أمس دعاني أحد الأصدقاء إلى
الغداء في بيته في مدينة "لوس أنجلوس" حيث وجدت عدداً آخر من المدعوين
مثلي .. منهم من أعرف ومنهم من لا أعرف .. وبعد تناول الغداء جلسنا نشرب القهوة
ونتبادل أطراف الحديث في هموم هذه الدنيا ومتاعبها التي لا تنتهي، وبينما نحن كذلك
فاجأنا واحد من الجالسين قبالتي يقوم من مجلسه ويقبل نحوي، ويطلب مني مرافقته
مشيراً إلى الشرفة القريبة، فاستأذنت الحاضرين وقمت أرافقه، حتى وجدتني في شرفة
فارهة مطلة على المحيط اللا زوردي، وكان الوقت أصيلاً، والسماء صافية، والأفق البعيد
بدأ يصطبغ بلون الأصيل الساحر فينشر في الجو إحساساً عذباً ينعش الروح .
طلب مني صاحبي الجلوس على الأريكة
الواسعة بينما جلس هو قبالتي على كرسي خشبي متواضع، وفاجأني فناداني باسمي الصريح،
ولما سألته عن معرفة اسمي أجاب:
لقد سمعت عنك الكثير من صديقي
فريد [صاحب الدعوة] وقرأت الكثير مما تنشره على صفحات التواصل الاجتماعي ..
أحسست بالراحة وأنا أجد في هذه
الغربة من يعرفني جيداً ويتابع ما أكتب وما أنشر.. لكني توجست في نفسي من الانفراد
بهذا الرجل الذي يعلم عني كل شيء، ولهذا بادرته بالحوار قائلاً :
أنا سعيد بهذه البداية .. عزيزي
.. لكنها لا تكتمل إلا بتعريف نفسك لو سمحت؟!