الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-11-09

خطر الإرهاب في سورية الفزاعة التي اختبأ وراءها بوتين – بقلم: محمد فاروق الإمام

في كانون الأول 2011 شهدت روسيا أوسع احتجاجات مناهضة لسياسات بوتين منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. وبوتين الذي أثارت هذه الأحداث الخوف والهواجس لديه من أن يلقى نفس المصير الذي لقيه بعض الديكتاتوريين العرب المخلوعين، وقد أتقن لعبة دغدغة مشاعر الروس وعواطفهم، وأتقن خلال الفترات السابقة من حكمه مد الجسور بينه وبين شعبه لإرضائه، كما حدث في أوكرانيا عندما دعم المعارضة الأوكرانية ضد الحكومة الشرعية والاستيلاء على جزيرة القرم بحجة حماية الروس من الأوكرانيين الإرهابيين، فراح يسعى إلى خلق عدو خارجي لحشد الشعب وراء هدف وطني.

بوتين وجد في تدخله العلني والمباشر في سورية تعزيز لمشاعر الروس المناهضة للولايات المتحدة والغرب، وهذا يؤدي بدوره إلى تحقيق فائدة سياسية فورية، بمعنى أن دعمه للأسد يعني بالضرورة مقاومته لأمريكا وللغرب. وعلى غرار ما قام به الأسد عندما حوَّل ممانعته ضد إسرائيل إلى أهمية سورية على المسرح الدولي، فإن "الممانعة" الروسية حول سورية ستكسبه ذلك الزخم الذي سيحول النقمة إلى تأييد وتعاطف. وبالنسبة لبوتين كان أكثر القادة الروس اعتياداً على إرضاء شعبه، وحتى يصل بوتين إلى هذا الرضى سعى إلى خلق عدو خارجي لحشد الشعب وراء هدف وطني. ومن خلال استخدام سوريا لتعزيز المشاعر المناهضة للولايات المتحدة يكون بوسعه حينئذ تحقيق فائدة سياسية فورية، بمعنى أن دعمه للأسد يعني بالضرورة مقاومته للغرب. وعلى غرار ما قام به الأسد عندما حوَّل ممانعته ضد إسرائيل إلى أهمية سورية على المسرح الدولي، فإن "الممانعة" الروسية حول سورية ستجعل من موسكو لاعباً مهماً لا يمكن اتخاذ القرارات بدونه.
نجح بوتين إلى حد كبير في هذه المسرحية وخاصة عندما زج بطيرانه ونخبه العسكرية وأسلحته المتطورة في أتون المعركة السورية تحت غطاء محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، التي كانت بعيدة وفي منأى عن قصف طيرانه الذي استهدف مواقع الجيش الحر المناهض للأسد وتقديم الغطاء الجوي لبقايا جيشه المتهالك المدعوم بالحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب اللات والمرتزقة الشيعة التي جندتها إيران لدعم الأسد، في محاولة لاستعادة ما فقده النظام من أراض ومواقع من يد الثوارراضأراض ، وحتى تكتمل فصول المسرحية اعترفت داعش بأنها هي من اسقطت الطائرة الروسية في سيناء التي راح ضحيتها أكثر من مئتي سائح روسي، وهذا الإعلان عزز موقف بوتين الداخلي.
السؤال الآن:
بعد إخفاق القوات السورية الموالية للنظام والمدعومة بالحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب اللات والمرتزقة الشيعية التي جندتها إيران لدعم الأسد في تحقيق أي نصر أو تقدم لها في اتجاه الأراضي والمناطق المحررة؛ ماذا سيفعل بوتين وما مبرر حشر أنفه في الحرب القذرة التي يشنها النظام على شعبه، وفي معاداة السوريين والشعوب العربية والإسلامية، وكيف سيفسر لشعبه كل تلك الخسائر المادية الباهظة التي ترتبت على تدخله بهذا الزخم الكبير براً وجواً وبحراً، وخاصة وقد بدأت نعوش قتلاه تتوافد على مطار موسكو؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق