الرحيم
في خطوة مهمة وتاريخية بادر الثوار اليوم وبدعم تركي إلى تحرير مدينة جرابلس شمال سورية من براثن تنظيم الدولة داعش، ولقطع الطريق على المليشيات والأذرع الخبيثة الأخرى من أن تمتد بيد التخريب لتقطع أوصال سورية وتفصل شمالها عن جنوبها كما فصلت أو كادت شمالها الشرقي عن سائر جسدها الطاهر.

وإننا في جماعة الإخوان المسلمين السوريين وإذ نرحب بهذا التحرير وهذا الدعم التركي الذي اتخذ مسارا جديدا بهذه الخطوة فإننا نؤكد على مايلي:

أولا : جرابلس أخت منبج وعين العرب والحسكة والرقة ودير الزور وساحل سورية وشمالها وجنوبها وواسطة العقد فيها دمشق؛ كلهن مدن سورية ، يتداعين لنصرة بعضهن، رفضا لمشاريع التقسيم والاقتطاع التي تمرر من تحت الطاولة وبأسماء مختلفة.

2016-08-21

لعل الكثير يعي؟ - بقلم: د. عبد الغني حمدو

هناك فرق كبير بين من ينتم اليك بالاخوة الربانية وبين من يساعدك لتقتل ذلك الأخ وتغتصب حقه وحقوقه وعرضه ودمه وماله وتدمر بقايا كيانه
الثورة السورية وخلال سنواتها الماضية وجدنا ناشطين عالميين ومن جميع الأصناف
منهم من يقوي جهة تدعي أنها تقاتل من أجل دينها والداعم من أشد أعداء الدين , ومنهم من يدعم عرقا ليقتل أخيه في الدين لأنه لاينتمي إلى ملته , مع أن جميع عروقه تجري فيها الدماء مشتركة وخليطة في القرابة والأنساب , والصنف الداعم لاينتمي لادينيا ولا عرقيا
مثال له فروع كثيرة
اسرائيل تدعم الاكراد على حساب العرب
ومن المعروف عند اليهود أن كل شعوب الأرض دمها أزرق أبناء الخطيئة خطيئة بنات النبي لوط مع أبيهم حسب زعمهم قتلهم وسفك دمهم ومالهم وعرضهم حلال , ودم اليهود الصافي النقي ابناء يعقوب , ايران تعلق الاكراد على الرافعات وفي السجون والمشانق

دردشة من نوع مخالف – بقلم: د. عبد الغني حمدو

رئيس روسيا السابق مليديف حضر مؤتمر القمة الاسلامية وطلب الانضمام للمؤتر على أن روسيا يوجد فيها 35%مسلمين
إيران يوجد فيها حوالي 40% بالمائة مسلمين
الشيعة عندما نصنفهم كما يصنفهم الغرب أنهم مسلمون يشكلون بحدود العشرة بالمائة من المسلمين
نقول هنا أن المسلمون هم الأغلبية بتصنيفنا نحن وقد يتجاوزون المليار نسمه
غالبية مرجعيات الشيعة إن لم نقل كلها إلا فيما رحم ربي توحدت جميعها تحت راية القتال الجهاد المقدس على الأرض السورية والعراقية والايرانية بحرب مفتوحة وعلنية على المسلمين وتشكيل الامبراطورية الشيعية العظمى بالقضاء على المسلمين وبالتعاون بشكل علني مع مايسمى مصطلح الأقليات في الدول العربية وروسيا والصين بينما الدول الأوربية وأمريكا تقف بدعم على الحياء لهذا الحلف وبالكلام المعسول مع المسلمين
هي حرب الحضارات بشكل كامل انتهت الحرب الباردة ولم يبق بين القطبين إلا الحرب ضد مايسمونه بفوبيا الاسلام

