بعد أربعين عاماً من الكبت
والحرمان من الحرية وممارسة السياسية، والإنطواء على الذات والإنكفاء على النفس،
والخوف من البوح حتى بما يدور بالخيال
والأحلام، انكسر حاجز الخوف فجأة، وولد الشعب السوري من جديد.
حملت هذه الولادة الجديدة
في عهد الثورة الكثير من الايجابيات ، تمثلت
في التنافس والتسارع لخدمة الثورة السورية وبذل الغالي والنفيس والتضحية بالمال
والوقت لخدمة الأهل بالداخل والخارج. لقد سطر هذا الشعب آيات من الشجاعة والبطولة
والتضحية والعزيمة تعجز الكلمات عن وصفها . لكن هذه الولادة قد حملت أيضاً بعض
السلبيات، التي لاتزل تضر بالثورة السورية وتشكل عائقا في تسريع النصر وتعجيل
الحسم، أول هذه السسلبيات هي الأنــــــــــــــــا المرضية، وحب الذات والتزاحم
على الصدارة، تقديم المصلحة الشخصية على المنفعة العامة، واستعجال قطف الثمار، والتهافت
على تثبيت موطئ قدم من الآن.