إنَّ امتلاك الحقيقة المطلقة أمر لا يُمكن
إدراكه من قبل البشر؛ لأنَّ عاجزون عن معرفة الغيب الذي فيه من الخير أو الشرّ ما
لا يعلمه إلا الله، وإن ادَّعى أحدٌ ذلك، فهو إمَّا واقعٌ في الجهالة، أو غارقٌ في
الضَّلالة.
وقد
قرأتٌ مقالاً لأحد الأخوة الأفاضل، بعنوان: «إنْ كنتَ مدَّعيًا فالدَّليل، وإن
كنتَ ناقلاً فالصِّحَّة»، ولا شكَّ أنَّ العنوان يشير إلى مضمونه، لكنَّ النَّظر
فيه نظرة نقديَّةً متفحِّصة، تُظهر وبوضوح أحدَ أمرين:
الأوَّل:
أنَّ صاحب المقال لم يلمَّ بجميع وجوه ما ادَّعاه فيه، وهو ما أوقعه في الأمر
الثَّاني، وهو ما حذَّر منه ودعا إليه.
الثَّاني:
أنَّه ناقض الدَّليل، ولم يعتمد الصحَّة فيما قال.