قصة قصيرة... سهير – بقلم: د. أحمد محمد كنعان

الوقت بعد منتصف الليل، خرجتُ من المستشفى بعد يوم عمل شاق أجريت خلاله ثلاث عشرة عملية جراحية للمصابين خلال أعمال المواجهة بين عناصر الأمن والمتظاهرين الذين خرجوا عزلاً يهتفون بإسقاط نظام "بشار الأسد"، ولحسن الحظ أني لم أكد أخرج من المستشفى حتى رأيت الحافلة تقف عند بوابة المستشفى لإنزال بعض الركاب، فصعدت وجلست في المكان الشاغر الذي وجدته خلف السائق مباشرة، ولم تمض دقائق على تحرك الحافلة بنا حتى رنّ جرس هاتف جوال من المقعد المجاور للسائق، فأخرجت السيدة هاتفها ونظرت في الشاشة لكن قبل أن ترد على المكالمة التفتت نحونا معتذرة بأنها مضطرة للرد لأن الاتصال من "شخص مهم جداً" كما قالت، ووضعت الهاتف على أذنها وبدأت ترد، وعلى الرغم من ضجيج المحرك وثرثرة بعض الركاب فقد كان صوت السيدة واضحاً تماماً، فقد كانت تتحدث بصوت عالي وانفعال غير مبالية بالموجودين، وواصلت مكالمتها مؤكدة أن تأخرها عن الموعد حصل خارج إرادتها فقد اضطرت الحافلة للتوقف مرات عديدة بسبب كثرة الحواجز الأمنية في الطريق، لكن يبدو أن هذا العذر لم يرُق للمتصل فبدأت نبرة السيدة ترتفع للدفاع عن نفسها، وراحت تمطر المتصل بسيل من الكلمات الخارجة عن حدود الأدب، بل زادت نبرتها مهددة "معلمه" بأنها سوف تقاطعه نهائياً إذا لم يدفع ما عليه من دين لها ، مؤكدة أنها لن تقبل من الآن وصاعداً أخذ الأتعاب بالليرات السورية، وإنما بالدولار الأمريكي !!!

2016-08-18

قصة قصيرة... مشورة عائلية – بقلم: د. أحمد محمد كنعان

جاري في الحارة "أبو عدنان" يقيم مع زوجته وابنتهما الوحيدة " سعاد" التي تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية وقد تعود جاري أن يعرض عليّ بعض المشاكل التي تعترضه في حياته البيتية وكأنني مستشار في حل المشاكل العائلية
أمس جاءني أبو عدنان مساء فوجدته عصبياً يبربر بينه وبين نفسه بكلمات غير مفهومة، طلبت منه الهدوء ودعوته للدخول وطلبت من زوجتي فنجانين من القهوة ودخلت به غرفة مكتبي وأغلقت الباب علينا لكي أشعره أننا على انفراد فيفضي لي بما لديه بحرية، فجلس وقبل أن أسأله بادرني قائلاً :
-يا جار هذه المَرَه ( يعني زوجته) طيرت برج من مخي بأفعالها، كرمالله شف لي تصريفة معها!!
قلت : خير يا جار!؟ ما المشكلة ؟! قل لي حتى أستطيع مساعدتك
فزفر زفرة طويلة خرجت من أعماق روحه وقال :
-أختك أم عدنان كلما جاءنا عرسان يخطبون البنت طفشتهم
قلت :
-غريب ! لكن لماذا ؟!

2016-08-17

النظام الفيدرالي وسورية – بقلم: د. حسين إبراهيم قطريب

بتاريخ 17/ 3 / 2016م، وتحت عنوان: "سورية الاتحادية الديمقراطية ضمان للعيش المشترك وأخوة الشعوب" أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عن إقرار وثقة نظام الاتحاد الفيدرالي، وتشكيل مجلس تأسيسي، ونظام رئاسي مشترك في مناطق يسميها "روج آفا" ما يعني كردستان الغربية في شمال سورية.
وأشارت وثيقة لذلك النظام نشرتها وكالة فرانس برس "إنه سيتم إنشاء مناطق الإدارات الذاتية الديمقراطية التي تدير نفسها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والصحية والتعليمية والدفاعية والثقافية، وسوف يتم تحديد حدود هذه المناطق وصلاحياتها وفقا لقوانين النظام الجديد، وأن النظام الجديد سيحقق مشروعيته من خلال إرادة الانتخاب الحر من الشعب والجماعات المحلية”.
ونظام الاتحاد الفيدرالي هو نظام سياسي ينشأ عن حالتين: من حالة اتحاد عدد من الدول المستقلة في دولة واحدة تحكمها سلطة مركزية في بعض الشؤون، وسلطات محلية في شؤون أخرى، ومن تفكك دولة مستقلة إلى ولايات عدة تتمتع بقدر من الاستقلال الذاتي، وتبقى مرتبطة بالسلطة المركزية لدولة الاتحاد الفيدرالي.

