كان
شعبنا السوري قبل الثورة في أسوأ أحواله وظروفه من حالة القهر والإذلال والتجهيل
والتهميش ولاسيما السُنّة ذات الأغلبية التكوينية للمجتمع السوري ، ونقول هذا الكلام اليوم
بكل صراحة بعد بيان رابطة علماء سورية ، إذ كُنّا ننأى عن التوصيف الطائفي
من باب عسى ولعلّ أن نجد عقّال الطائفة الذين حسموا يوما الصراع بين الملعونة روحه
ورفعت الأسد ، ولكننا لم نراهم اليوم ، وتلك هي الحقيقة المرّة التي يكتوي بنارها
أهل السُنّة وهم يشهدون حرباً عنصرية طائفية استئصالية منذ أربعين عاماً ، وحرب
إبادة شاملة في هذه الثورة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، شارك فيها الكثير من
الطائفة العلوية التي باتت اليوم مسئولة عن الدماء والتدمير ، هذا عدا عن عدم
مشاركتها في ثورة الشعب السوري ، وكأن الأمر لايعنيها إذا ما استثنينا البعض
القليل ، ونحن أمام بحار الدماء والتدمير للوطن السوري كسياسيين لن نقف مكتوفي
الأيدي ، ونبقى في عميتنا ونُغمض عيوننا وكأننا لانرى شيئاً ، إذ تمّ السكوت في
الماضي على استهداف مُعظم هذه الطائفة التي قبلت التجييش الأعمى لصالح عصاباتها في
الثمانينيات ، والاستهداف في تغير هوية غالبيتها عبر التبشير الفارسي الشيعي والضغط
الهائل ، واستخدام كل الأساليب الماكرة والخبيثة ، عدا عن الأضرار الهائلة التي
لحقت في مُعظمها بالسنّة من التهجير والنفي والتقتيل ، ولم يكن يُصيب أحدا إلا
السنّة ، لنُحملها اليوم المسؤولية كاملة وليس لشُرفائها ومن وقف مع الثورة
السورية ، ولنقولها على الملأ وللعالم أجمع
، إن مايدور في سورية حرب إبادة بالسنّة وتدمير
ممتلكاتهم وحاضرهم ومُستقبلهم ، ليكون من ضمن الحصاد المر الى الإقرار بهذه
الحقيقة،
ولنُعطي الفرصة لكل الشرفاء من هذه الطائفة لتبيان موقفهم ،
ومُحاولتهم النأي بالنفس ، ولنقول من دخل بيته فهو آمن ، ومن لم يُشارك في القتل
فهو آمن وأخ لنا ، ولا زلت أذكر كلام الدكتور الصديق العزيز العلوي الشريف منذر
ماخوس أن الكثير من العلويين مُشارك في الجرائم
وخلال هاتين السنتين استطاع أهلنا في سورية بكل مكوناتهم النهوض من تحت
الأنقاض ، ومواجهة الطغيان في الأشهر الأولى بأجسادهم العارية ، وإصرارهم وعنادهم
للوصول الى مبتغاهم في الحرية والكرامة والمُساواة ، وهذا بحد ذاته من أعظم
الإنجازات لصناعة الإنسان السوري وصياغته من جديد ، بعد أن نفض غبار الذل والانكسار
، ليمسح بذلك آثار السنين الماضية ؛ حتى اضطر الشعب السوري لحمل السلاح
للدفاع عن النفس ، بعدما كان بما يُسمى بالنظام آنذاك يرفض الحوار معهم ، ولم يكن
يراهم إلا جراثيم وعبيداً في مزرعته ، وهم اليوم أسياده ، وهو يُحاول أن يُقبل
الأحذية لكي نراه أو نقبل بحواره بعدما قتل مايزيد عن المائة والخمسين ألف ، وجرح
مئات الآلاف فأصاب أكثر من نصف مليون بعاهات مستديمة ، وأضعافهم مابين الإصابات
البالغة والمتوسطة والخفيفة ، ناهيك عن تدنيسه للمقدسات ، واغتصابه لحرائرنا ،
وذبحه لأطفالنا ونسائنا وشبابنا بالسكين ذبح النعاج ، وحالات التعذيب السادي التي
مارسها في أسرانا ممن قتل تحت التعذيب ، وتدميره لما يُقارب الأربعة ملايين منزل ،
وتهديمه للبنية التحتية بأكملها للشعب السوري ، ولازال
الى يومنا هذا يرد على إسرائيل بطائراته ودباباته وراجمات صواريخه ، وبالصواريخ
البالستية السكود الروسية ، وتُساعده إيران الفارسية القمئية بالرد عبر خبرائها
وحرسها الثوري ، وكلابها من حزب اللات والمالكي ، وصواريخها الفاتح 10 والكيماوي
والجرثومي على مُدننا وقُرانا لعله يكسر من إرادتنا ، وما يزيدنا إلا إصراراً على
سحقه ، لنصل الى النتيجة الحتمية أننا بعد هاتين السنتين لم نعد نرى السفاح اللعين
بشار ، ولا أسرته النجسة آل الأسد ، ولا حواشيها من آل مخلوف وشاليش وغيرهم ، ولا
عصاباتهم ، ولا نظامه الفاشستي المُتمثل بأجهزته الأمنية والعسكرية وعناصر الشبيحة
، بل بدأت أفكارنا تتجه في الخطوة التالية بعد تعليقهم على المشانق ، وحبس من
يستحق ذلك عبر المحاكم ، لتتركز جهودنا لمحاولة إلقاء القبض عليهم وهم أحياء لأنهم
في حكم المُنتهي ، لنُثبت أهم حقيقة في هاتين السنتين أن ثورتنا كانت كالبركان ، وأصبحت
كالجبال الراسيات ، ونحن اليوم في قلب دمشق بعد
تحريرنا لأكثر من 80% من الأرض السورية عندما كان جيشه الخائن بكامل عتاده ،
واليوم لم يعد يستطيع استرجاع أرض افتقدها بعد التآكل الكبير لقواته ، وانشقاق
المئات مؤخرا من قلب حاميته دمشق، وأنّ إنساننا السوري اليوم مع كل مالحقه من الأضرار
، هو مالك لناصيته وقراره ، وهو يقود معركة تحريره بكل عزيمة وثبات وثقة بالنفس ،
ويبقى الأمل بنصرة أصحاب النخوة والنشامة من العرب والمسلمين ، والمزيد من العطاء
والتقديم ، ولاسيما المملكة العربية السعودية ودولة قطر ، والله لايُضيع اجر عمل
عامل منكم ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
هاتف في
اليمن 00967715040030 أو 00967777776420
الآن في
مصر : 00201017979375 أو 00201124687800
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق