إنّي رأيتُ بأرض الشّـــــام ملحمة = وقد رأيتُ سعيرا مـــــــــاله حطبُ
وقد رأيتُ رجــالا كالشّهابِ مَضُوا = وحطّمـوا القيد لا خوفٌ ولا نَصبُ
أسدٌ إذا نزلوا ، سيلٌ إذا انهمروا = ليـــلٌ إذا طَبقـوا ، جُــــنّ إذا طلَبوا
أرى صلاحا ، وسعـدا في كتائبهم =
وذا المثنى وعمرو القـــادةُ النجبُ
وابنُ الوليدِ أراهُ اليــــــومَ يسألهم = مِنْ أينَ جُندٌ ؟ وما سـرٌ بهمْ عَجبُ
دمشقُ ماجتْ بعرشِ البغي تلفظُه =
والديرُ يزفرُ .. والهيجَـــا لها حلبُ
والصّعقُ إدلــبُ والسّجيــلُ يحمِلُهُ = زِلزالُ
حِمصٍ ، حمـــــاةٌ كلّها لهبُ
السّـاحلُ الرعدُ ، درعا كلّهـا حِممٌ = حتى
الحُصــونُ بجُندِ البغي تلتهبُ
حتى السّماءُ التي لاذوا بها خَورا =
ليُحرقوا الشّـام أردتهُم بها الشّهبُ
أنّى التفتَ تجدْ في الشّــامِ ملحمة = أينَ
المفــــرُ أيا سفّـــــاحُ والهَربُ
* * *