الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-08-21

الفرق بين اليوم والثمانينات - د. خالد أحمد الشنتوت


في الثمانينات كان أبطال الطليعة المقاتلة يقتلون عناصر السلطة بعمليات اغتيال مخططة ومنفذة بشكل ممتاز ....

وأذكر شهر آذار ( مارس ) في مدينة حماة ، وكنت مدرساً في ثانوية أبي الفداء وثانوية عثمان الحوراني ، لأن حصص الفلسفة لاتكفي نصاب المدرس في ثانوية واحدة ...

كنت عائداً من الجزائر ، وأمتلك سيارة ( وانيت ) لأسكن خارج حماة في قريتي وأداوم  في حماة...

كنا في غرفة المدرسين نتحدث من هو اليوم ؟ أي من قتل هذا اليوم ؟ وبالطبع من أنصار السلطة ، وأحياناً يذكر اسم  ما فيسرع أحدهم ويقول : هذا (امبارح ) نريد ( متاع ) اليوم ؟

وكان شباب الطليعة يرصدون ويستطلعون ، ثم ينفذون الساعة الثامنة إلا ربعاً حيث تمتلأ الشوارع بالمارة ، طلاب وموظفون ، رجال ونساء ، في ذلك الزحام يمر شاب من الطليعة (  بعد رصد لعدة أيام ) يمر بجوار عميل السلطة ، ويناديه باسمه الشخصي وهو بجواره ، فيلتفت العميل بشكل لاشعوري ، وبسرعة يكون المسدس في صدره ويطلق طلقة واحدة فقط في قلبه ، وغالباً كاتم صوت ، يسقط العميل على الأرض ، ويمشي ( لايجري ) الشاب عدة أمتارثم ينعطف فيدخل أول زقاق يقابله ، وقد يعطي المسدس لأول محل يمر عليه .... بدون جري ، ولاضجيج ...

الجيش في الشوارع ، ويحضر بعد بضع دقائق ، وقد يوقف عدداً من الرجال ويفتشهم فلايجد مسدساً مع أحد ...

وهكذا صار هذا الوقت مابين السابعة والنصف والثامنة ، يقتل فيه عميل للسلطة كل يوم في شهر آذار (1980)...

واستعان حافظ الأسد بخبراء الجريمة الروس ( لعنهم الله ) وأخذوهم إلى عدة أماكن جرى فيها الاغتيال ، في نفس الزمن ، وقالوا لهم : في هذه المدينة حوالي (300) مجرم يقتلون أحد رجالنا كل يوم ، دون أن نتمكن من القبض على أي واحد منهم.....

نظر الخبراء الخبثاء الروس فوجدوا الشوارع مليئة ، والدكاكين مفتوحة ، فكان جوابهم : هذه المدينة كلها مجرمة وليس (300) كما تقولون ؟ لماذا لايقبضون على الجاني ؟ لماذا لايدلونكم عليه ؟ كيف يختبئ بينهم ويضيع منكم ....إذن كلهم متعاونون معه ....

والحل ...في المكان الذي يغتال فيه أحد أنصاركم ، اجمعوا ( 50) رجلاً على ألأقل من المكان نفسه ، واقتلوهم أمام الناس فوراً ، دون أن تسألوهم عن أسمائهم ، ولعل المجرم يكون أحدهم... كما أن هذا سيجعل الشعب يطردون هؤلاء ( المجرمين ) ولايسمحون لهم بالتنقل بينهم خوفاً من الموت ....

ونفذ حافظ الوحش تعليمات الخبراء الخبثاء الروس ، خلال عام (1981) وبدأت المجازر الصغرى ، التي يصل عدد الضحايا فيها أحياناً إلى (200) مواطن ، مثل مذبحة باب البلد التي تجدها في كتاب سوريا مزرعة الأسد للدهامشة ...

لكن ....تحقق ما أراده الخبثاء الروس ، وصار المواطنون يمنعون مقاتلي الطليعة من التحرك بينهم ، ويهددونهم إن مروا بينهم ، لأن القضية فيها موت كما شاهدوه مرات ومرات ...واستطاع اللعين حافظ الوحش من أن يفصل مجاهدي الطليعة عن الشعب ، حاضنتهم القوية ....وكان هذا بداية انتصاره عليهم.....

واليوم ...هل يتمكن بشار الوحش ابن الهالك حافظ الوحش من الفصل بين الثوار والشعب !!!؟؟؟ لا أعتقد ذلك ...بل أراه من المستحيلات ....لأن الشعب كله ، وكلمة كل تطلق على (معظم ) هنا ، الشعب كله في دمشق وحلب وحمص وحماة ودير الزور وأريافها ، كل الشعب ثائر ، وجرح جراحاً عميقة ...ولا أظن هذا الشعب يشغله عن الاستمرار بالثورة أي مانع ....

وبلغة أخرى ...دمر بشار الوحش كل شيء ...ولم يترك أحداً من بطشه وأذاه ...لذلك سوف يستمر الشعب السوري بالثورة ...وسيأتي يوم قريب ....يوفق الله الدول العربية وأصدقاء سوريا إلى الضغط على أمريكا ( الكذابة ) التي تماطل في منطقة الحظر الجوي ...لكن أصدقاءها العرب سوف يضغطون عليها من أجل ذلك ...وسوف يتحقق هذا الحظر الجوي ....

أو تفرض تركيا منطقة عازلة للاجئين السوريين ، وسبق أن حددت رقم خمسين ألفا ، تفرض بعدها منطقة عازلة ، واليوم وصل العدد سبعين ، ورفعت الحد إلى مائة ألف ، وعساها تصدق هذه المرة .  تفرض منطقة محظورة ، وتنتهي نصف المشكلة..... وينتهي  بعدها النظام الأسدي، نظام الوحش الجبان ...الذي يعيش منذ بضعة شهور على قاذفاته الميج ، التي وفرها منذ أربعين سنة لمثل هذا اليوم ... سوف تمنع هذه القاذفات من الطيران فوق سوريا كلها ...وهي ممنوعة من ذاتها من الطيران فوق الصهاينة ...وسوف ينتهي مفعولها ....وتعاد لتخزن فتجدها الحكومة القادمة إن شاء الله تعالى ....

وأملنا بالله كبير ...كما أن المعركة صارت كبيرة جداً وخطيرة جداً ، كذلك ربنا عزوجل أكبر منها وقادر على كل شيء ....

الدكتور    خالد أحمد الشنتوت      كاتب سوري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق