انا عندما يتحدث الناس عن حلب، وعن تقاعسها
في هذه الثورة المباركة ... أعود بذاكرتي إلى الثمانينات من القرن الماضي ...، وإلى
أيضا ما قبل الثمانينات، أعود إلى هذا الزمن الماضي لأرقب فتية في حلب ( وعددهم كثير)
قد تربوا على أيدي ورثة الأنبياء أمثال الشيخ عبد الله علوان والشيخ طاهر خير الله
والشيخ محمد خير الزيتوني ... وغيرهم كثير ... تربوا على أيديهم، فكانوا بحق مفخرة
الزمان والمكان ( أقصد حلب ) ...
هؤلاء الفتية الذين حملوا راية الجهاد عالية
خفاقة، خضبوها بدمائهم، ففاحت مسكاً وعنبراً ... قارعوا أعتى أجهزة البغي والقمع والهمجية
بأسلحتهم البسيطة التي قواها حسن إيمانهم بالله وتربيتهم الفذة الرائعة على أيدي أساتذتهم
من ورثة الأنبياء ... قدموا أرواحهم رخيصة فداء لهذا الوطن ... حتى يكشفوا حقيقة هذه
الطغمة الحقيرة التي جثمت على ربوعه... ومضوا في درب الشهادة والتضحيات دون أن يعيروا
أي اهتمام لتقصير باقي المدن السورية ( الذي يمثل في ذلك الوقت أكبر خذلان لهم)
...
أبت ضمائرهم الحية ونفوسهم الطيبة أن يشهّروا
بتقصير إخوانهم في باقي المدن السورية ... بل إنهم تلمسوا لهم الأعذار الكثيرة ...
أقول أيها الثوار : كم أتمنى أن يعيد التاريخ سيرتهم الأولى ... لكن أين لنا بأمثال
ورثة الأنبياء الذين تربى هؤلاء ( الفتية المجاهدة ) على أيديهم، لقد تعمد المقبور
حافظ أسد أن يدجن أهل حلب ( لما يعلمه من قوة شكيمتها في ساح الوغى) فعمد إلى تهجير
علمائها العاملين ... وأعلى من شأن علماء الجبت والطاغوت ليحلوا محلهم ... وليقوموا
بكسر هذه الشكيمة ( وقد فعل)، وأيضا عمد إلى جعل السيطرة الاقتصادية (في حلب) بيد شريحة
من أوباشها تتحكم في أحرار أهلها اقتصاديا واجتماعيا ... كل هذا في سبيل إبعاد شبح
التاريخ القديم عنها، وحتى لا تتغنى بأمجاده ...
والذي حصل أن سيطر علماء السوء على أهل حلب،
وكذلك الفجار من التجار ... فتأخرت حلب عن مجاراة باقي المدن السورية في الثورة والانتفاضة
المباركة ظاهراً، ولكنها في الحقيقة ما برحت تمد المدن الثائرة بالمال والرجال ...
فكثير من أهل حلب (وأنا أعرفهم بأسمائهم) يخرجون إلى ريفها، وإلى المدن الأخرى ليشاركو
في المظاهرات ... إلى ما بلغنا من أخبار عن دعم الأسر المتضررة بالمال وما يحتاجونه
من قوت وغيره ...
أهل حلب أيها الأحبة مرجل يغلي، والنظام يعلم
ذلك، وقد أطلق العنان لمرتزقته بالتشدق تنديدا بأهل حلب وتبغيضهم من قبل أهل المدن
الأخرى ( وقد تعمد ذلك حتى يمنع خروجها ويؤلب الناس على أهلها) ... ولكنه خسئ ... فلا
بد لهذا المارد من أن ينفض عنه ما أحيط به من خذلان وينطلق في مضمار الثورة المباركة
يحدوه الأمل بنصر من الله قريب ... لذلك أتمنى من اخوتي الكرام ألا يكونوا عونا لهذا
النظام العفن على إخوانهم في حلب...
بقلم غادة السورية
في النمانينيات لم يكن هناك تخاذل من اي من المدن اختي العزيزه و السبب انه لم تكن هناك ثوره حتى تؤاز او تنصر و انما ما حدث هو ظلم و عدوان من قبل الدوله على جماعه الاخوان المسلمين و افرادها المنتشرين في جميع المدن السوريه ام الان فالعتب كل العتب على رجال حلب لانهم لم يثبتوا هذه الرجوله بقول لا للدوله و النظام و على فكره لا احد ينكر فضل من هم رجال من حلب و لو انهم قليل .
ردحذفسبحان الله على هذا التحليل البارد ((و السبب انه لم تكن هناك ثوره حتى تؤاز او تنصر و انما ما حدث هو ظلم و عدوان من قبل الدوله على جماعه الاخوان المسلمين )) خرجت حلب مظاهرة مليونية في عام 80 هل الاخوان عددهم مليون في حلب ياهذا , ان لم يكن خروج مليون متظاهر ثورة فما هي الثورة اذا , كنت اتمنى ان تقف بقية المدن وقتها مع حلب لكنا تخلص من آل الاسد للابد .
ردحذفعجبا لثورة في حلب لم يناصرها احد و جميع قتلاها ومعتقليها ومهجريها ومفقوديها من حماة
ردحذف