2016-08-16

عاد مُسيلمة يجرّ بأذياله ألف ألف مُسيـلِمة – بقلم: مصطفى مفتي

الكذب أسُّ البلايا، وأمّ الخزايا، وهو أقصر الطرق وأقربها إلى جهنم، وهو والإيمان خصمان لا يجتمعان، وبينه وبين الرجولة والنخوة والمروءة فرقان.
فقد كثر في زماننا الكذب حتى أصبح فناً يتفاخر به البعض، ويتباهى أحدهم بقدرته وموهبته في إقناع الآخرين بقصصه وحكاياه المكذوبة، فإن ذلك دليل على ذكائه ودهائه وحنكته وقدرته على التأثير في مستمعيه، فالكذب بكلمات لطيفة، وبعبارات رشيقة، يعتبر لوناً من الإتيكيت الاجتماعي المطلوب، وقد يضفي على البنات الكذابات بُعداً جمالياً فيوحي بالحيوية والمرح والشقاوة المحببة؟!!!
وأصبح للزعماء والساسة أدوات ووسائل عديدة في ترويج كذبهم وخداعهم لشعوبهم، وخصوصاً بعد تطور أدوات التواصل في هذا العصر، وبات لكل زعيم جوقة من المطبلين والمزمرين والمروجين، ولكن ما يؤسفنا ويؤلمنا أن يتصدر هذا المشهد من يحسبون على العلم والعلماء يفصّلون من الفتاوى المقاسات المطلوبة وغير المطلوبة التي يتوقعون طلبها، ولا يكتفون بذلك بل يزخرفونها ويزركشونها ويطرزونها لتكون في حُلّة مقبولة يخدعون بها الجماهير ويلبسون عليهم.

2016-08-15

الإسلام في أفريقيا (19) العــابد الــزاهد: أبو يزيد رباح بن يزيد اللخمي – بقلم: محمد فاروق الإمام

كان رباح بن يزيد رجلاً صالحاً مستجاب الدعوة، مشتهراً بالفضل والزهد، بإجماع أهل عصره، كما يقول أبو العرب.
وكان الناس يتبركون بدعائه ويتعظون برؤيته. وكان يُضرب به المثل في عبادته، رقيق القلب غزير الدمعة، كثير الإشفاق والخشية والتواضع والرحمة.
وأسند عنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: حدثني ابن سمعان عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة أنه قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل ؟ فقال: ((مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله عز وجل)). قالوا: ثم من يا رسول الله ؟ قال: ((ثم مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس من شره)).

قصة قصيرة... على الهامش – بقلم: د. أحمد محمد كنعان

فتح "حسين" عينيه على الدنيا فوجد نفسه يعيش في بيت بسيط على طرف البحر، واكتشف أن عشرين خريفاً من حياته مرت وهو يجهل البحر تماماً ، فقد حرمته أمه من تعلم السباحة خوفاً عليه من الغرق، وحرمه أبوه من تعلم الصيد خوفاً عليه من رفاق السوء، ولهذا اكتفى برؤية البحر عن بعد من خلال النافذة الضيقة لغرفته الصغيرة التي بناها له ابوه فوق الغرفة الوحيدة التي تمثل دار العائلة، وهناك في الغرفة المنفردة عاش عمره منفرداً كورقة في مهب الريح، وكما عاش على هامش البحر فقد مضت زهرة شبابه على هامش الحياة، لا يهتم بشيء مما يحصل حوله كأن هذه الدنيا قد خلقت لغيره، فلم تكن تعنيه من قريب ولا بعيد، ولم يكن يفرح لشيء ولا يحزن لشيء ، ولا يهمه أن يربح أو يخسر،  فالربح والخسارة كانا عنده سيان، حتى إن موت أخيه "محمود" خلال مشاركته في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد الدكتاتورية في سورية عام ٢٠١١ لم يهز فيه شعرة، بل وقف إلى جانب جثة أخيه وكأنه غريب لا يمتّ له بأية صلة، بل استغرب دموع الآخرين على الجثة، ودهش لبكاء أمه التي كادت تهلك حزناً على ولدها البكر وهم يشيعونه إلى مثواه الأخير!

المفهوم الحضاري لتوظيف المواهب – بقلم: د. عامر أبو سلامة

وهب الله تعالى الهبات والعطايا لحِكَم يريدها سبحانه فقد يمنح الإنسان الذكاء فيكون مدبراً من طراز متميز وربما صار من دهاة السياسة والتخطيط.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشجع أصحاب المواهب ويلفت الأنظار لهم لتوظيف ذلك في خدمة الإسلام.

قسّم الله تعالى المواهب، كما قسّم الأرزاق؛ فكما هناك فقير وغني ومتوسط، وفيها الملياردير والذي يعيش تحت خط الفقر. كذلك وهب الله تعالى الهبات والعطايا الأخرى، لحكم يريدها الله تعالى، وهو أرحم الراحمين، والعليم بكل شيء، وهو على كل شيء قدير.

فقد يهب الله الإنسان قوة في البدن، يستطيع أن يغالب بها أقوى أقوياء الأرض، وربما كان مصارعاً متميزاً، أو ملاكماً أسطورة، كما يقولون. وقد يمنح الله الإنسان الذكاء، فيكون مدبراً من طراز متميز، وربما صار من دهاة السياسة والتخطيط، والقدرة الفائقة في فن التدبير. واحد من البشر منحه الله الخط الجميل، والريشة الأنيقة، والإبداع الفني، حتى صار نسيجاً وحده في عصره، ومن الناس من أعطاه الله موهبة الأدب، فبات شاعراً لا يشق له غبار، أو روائياً قل نظيره، أو مسرحياً ندر مثيله، أو كاتباً تعقد عليه الأنامل، إذا كتب مقالة أدهش من يقرأ له، وإذا كتب تحليل ظاهرة في السياسة أو الاجتماع، أشَر على تميز لافت، وموهبة فائقة، وربما مُنح من سعة الخيال، وبُعد النظر، وقوّة التصوّر، ما يجعله من الفلاسفة أو المفكرين الكبار.

2016-08-08

حامل راية العلم والوطنية: عثمان الحوراني – بقلم: محمد فاروق الإمام

كان وراء نشأة أول تعليم حديث للفتاة، أنشأ جمعية "العروة الوثقى" وعن طريقها أشاع الثقافة والأدب،‏ وطرده الإنكليز مع زميله عمر يحيى فكان يوماً مشهوداً في البحرين.‏
لقد اجتمعت في شخصية المربي عثمان الحوراني مزايا عدة منها: روح الثورة والنضال ضد الاستعمار، بالإضافة لإيمانه العميق بالدعوة للوحدة العربية، والعناية بتربية النشء الجديد على حب الوطن والأمة العربية، والتحلي بالأخلاق الرفيعة، فكان مدرساً مثالياً، يغرس حب الوطنية في صدور طلابه مع كل درس.‏
لقي في حياته النفي والتشرد بسبب موقفه المعادي للاستعمار والنضال في سبيل وطنه وأمته العربية، فلنلق نظرة سريعة على حياة هذا المربي المناضل:‏

2016-08-02

معركة حلب من جانب آخر - بقلم: د. عبد الغني حمدو

إخواننا وأبناؤنا المقاتلين الفرسان والأبطال ظهر جلياً أنه لاينقصكم شيء 
1- عندكم الايمان والعقيدة الاسلامية ومن وجد عنده العقيدة وتمسك بها فقد وصل لنصف الطريق
2- معكم من العتاد والسلاح وعدد المقاتلين ماستطعتم من تجهيز لذلك (وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة....)
3- الهدف واضح ولا جدال حوله يجب القضاء على من كان السبب في وجود هؤلاء القتلة والمجرمين ممن ينتمي لايران وروسيا ونظام المجرمين بيت الاسد ومن والاهم
4-عندكم الحاضنة الشعبية العارمة من الاطفال والنساء والرجال وكل الخيرين الابرار والاطهارمن شعوب الارض كافة 

كاسر المزراب – بقلم: د. أحمد محمد كنعان

لست مبالغاً إن قلت إن تاريخنا الفني لم يشهد مبدعين كما كان "الأخوان رحباني" اللذان تركا تراثاً فنياً لا مثيل له ، ليس من جهة الإتقان الفني فحسب، وإنما من حيث الرؤية الفكرية السابقة لعصرها التي تمتع بها الأخوان وفاقت رؤية " زرقاء اليمامة" ، فقد استطاع هذان المبدعان استشراف المستقبل العربي  وكانا سابقين عصرهما، لا بسنوات بل لن أبالغ إن قلت بعدة قرون، وإن كل من اطلع على أعمال هذين الكبيرين يدرك هذه الحقيقة جيداً، وأضيف أن هذين المبدعين كانا مبدعين فريدين في تاريخنا السياسي، أجل "تاريخنا السياسي"، لم أخطئ التعبير، فربما تبادر لبعض قرائي الكرام أنني أريد تاريخنا الفني ، فأقوب مجدداً، لا، بل تاريخنا السياسي، ذلك أن كل ما قدمه هذان الفنانان القديران يندرج في إطار الهمّ السياسي الذي شغلنا نحن الجيل العربي الذي عاصر نكبة فلسطين، وتجرّع مرارة "النكسة" في حزيران ٦٧ ، ويعيش اليوم آلام ودمار وشتات "الربيع العربي" الذي تحول بقدرة عالَم أطرش وأعمى إلى شتاء قارس جمّد كل شيء إلا آلامنا ونزيف دمائنا  !!