ها قد عاد المحافظون الجدد، وتارة
أخرى يقتحم علينا في حياتنا العامة مزيج من دق طبول الحرب المهدوية في الخارج والتصيد
المكارثي للناس في الداخل؛ ذلك المزيج الذي كان سبباً فيما جرى في العراق وأفغانستان
وغوانتانامو وفي تفجيرات لندن. بالأمس، طالب طوني بلير، ذلك الليبرالي بطل التدخل الخارجي،
مرة أخرى بعمل عسكري ضد ما أسماه "التهديد الذي يشكله الإسلام الراديكالي".
منطلقاً من تكرار الحديث عن نفس الموضوع،
أي "الحرب على الإرهاب"، وهو الموضوع الذي أرشده هو وجورج بوش للجوء إلى
الخداع وارتكاب المذابح، نقل رئيس الوزراء السابق حربه المقدسة ضد "الإسلاموية"
إلى مستوىً جديد، حيث طالب بوجوب تحالف الغرب مع روسيا والصين في خدمة قضية مشتركة
هي دعم أولئك الذين يحملون "نظرة" حديثة في مواجهة تيار الإسلام السياسي.