ليس
قليلاً ما تعرضت له طرابلس في الأيام القليلة الماضية. الفقر المدقع في باب
التبانة لم يكن ينقصه سوى التهجير ودمار الممتلكات، بعد فقدان الأرواح، حتى تكتمل
فصول المأساة في البقعة الأفقر في لبنان. الجنون المسلح هناك مسؤول قطعاً، لكنه
ليس إلا الظاهرة المرضية للداء المستفحل، والداء هو المشروع الإيراني الذي يحمله "حزب
الله."
ليس
في هذا التوصيف أي تجنٍ على هذا الحزب الذي يرفع راية مكافحة الإرهاب هذه الأيام،
وكأنه نموذج للاعتدال، أو راية حفظ الجيش وكأن سلاحه ليس نقيضاً لسلاح الشرعية...
من أراد التدقيق فليراجع الخطاب الإعلامي للمجموعات «الإرهابية». ما ينطلق منه
هؤلاء المتطرفون عن الواقع اللبناني، لجهة سيطرة الحزب على البلد لا يختلف بالعمق
عما يقوله الرافضون للمشروع الإيراني جميعهم. الفارق أن هؤلاء جنحوا نحو تطرف؛
يبررونه بعجز مستفحل عن تغيير الواقع، فيستسهلون الدم ثم يفشلون، وتدفع الساحة
التي يدّعون القتال لأجلها مزيداً من الأثمان.