بالأمسِ كانتْ
زهرةً فوَّاحةً
|
|
واليومَ مضيفُها
اللَّحدُ والتُّرابُ
|
أيَّامُ مودَّة
بيننا قدْ قضتْ
|
|
ومضتْ كأنَّها
الطَّيفُ والسَّرابُ
|
ألهتْنِي طفلاً
متيَّمًا بحياتِهَا
|
|
وازدادَ ولهًا
عندما اشتدَّ الشَّبابُ
|
ذرفتْ لمرضِي ياقوتًا
معتَّقًا
|
|
وغادرَ النَّوم
جفنًا نورُهُ الأهْدابُ
|
ألفيتُ قلبِي
يتيمًا بفقدِهًا
|
|
والعين تأبى دمعَهَا،
والجسْمُ وثَّابُ
|
ألامسُ روحَهَا في
كلِّ جِلسةٍ
|
|
عندَ البُكور وإنْ
حدَثَ الغِيابُ
|
أراهَا في لمْحِ
العيونِ جِلالةً
|
|
وأُخْفِي الذِي كانَ،
ومَالي انْقِلابُ
|
لمْ أدْرِ أنَّ الحياةَ
لمحٌ بالبَصرِ
|
|
حتى فارقت قلبي،
والعمر انسيابُ
|
وأنَّ الغَوالي
يُفارقْنَ الأحبَّةَ بغْتَةً
|
|
وأنَّ الصَّوَاحِبَ
لم يكنْ لهنُّ صاحبُ
|
فقْدُ الأحبَّة
سنَّة الحياةِ ونهجُهَا
|
|
الموتُ واحدٌ وإن
تنوَّعتْ أسبابُ
|
إنْ لم يكن غضب فهو
تمامُ نعمةٍ
|
|
أخذتَ بعضًا
وأبقيتَ وافرًا لهُ أبوابُ
|
إلهي إليك
الشُّكْرُ تقرُّبًا
|
|
وما القولُ منِّي
لومٌ أو عتابُ
|
بلْ يقيني بموتٍ
محتَّمٍ
|
|
أعْيَا الخليقةَ
وفوقَها سمواتٌ رحابُ
|
حبيبك المخلص
محمد
سليمان
2/7/2013م.