الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2017-10-16

قضية لغوية للحوار - د. أحمد محمد كنعان

دفعتني الظروف للجوء إلى الولايات المتحدة، وإلى إتقان لغة القوم .. الإنكليزية، فلفت نظري ما تمتاز به هذه اللغة (الأعجمية !؟) من قدرة فريدة على الإيجاز والاختصار، فوجدت مثلاً أن اسم كل ولاية أمريكية مختصر بحرفين أو ثلاثة، وكذلك أسماء المطارات والموانئ والحدائق والميادين العامة والشركات والشوارع .. وهكذا يكاد كل اسم أو وصف يختصر بحرفين أو ثلاثة، ولا تتوقف الظاهرة عند هذا الحد بل تشمل كذلك مختلف المصطلحات العلمية في الطب والهندسة وسائر العلوم، مما يسهل القراءة والمطالعة على الدارسين، ويسهل الحفظ .

وقد نبهتني هذه الظاهرة إلى ظاهرة مماثلة في تاريخ لغتنا الجميلة، قدمها القرآن الكريم قبل الإنكليز بقرون طويلة، لكنها لم تلفت انتباه اللغويين عندنا، إذ نجد القرآن الكريم يختصر أسماء بعض سوره الكريمة بحرف واحد ( ق ، ص ) أو حرفين ( طه ، يس ) ونجده يفتتح بعض سوره بثلاثة أحرف 
(ألم ، عسق ...) وكأنه يريدنا أن نقتفي أثره في توفير اللغة، وجعلها أكثر رشاقة وخفة، لكنا اكتفينا ببضع مختصرات لا تزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة مثل اختصارنا جملة : إلى آخره بكتابة ( إلخ ) أو اختصار جملة صلى الله عليه وسلم بكتابة ( صلعم) ونحوه .

أما الإنكليز فقد كادوا يحولون لغتهم كلها إلى مختصرات لتكون أكثر رشاقة وخفة مما هي .. فهل نشرع اليوم فنقوم بهذه المهمة التي أسسها القرآن الكريم؛ ولم نعطها ما تستحق من العناية ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق