فادي شامية- المستقبل - السبت 27 نيسان 2013 - العدد 4673 - شؤون
لبنانية - صفحة 2
http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=568805
فضلاً عن
المشاركة في قمع التظاهرات في الأيام الأولى للثورة السورية؛ فقد كان لـ "حزب
الله" مشاركاته الفاعلة في المعارك التي جرت وما تزال في سوريا. الأمر يجري
بالتنسيق مع النظام السوري، وهو يتشعب ويصبح أكثر استقلالا مع الوقت، بحيث أصبحت
مناطق موكلة كلياً أو جزئياً للحزب وحده (ريف القصير ومناطق في جبال القلمون) أو
موكلة إليه وإلى الحرس الثوري الإيراني والمقاتلين الشيعة من جنسيات متعددة الذي
ينضوون في لواء أبي الفضل العباس (منطقة السيدة زينب وطريق مطار دمشق وبعض الأماكن
في الغوطة الشرقية ومنطقة جوبر-العباسيين والمناطق المحيطة بداريا). أما في بقية
المناطق السورية فيشارك الحزب مع الشبيحة وجيش النظام في قتال الثوار (بعض أحياء
حمص- بعض مناطق درعا، وذلك على سبيل المثال لا الحصر).
معارك غير مجيدة
شهدت
منطقة ريف القصير أولى المواجهات المسلحة بين الحزب والثوار، وذلك في شهر حزيران
من العام 2011، عندما حاول عناصر من الحزب التسلل إلى قرية ربلة المسيحية السورية،
عبر منطقة حوش السيد علي بغطاء من القصف الصاروخي. ولم تمض أيام على هذه الواقعة
حتى بدأت المواجهات تشتد في ريف القصير، وفي هذه الأثناء ظهر فيلم مسرب يُظهر
عناصر من الحرس الجمهوري مع عناصر آخرين من "حزب الله" في المعارك.
في
6/8/2011 صدر تقرير عن الأمم المتحدة؛ يؤكد تورط "حزب الله" والحرس
الثوري في المعارك، وفي شهر تشرين الثاني عام 2011 أسهم "حزب الله" في
معركة بابا عمرو القاسية، لكن المعركة الأولى الكبيرة التي خاضها الحزب كانت في
منطقة الزبداني مطلع العام 2012، إذ أوكل جيش النظام إليه مناطق محددة للدفاع
عنها(قاعدة عسكرية في بلدة مضايا)، وفتََح له المجال ليقاتل بأسلوبه في الحملة
الكبرى التي قام بها النظام السوري على المدينة في 13/1/2012.
في
شهر أيار من العام 2012 قام الحزب باقتحام غير بلدة في ريف القصير؛ الصفصافة
والمصرية والسوادية ومطربة وزيتا... استقر الحزب في هذه البلدات، وأنشأ تحصينات،
وخاض معارك مع "الجيش الحر"، وفيما بعد تحدث ثوار القصير عن استعماله
طائرة بدون طيار لتصوير تحصيناتهم المقابلة، وذلك في تعليقهم على سقوط طائرة
استطلاع في سهل يونين (14/7/2012).

في
11/10/2012 شكّل خطاب أمين عام الحزب عن المقاتلين في القصير الذين "قرروا الدفاع عن أنفسهم وعن أرواحهم وعن
أعراضهم وعن أملاكهم"؛ كلمة السر لبدء هجوم قاسٍ على قرى أبو حوري
والبرهانية والنهرية وغيرها، انطلاقاً من القرى الحدودية التي سبق أن احتلها
الحزب.
في
شهر شباط الماضي شن مقاتلو الحزب حملة جديدة لتوسيع مناطق سيطرتهم، محاولين مرة
جديدة احتلال أبو حوري، والبرهانية، وسقرجة في ريف القصير (المحور الغربي من
الجبهة)، لكن الهجوم لم ينجح ومني الحزب بخسائر كبيرة. ولتحسين وضعه سيطر الحزب فيما
بعد بالكامل على بلدة ربلة وتبادل السيطرة على جوسيه، وهما بلدتان متاخمتان للحدود
اللبنانية ناحية الهرمل (المحور الجنوبي من الجبهة)، كما شن هجوماً احتل بموجبه تل
النبي مندو (المحور الشمالي من الجبهة)، ثم أعاد الكرة في هجوم قاسٍ قبل أيام تمكن
بموجبه من احتلال قرى جديدة هي: أبو حوري، والخالدية، والنهرية (المحور الجنوبي من
الجبهة)، والبرهانية والمنصورية وسقرجة والرضوانية (المحور الغربي من الجبهة)، لكن
الثوار انتزعوا منه أبو حوري مجدداً، وفق بيانات صدرت عنهم لاحقاً، وذلك بعدما
نجحوا قبل أيام من السيطرة على مطار الضمير الذي كان يرابط فيه عناصر من الحزب على
جانب عناصر النظام.
أما
في دمشق؛ فقد خاض الحزب معارك في حي جوبر الشهر الماضي (تحدث الثوار عن مقتل مسؤول
منطقة جوبر رضوان مرعي أثناء القتال)، وفي الريف شارك الحزب القوات النظامية في
الهجوم الفاشل على داريا، كما شارك في الهجوم على عرطوز، حيث وقعت المجزرة الأكبر
حتى الآن، وذلك بعد انسحاب المقاتلين منها، لنفاذ الذخيرة.
خسائر بشرية
في
7/6/2011 تحدثت جماعة "الأخوان المسلمين" في سوريا للمرة الأولى عن قتلى
لـ "حزب الله" نقلوا من سوريا على لبنان، ولم يؤكد أحد صحة المعلومات.
وبرغم تزايد الحديث عن قتلى للحزب في سوريا فيما بعد، إلا أن صوراً أو أسماء أو
تفاصيل لم تُنشر. وفي شهر أيلول من العام 2011 تحدث مواطنون في منطقة البسطا في
بيروت عن تشييع مقاتلين للحزب سقطوا في المعارك الدائرة في سوريا، إلا أن الصور
والأسماء ظلت محجوبة.
في
2/3/2012 تحدثت جماعة "الأخوان المسلمين" عن مقتل 7 عناصر للحزب؛ عُرف
منهم: حسين إسماعيل علي- مهند على الموسوي- علي أحمد حسين. وبعد ذلك بأيام
(8/3/2012) ذكرت فوكس نيوز الأمريكية، نقلاً عن مصدر أمني لبناني أن قتلى الحزب بلغ 72 قتيلاً، لكن هذه المعلومات
ظلت بلا مصداقية عالية حتى ذلك الحين.
في
18/3/2012 شيّع "حزب الله" رسمياً –للمرة الأولى- حسين عباس المعلوف (36
عاماً مواليد الضاحية)، وبعد ذلك بيومين شيّع الحزب علي نور الدين (أبو زهراء- مواليد
بنت جبيل 1980) وذلك بعد مقتله في دمشق-المزة.
وفيما
تحدثت تقارير صحفية عن دفن مزيد من قتلى الحزب في البقاع تحديداً، خلال شهري
حزيران وتموز الماضيين؛ واظب الحزب على سياسة الكتمان، ولم يلتقط الإعلام العدد
الأكبر من الجنازات، عدا جنازة موسى علي شحيمي الذي قُتل في سوريا ودفن في روضة
الشهيدين بالغبيري في 10/8/2012.





في
23/4/2013 شيّع "حزب الله" حسين محمود حمود (من بلدة كفرملكي)، وفي
24/4/2013 شيّع محمد جواد ناصيف الزين (من بلدة بافليه)، وفي 25/4/2013 شيّع الحزب
في بعلبك كل من: علي قاسم شرف الدين، ومحمد حسن المقداد، وثالث من آل زعيتر.
بحسب الأمين
العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي فإن عدد الذين قضوا حتى الآن من الحزب في
سوريا 138 فيما الجرحى أكبر من ذلك بكثير. هل ثمة شك بعد ذلك في أن الحزب دخل –
وأدخلنا معه- في الحرب الدائرة في سوريا؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق