الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2016-03-15

في انتظار " جنيف ١٠٠١" – بقلم: د. أحمد محمد كنعان

هذا العنوان الذي يبدو غريباً مركب من عناوين ثلاثة أعمال عالمية، هي:
1- مؤتمر جنيف الدولي: وهو المؤتمر الدولي الذي عقد لأول مرة في عام ٢٠١٣ برعاية الأمم المتحدة بهدف حل الأزمة السورية التي نشبت بين الشعب السوري الذي ثار طلباً لحريته وكرامته والخلاص من  "حزب البعث" ودكتاتورية بشار الأسد الذي سلطه أبوه حافظ على الشعب بالقوة، وقد تكرر انعقاد هذا المؤتمر عدة مرات حتى الآن دون أن يتمخض عن نتائج ملموسة، بسببب " حق الفيتو" الذي ظلت روسيا والصين تستخدمانه كلما أوشك المجلس أن يصل إلى حل للأزمة!!؟

2- حكاية " ألف ليلة وليلة " : وهي الحكاية العربية المعروفة التي نالت شهرة عالمية، وتحكي قصة الملك "شهريار" الذي فقد الثقة بإخلاص النساء بعد أن اكتشف خيانة زوجة أخيه ثم  اكتشف خيانة زوجته هو نفسه، فعزم على الانتقام من النساء، فراح يتزوج كل ليلة امراةً جديدة ثم يقتلها صبيحة العرس مخافة أن تخونه، وقد شاعت سيرة هذا الملك الرعديد وتزايدت ضحاياه من النساء البريئات ما دفع " شهرزاد" ابنة وزيره أن تتزوجه لكي تخلّص النساء من شكوكه وجرائمه، ومن أجل ذلك ابتكرت شهرزاد لعبة تلهي الملك عن قتلها وعن التفكير بزواج امرأة أخرى، فراحت في كل ليلة تقص عليه حكاية مشوقة وتتوقف عند نقطة مثيرة من الحكاية وتتركه متلهفاً لمعرفة البقية في الليلة التالية، وهي الطريقة التي اتبعتها القنوات التلفزيونية بعد ذلك في عرض مسلسلاتها التي تتوقف كل حلقة منها عند حدث مشوق تجعل المُشاهد حريصا على مشاهدة بقية الحلقات وهكذا مضت حال الملك مع شهرزاد ألف ليلة وليلة في حكايات لا تنتهي !!
3-مسرحية "في انتظار غودو" : وهي المسرحية العالمية التي كتبها الأديب الآيرلندي "صاموئيل بيكيت" ونشرها لأول مرة في باريس عام ١٩٥٣ فأحدثت ثورة واسعة في العالم، واعتبرت من أبرز الأعمال الأدبية في تاريخ "الأدب العبثي" واعتبرها النقاد من أهم الأعمال المسرحية خلال القرن العشرين، وتدور فصولها حول شخصين عاطلين عن العمل ينتظران مجيء شخص يدعى (غودو) يتوقعان منه حل مشكلتهما، لكن تمضي المسرحية في حوار عبثي لا معنى له بين الرجلين، وتنتهي دون أن يأتي غودو، وتظل مشكلة الرجلين دون حل !!!
وهكذا أعتقد أن العلاقة بين هذه الأعمال العالمية الثلاثة باتت واضحة، فمؤتمر جنيف بات مرشحاً لتكرار انعقاده مرات ومرات في محاكاة تراجيدية  لحكايات ألف ليلة وليلة التي لا تنتهي، كما أن المؤتمر مرشح لتكرار عبثي يحكي انتطار "غودو" الذي لم يأت!!!
إن العلاقة بين هذه الأعمال العالمية الثلاثة تشير بوضوح إلى أنه بات علينا نحن السوريين أن ننتظر سيّاف شهريار يأتي ليقضي على "فيتو" مجلس الأمن وينهي حكايتنا ؟! وتشير هذه العلاقة كذلك إلى ضرورة البحث عن "غودو" في دهاليز مجلس الأمن ليأتي ويضع الفصل الأخير من مسرحية جنيف العبثية ؟!!!
فهل ننتظر سياف الملك ومجيء غودو ؟! أم ماذا نفعل ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق