الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2016-05-02

حلب النازفة تنزع ورقة التوت عن الجميع وتنتصر في معركة الإرادة

بسم الله الرحمن الرحيم
أكثر من مئتي شهيد مدني سوري في مجزرة مستمرة منذ ثمانية أيام في حلب، ضمن سلسلة مذابح ممتدة منذ أكثر من خمس سنين عمت أرجاء سورية، دون أن تجد ذا ضمير إنساني أو صاحب مسؤولية دولية يوقف هذا الشلال الهادر من دم السوريين الأبرياء العزل، المهدور على مذبح المصالح الدولية والإقليمية، والمستهدف عمدا في المرافق العامة من مستشفيات مسجلة على قوائم منظمات دولية، وأسواق شعبية مكتظة معروفة الإحداثيات والمواقع، ومنازل لا تخطئ عين الطيارين رسمها أو وسمها، ومحطة مياه توزع على المدينة حصصها منه .

غير أن كل هذا الشهود الواضح الصريح لهذه المعالم المدنية لم يحمها من استهداف متعمد أقرت به دول كبرى ومنظمات أممية حكومية ، التي مازالت تطالب بتثبيت الهدنة على أجساد أطفال حلب الأبرياء ، هذه الهدنة التي لم يلتزم بها النظام منذ اللحظة الأولى ، ومارس القتل والتدمير بشكل ممنهج ومستمر دون رادع دولي أو أممي .
إن جرائم الحرب التي يقوم بها الأسد والمحتل الروسي والإيراني لا يمكن أن تكون نهاية أصحابها إلا في محكمة الجنايات الدولية ، ولا يمكن أن تقبل الثورة الإلتقاء مع هذا النظام بأجهزته القمعية (ولا بجزء منه) لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سورية ، وكما صنع البدايات فإن الشعب السوري هو من سيصنع النهايات أيضا .
ليس بمقدور هذه البيانات المدبجة ولا غيرها أن تدفع الموت عن السوريين، كما أنها لن تكون محط اهتمام ذوي الشهداء ، فقد أتى كلا ما يشغلهم؛ غير أن الواجب علينا جميعا أن نعذر إلى ربنا، وأن ندعو اليوم بصراحة لا يشوبها جبن، ووضوح لا يخالطه غبش؛ أن عدو السوريين ليس مقصورا على الأسد والروس والإيرانيين معا، بل أيضا الذين يتاجرون بدمه لتحصيل بعض منافع ومصالح على المستوى الدولي، وأنه إذا أراد السوريون أن يدرؤوا الموت عن أنفسهم، فإنه لا سواعد تنتشلهم من بحر الدماء إلا سواعدهم هم، وأن مفتاح النصر هو وحدة الكلمة و اجتماع الصف ونبذ الخلافات ، وعلى قادة الثورة السياسيين والعسكريين الوعي بخطورة المرحلة والاستعلاء على جراح إخوة الخنادق والبنادق والعض عليها ، وتغليب مصلحة الثورة التي هي جرحنا الأكبر وهمنا الأول .
إن الرد الأبلغ على جرح حلب النازف هو أن تعلن الفصائل الثورية مجلسا سياسيا موحدا لها يمثل موقفها السياسي ، وأن تندمج في غرفة عمليات واحدة لقيادة معركة تحرير سورية من المستبدين والمحتلين .
إن الإخوان المسلمين في سورية اليوم يبسطون أيديهم بالتعاون على البر؛ من وحدة الكلمة، واجتماع الصف، ونبذ تطلعات الذات، و البراءة من ضيق الحزبية والفصائلية، والتخلص من الارتهان لمشاريع خارج الوطن.
ونوجه نداء إلى جميع المنظمات العربية والإسلامية و الدولية والأممية ، بأن تتحرك بشكل عاجل سياسيا وإغاثيا وإنسانيا ، و تتحمل المسؤولية تجاه ما يحصل ، وتنقذ تاريخها من وصمة عار بلون الدم إن لم توقف هذه المجازر الدامية ، والشعب السوري لن ينسى المواقف السلبية منها والإيجابية .
رحم الله شهداءنا في حلب وفي عموم البلاد، وجمع كلمتنا على الحق، وأعاننا على رص الصفوف في وجه المعتدين والمحتلين.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.. وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢٣ رجب ١٤٣٧

٣٠ أبريل ٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق