الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2016-05-12

شر البلية ما يضحك – بقلم: محمد فاروق الإمام

مندوب جمهورية مصر العربية الشقيقة عمرو أبو العطا في مجلس الأمن الدولي الذي ترأسُ بلاده الدورة الحالية للمجلس، أعلن رفض بلاده دعوة مجلس الأمن لعقد جلسة للنظر فيما يحدث في حلب، مؤكداً على أهمية تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمكافحة الارهاب وعدم التمييز بين تنظيم "داعش" الإرهابي ونظيره جبهة النصرة في سورية.
وقال أبو العطا "ولعله قد حان الوقت لنواجه أنفسنا، ولنضع النقاط فوق الحروف، فقد توافق هذا المجلس وتوافقت الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسورية على استثناء الجماعات الإرهابية من وقف إطلاق النار، إلا أننا ما زلنا نلحظ تلكؤاً في مواجهة هذا الخطر، وتسييساً غير مفهوم أدى إلى نجاح جبهة "النصرة" –أو فرع تنظيم القاعدة بسورية - في استغلال وقف العدائيات للسيطرة على مزيد من الأراضي السورية لا سيما بمدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة، كما تمكنت الجبهة من زيادة معدل التجنيد بصفوفها، واحتواء بعض "الفصائل المسلحة" التي لم تدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية".

شر البلية ما يضحك.. وليس هناك من بلية بضخامة نظام الانقلابيين في مصر الشقيقة وهذا مندوبه في الأمم المتحدة لم تسعفه عيناه بمشاهدة شلال الدم الذي ينزف في حلب على يد النظام السادي وحلفائه الروس والإيرانيين، وما جيشوا من مرتزقة لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان، ولم تسعفه أذناه في سماع بكاء اليتامى وأنات الثكالى وعويل الأرامل، ولم تشاهد عيناه الخراب والدمار الذي أحدثته براميل الأسد المتفجرة وصواريخ وقنابل الطيران الروسي في حلب وأخواتها من المدن والبلدات والقرى السورية؟!
مندوب الشقيقة مصر العربية لم يجد ما يقوله في زحمة تصعيد لهجة المندوبين في مجلس الأمن ضد الوحشية التي يتعامل بها نظام الأسد مع مواطنيه وما يرتكبه من جرائم بحق الإنسانية، والتنديد بما تقوم به روسيا من قصف للمدنيين والمستشفيات والمستوصفات والنقاط الطبية، ومن قتل للكوادر الطبية والدفاع المدني واستهداف سيارات الإسعاف والإطفاء.
أليس من العار أن تندد بريطانيا بما يفعله الأسد في سورية في الوقت الذي يقف فيه مندوب مصر الشقيقة رافضاً طلب عقد جلسة لمجلس الأمن للنظر فيما يحدث في حلب وما يرتكبه النظام السادي المتوحش بأهلها.
فقد قال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة "ماثيو رايكروفت": إن "حلب تحترق ومن المهم التركيز على هذه القضية التي تمثل أولوية رئيسية، ونحن ندعو إلى ضرورة عقد جلسة مفتوحة وطارئة للمجلس"، دون تحديد موعد بعينه للجلسة.
وانضمت فرنسا إلى دعوة بريطانيا في ضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول ما يجري في حلب.
كما أدان منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة ستيفن أوبراين "الهجمات التي لا تغتفر، والمثيرة للقلق الشديد" على المؤسسات الطبية في حلب.
واتهم أوبراين النظام السوري باستخدام أسلحة ومتفجرات ضد المدنيين والمناطق السكنية، داعيا إلى وقف الهجمات على حلب واستئناف المفاوضات السياسية.
أبو العطا مندوب الشقيقة مصر لم يكن نشازاً عن سياسة الانقلابيين في مصر منذ الإطاحة بالرئيس الشرعي محمد مرسي الذي اختاره شعب مصر تجاه القضية السورية،
فهذا السياسي والقيادي في حزب الجبهة مجدي حمدان المؤيد لانقلاب السيسي يؤكد أن "مصر لم تكن يوما جزءا من الحرب السورية، وهي لا تستحيي مما تفعله، ولا تتبع في سياستها الخارجية الأسلوب الحنجوري"، حسب وصفه.
وعن مرور سفن تحمل أسلحة إيرانية إلى النظام السوري عبر قناة السويس المصرية، أوضح أن "قناة السويس ممر مائي دولي، ولا تستطيع مصر منع السفن من المرور فيه".
وأكد مجدي حمدان أن "الدعم السياسي لنظام الأسد في سورية محاولة لإنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة السورية"، وقال "إذا كان بشار الأسد هو المشكلة فهو أيضا جزء من الحل وتنحيته تعني نهاية الدولة السورية".
ويرى مجدي حمدان أن "الوضع في سورية أمام خيار لا مفر منه، وهو بقاء الأسد حتى تحل القضية السورية بتوافق الجميع، معتبراً أن الصراع القائم في سورية هو صراع تحالفات وليس صراعا بين النظام وشعبه".
وختم بأن "ما تقوم به مصر هو لغة سياسية بحتة ومحاولة إيجاد نقاط التقاء وحماية الدولة السورية من الانهيار".
وبعكس ما قاله حمدان حول هذا الموضوع، وصف عضو المجلس الثوري المصري ياسر فتحي المعارض للانقلابيين بأن "التحالف بين نظامي السيسي والأسد تحالف الخسة والخزي والعار"، وأنه "تحالف عصابة الضباط التي نهبت الشعب المصري، وعصابة الضباط التي نهبت الشعب السوري".
وقال إن "تحالف النظامين هو تحالف من قتل وحرق وشرد في مجازر رابعة والنهضة والحرس الجمهوري في مصر ومن أباد بالكيميائي والبراميل المتفجرة في دوما والغوطة وحلب وغيرها في سورية".
واعتبر ياسر فتحي أن "تقارير منظمات حقوق الإنسان تظهر التعامل المخزي للنظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي مع اللاجئين السوريين، في الوقت الذي يتعاون فيه مع من يقتلهم ويشردهم".
سورية التي كانت على الدوام تتعاطف مع كل قضايا الأمة، وتبذل الغالي والرخيص لنصرة حركات التحرر في الوطن العربي من الجزائر حتى الصومال وجنوب اليمن، مروراً بالمغرب وتونس وليبيا ومصر والعراق ودول الخليج، هي اليوم تحصد كل ذلك الزرع المعطاء شوكاً وسهاماً تنصب عليها من كل هؤلاء الناكرين للجميل، الذين أداروا ظهر المجن لها، وقد عميت بصائرهم عن قوله تعالى: "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق