الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-08-06

الأدب الإسلامي ومذهبه النقدي ودورهما في الحياة – بقلم: د. زينب بيرة جكلي

قبل أن أخوض في عباب بحر هذا الكتاب أود أن أتطرق إلى أمرين هامين هما مصطلح الأدب الإسلامي ونقده، ودور الشعر الإسلامي في الحياة لما لهما من أثر في نظرة المتلقي إلى الشعر الإسلامي المعاصر .
   أولا: مصطلح الأدب الإسلامي:
    هناك من يعد الأدب الإسلامي المعاصر امتدادا للشعر الإسلامي أو الديني عبر العصور ، وهناك من يعده جزءا من الأدب العربي الحديث ولا حاجة برأيه إلى أن ينفصل عنه ويتمايز ، وآخرون يرونه أدبا بدا في حلة جديدة صدرت عن رجال الصحوة الإسلامية، ومهّد له سقوط الخلافة الإسلامية في 1342هـ 1923م ، ثم نكبة فلسطين 1948م، وواقع الفساد الاجتماعي والسياسي في العالم الإسلامي إذ كانا محركا لهم ليطلقوا مافي قلوبهم من غليان الثورة ضد الظلم والطغيان والعدوان، سعيا منهم لإعادة المجتمع الإسلامي إلى عهد القوة والنقاء والحضارة الإسلامية المرموقة .

     وقد آمن هؤلاء أن الله سبحانه اتخذ من الكلمة الطيبة منارا لتحريك الهمم يوم أن أعلن في كتابه الكريم قوله "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون([1]) ". ويوم أن قسم الله الشعراء إلى قسمين بقوله " والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون مالايفعلون، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون([2]) " .
     واستن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هذه السنة المباركة، وحض الصحابة على أن يدافعوا عن الإسلام وينشروا الخير بالكلمة الطيبة، وموقفه من حسان بن ثابت رضي الله عنه معروف مشهود، كما صحح لكعب بن مالك قوله:
          مُجالدُنا عن جِذْمنا كل فخمة             ............................... 
إذ قال له لاتقل " عن جذمنا " ولكن قل " عن ديننا " ، وبهذا رشّد خطوات الشاعر([3]) .
    واستن الخلفاء من بعده هذه السُّنة ، وسَجن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشاعر الحطيئة لهجائه الزبرقان بن بدر، وعَزل النعمان بن بشير لحديثه عن الخمرة، كما تمثل المسلمون هذه السُّنة الطاهرة فقال ذبان بن الحارث السعدي:
فأصبحت للإسلام ماعشت ناصرا      وألقيت فيها كلكلي وجراني([4])
    والتزم الشعراء المسلمون الدعوة إلى الله ورسوله بكلماتهم الطيبات ، وكان شعر الفتوحات الإسلامية وقودا يحث المسلمين على مواصلة الجهاد لبناء الدولة الإسلامية الكبرى، ونشر مبادئها السامية في العالم كله .
    ثم جاءت عصور درس فيها القرآن الكريم لمعرفة أسباب جاذبيته ، وبدأ الجمال الفني يبرز في الدراسات اللغوية ... وبدأ النقاد القدامى يبينون مكانة الشعراء ويفاضلون بينهم لمعانيهم أو أساليبهم، وكان من نتائج ذلك ما ذكره القاضي الفاضل عبد القاهر الجرجاني حول شعر المتنبي وأمثاله ممن انحرفوا عن الإسلام إذ قال " فلو كانت الديانة عارا على الشعر ، وكان سوء الاعتقاد سببا لتأخر الشعراء لوجب أن يمحى اسم أبي نواس من الدواوين .. ولكن الأمرين مختلفان، والدين بمعزل عن الشعر "، وقد بين د. حسن الأمراني قصده من هذه الكلمة ، فالجرجاني الذي عرف بتقواه لم ينتقص قدر الالتزام بالإسلام في قولته هذه، ولكنه رمى أن يبين أن الأدب ليس التزاما بالمضمون الإسلامي فحسب وإن كان للمضمون أهميته، ولا أدب فكرة فحسب وإن كان لايتغاضى عن الفكرة، ولكن الأدب يولي الجمال الفني المرتبة الأولى، لأنه إن فقد هذه الصفة فقد فقد صفة الأدب، أي فقد جوهره ، وعند ذلك سمِّه ماشئت إلا أن تسميه أدبا، كما أن صفة التعهر لايسقط عنه صفة الأدب، إلا أنه يسقط عنه صفة الإسلامية([5])،وهذا أمر لاجدال فيه كما يقول د. عز الدين مختار ، فكم من شاعر موهوب فاسد العقيدة([6]) . ولكن دعاة التغريب فسروا قول الجرجاني على أنه انفصام وخصام بين الأدب والفن لغاية في نفس يعقوب .
     ثم إن كثيرا من النقاد المسلمين القدامى نددوا بشعر المتنبي وأبي نواس لمخالفتهما الإسلام، ومن هؤلاء أبو عمرو الشيباني والأنباري والباقلاني، والقيرواني والأصمعي والآمدي، والثعالبي وابن قتيبة وابن بسام صاحب الذخيرة وابن حزم ... وعدوا المضمون أساسا في الشعر ورفضوا ماخالف الإسلام، يقول الأول " لولا ماأخذ فيه أبو نواس من الإرفاث لاحتججنا بشعره([7])" ، ولام الأنباري ابن المعتز لروايته شعر أبي نواس وقال " إن من حق هذا الخليع ألا يتلقاه الناس بألسنتهم ولا يدونوه في كتبهم، ولا يحمله متقدمهم إلى متأخرهم([8]) " . وجعل ابن قتيبة " الشعر الجيد ماجاد لفظه وجاد معناه([9]) " كما دعا الفقيه ابن الوردي إلى حرق كتاب " فصوص الحكم " لابن عربي لما فيه من انحرافات عقائدية([10]) .
      ولما جاء العصر الحديث وتأثر بعض النقاد بالآداب الغربية المعادية للدين، وتجرأ بعضهم فدعا إلى كسر قواعد اللغة والأخذ بالعامية، وادعى أن الفصحى ماتت بموت أحمد شوقي([11])، وانتشرت الدعوات التي تفصل الدين عن الأدب، قامت صيحات مؤمنة لتعيد الحق إلى نصابه وتعلي القيم والمبادئ الإسلامية وتدعو إلى إعادة صلة الأدب بالله وبالتاريخ والحضارة الإسلامية المجيدة ، وكان لكتابات الرافعي وعلي أحمد باكثير وأحمد محرم وعلي الطنطاوي وأبي الحسن الندوي وغيرهم أثر في تحريك الهمم، ثم كانت ولادة مصطلح "الأدب الإسلامي" المعاصر بمقال كتبه سيد قطب عام 1951م إذ بين فيه دلالة الأدب الإسلامي وماهيته وأبعاده([12])
     ويمكننا أن نقول إن مرحلة مابين سقوط الخلافة إلى خمسينات القرن العشرين كانت مرحلة تنوير وبدايات للصحوة الإسلامية الحديثة والأدب الإسلامي المعاصر كما يقول د. عبد الباسط بدر ([13]).     
     والحق يقال أن لاأدب من فراغ ، وإنما هي خبرات ينضم بعضها إلى بعض قديمة أو حديثة ، عربية أو غربية ، فالشعر الإسلامي المعاصر كما يقول د. عماد الدين خليل هو ردة فعل لاتهامات الواقعية الجديدة أو الاشتراكية للدين، إذ أعلن أدباء الصحوة الإسلامية بعدها أن "الأدب فكرة لاأدب فترة " فهو يحافظ على الثوابت، وقد آن الأوان أن نعلن انتهاء مرحلة الانبهار بالغرب، وأن نستعيد ثقتنا بأنفسنا لاستعادة أمجادنا وحضارتنا([14]) .
      لم تمض سنوات على هذه الانتفاضة الفكرية والأدبية المعاصرة حتى ازدهر أدبها، ثم نما في السبعينات وما بعدها كما وكيفا ، وكان للأحداث الدامية التي مرت بها الأمة الإسلامية أثر في إذكاء هذا الأدب ، فنكسة حزيران، وحريق المسجد الأقصى، وانفصال باكستان إلى دولتين شرقية تدعى بنغلادش وغربية حافظت على اسمها، وضغوط السلطات غير المتناهي ضد الإسلاميين، وجرائم الصهاينة والصليبية الغربية، وفتك الشيوعية الإلحادية بالمسلمين في الشرق والغرب، والحروب التي استثيرت ضدهم، والفساد الخلقي الذي استشرى قد فجّر هذا كله الطاقات الكامنة، وغذى الدواوين الإسلامية بشكوى ودموع وآهات، ونقد للحضارة الغربية ومناهجها وفنونها، وسعي الأدب الإسلامي لينقذ البشرية مما تتخبط فيه، وصدرت كتب تنظِّر لهذا النقد وتوضح هذا الأدب، منها النقد الأدبي أصوله ومناهجه لسيد قطب ، ومنهج الفن الإسلامي لمحمد قطب ، ونحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد للدكتور عبد الرحمن رأفت باشا وغيرها، وقد بين هؤلاء سمات الجمال الفني في الأدب الإسلامي، وأنه ينبع من تصور إسلامي للكون والإنسان والحياة([15])، ثم تأسست رابطة الأدب الإسلامي وراحت تدعو إلى نشر هذا الأدب وترسيخ مذهبه النقدي الذي يقوم على فلسفة إسلامية في نظرتها إلى الله والإنسان والحياة  ليكونا بديلا عن الآداب المنحرفة والنظريات العبثية ، وليحملا القيم العليا في الإسلام وتصوراته لبناء جيل فاعل يستعيد به المسلم عزته وأمجاده .
     والتقى الشيخ الأديب الهندي أبو الحسن الندوي في 1401هـ / 1981م بالدكتور عبد القدوس أبو صالح وبثلة من الأدباء الإسلاميين المخلصين،وأثمر لقاؤهم عن إيجاد " رابطة الأدب الإسلامي " في1406هـ/ 1986م ، برئاسة الشيخ الندوي ، وكان مركزها لكنو في الهند فلما توفاه الله في 1415هـ/1994م ترأسها نائبه أ.د. عبد القدوس أبو صالح ، ونقل مركزها إلى الرياض في المملكة العربية السعودية .
     وللرابطة اليوم اثنا عشر فرعا في السعودية ومصر والأردن والمغرب واليمن والإمارات ، وفي تركيا وباكستان وبنغلادش وماليزيا ونيجيريا وغيرها ، وقد عقدت مؤتمرات كثيرة كان بعضها لأديبات إسلاميات، وللطفل المسلم ولشخصيات إسلامية عرفت بنتاجها الإسلامي. ودُرِّس هذا الأدب ومذهبه النقدي في جامعات السعودية والإمارات والأردن، والهند وباكستان ونيجيريا، وكتبت عنهما رسائل جامعية، وأصدرت مكاتب الرابطة مجلات تنشر هذا الأدب والنقد منها مجلة الأدب الإسلامي في الرياض ومجلة المشكاة في المغرب ، ونشرت دواوين للشعراء الإسلاميين  وقصص ومسرحيات بلغت المئات فضلا عن كتب التراجم التي تترجم لهؤلاء الأدباء .
     وهكذا شق الأدب الإسلامي طريقه بقوة ليعيد إلى الكلمة نقاءها وطهرها بعد أن لوثتها أياد آثمة وتيارات هدامة ، وانتهت الرابطة وبتوجيه من أ . د. عبد القدوس أبو صالح إلى تعريف الأدب الإسلامي بأنه:
" تعبير فني هادف عن الكون والإنسان والحياة وفق التصور الإسلامي([16]) "
     وأوضحت الرابطة من خلال مانشرته من كتب ومقالات الشروط التي يجب أن تتوفر في الأديب  الإسلامي ونصوصه ، كما أوضحت معالم المدرسة النقدية الإسلامية:
1-                      الأديب الإسلامي:
     الأديب الإسلامي في أي أرض إسلامية يجب أن يكون مسلما ملتزما بالإسلام قولا وعملا ، منفعلا معه ، ويدور حيث دار ، يعيش من أجله وينخرط في أجوائه ، ويسعى لاستعادة أمجاد الأمة سعيا مستديما لامؤقتا ونابعا من أعماقه لامفروضا عليه ، يقول د. نجيب الكيلاني وهو من أوائل المنظِّرين للأدب الإسلامي:" الأدب الإسلامي لايمكن أن يصدر إلا عن ذات نعمت باليقين ، وتشبعت بمنهج الله ، ونهلت من ينابيع العقيدة الصافية ومن ثَمَّ أفرزت أدبا صادقا وعبرت عن التزامها الذاتي الداخلي دونما قهر أو إرغام([17]) " .      
   ولكن بعض أعضاء الرابطة كعبد العزيز الرفاعي يرون أن هذا التعريف ضيَّق على الشعراء وسيؤدي إلى خسران إبداعات كثيرة واكتفى بأن يكون الشاعر مسلما لايعادي الإسلام في قول أو عمل، ولم يتخذ قلمه أو فكره معولا هداما لأسس إسلامية ثابتة بأي شكل من الأشكال([18]) .
     يقول د. عثمان مكانسي([19]) في وصف الأديب الإسلامي الملتزم بالإسلام، الذي حيي قلبه بحب ربه وشرعه، وعاهد الله أن يسخر قلمه للفضيلة والخير:
أنا من أنا ؟ عنوان شعر هادف      أحيا فؤادي فاستنار دليلي
قلبي يهيــم بشرع طـــه طاهرا      ويرى الحياة بمُـــحكم التنزيـــــــــــــل
أنا مسلم عاهدت ربي أن يكو      ن الشعر إنشادا لكل جميل
إني من الشعراء جاء مقالهـــــــم       كفِعـــــــــالهم قد صح في الترتيل
ثبتٌ مبادئُهـــــم فما من هائم     يسبي الغواة ولا أخي تضليـــــــــــل
بـــل حبُّهــــــــــم لله أكبـــر دافع    لســـــداد فكــــــــر محكَــــــــم وأثيــــــــــل([20])
2-                      النص الإسلامي:
  للنص الإسلامي شروطه أيضا، وقد قسمت الرابطة النصوص إلى إسلامي ومحايد وثالث موافق ورابع مضاد: 
أ‌-    فالنص الإسلامي:
      ماصدر في مضمونه عن مسلم ملتزم بالإسلام في نظرته إلى الكون والإنسان والحياة على مختلف الأصعدة الفكرية والاجتماعية والسياسية، وكان حريصا على إقامة التوازن بين المادة والروح ، والإيمان والعقل ، والدنيا والآخرة ، والفرد والمجتمع ، والمتعة والانضباط، والثبات والتطور، وكان لايحمل أحقادا أو نعرات مناوئة للإسلام، ولم يكن فيه مايخالفه، يقول الشاعر مقبل عبد العزيز العيسى:
أي حرف ضم فكرا واعيـــــــــــــا     لم أتوِّجــــــه بتقبيـــــــــل جبيــــــــــــــــن
مااجْتَويْتُ الفكر حـــرا واعيـا    ضاق من جهل ومن قيد مهين([21])
غير أني أجتوي الفكر الذي      يستقي من غربه .. من تزعمين
الرؤى منه غيـــــــــوم كالدجى      تبتغــــــــي نسف تراثـــــــــي كل حين
كل فكــــــــــر أرتجيـــــــــــــه لغـــد     غير فكر صيغ من حقد دفين([22])
    فالشاعر يعجب بالفكر الواعي الذي يضيق ذرعا بالجهل والظلم، ويمقت الفكر المعادي للإسلام المستمد من ظلمات الغرب الحاقد .
     وإذا كان الحداثيون قد رفضوا كل قديم فإن الأدب الإسلامي لايعادي كل جديد ، كما أنه لايرى  كل جديد محمودا، بل يقف موقفا وسطا ، فالثوابت لااجتهاد معها، والانفتاح على الآخر يجب أن يكون بوعي ، والتجديد حرية وقيد ، وكل حرية لها قيود وضوابط([23])، وقد دعا د. محمد رجب البيومي إلى أن يلغى من التراث كل مجون وفحش كالذي في كتاب الأغاني للأصفهاني الذي تتبع سقطات الشعراء ونشرها فأفسد النظرة إلى الأدب ولكن د. طه حسين حال دون ذلك([24]) .
   أما من حيث الشكل الفني فإن تعريف الأدب الإسلامي اهتم بفنية النص، فهو" تعبير فني هادف"
وكل نص لاجمال فيه لايعد من الأدب في شيء، ولايبرر للأديب مضمونه الجميل إن كان نصه ركيك الأسلوب،إذ لا تفريط في أحد عنصري الأدب" الفني الهادف "، يقول الشاعر عبد الولي الشميري([25]):
الشعـــر فيض خيال فيه عاطفة     يمليه شجو وأفراح وأحزان
والشعــــر معنى وإبداع وقافية     ووثبة اللغة الفصحى وأوزان
   وما سواه فلا شعر ولا أدب     متى تساوى أدونيسٌ وحسان؟([26])
     فالشاعر حدد متطلبات الشعر وهي العاطفة المنفعلة، والمعنى الممتزج بالعواطف، والأخيلة، واللغة المشرقة، والموسيقا العذبة كما في شعر حسان بن ثابت ، وإلا فلا، ولايمكن أن نعد ماقاله أدونيس شعرا لأنه خالف قواعد اللغة الفصحى، بل دعا هو وأمثاله من الحداثيين إلى التخلي عنها وتحطيم قواعدها مع أنها لغة القرآن الكريم والحديث النبوي وقد حملت الدين والتراث، وعلى الأديب المسلم أن يلتزمها ولا يقبل منه الانزياح عنها كما فعل الشاعر أحمد مطر في قوله:
    الدرج الحالي بزيزفون
    والفوقه تعرش ياسمينة
    للحلوة التخطر كالظنون([27])
    فالشاعر أدخل ال التعريف على الفعل تخطر وعلى الظرف فوقه مع أنه عرفه أيضا بالضمير .
    ولهذا دعا الأدباء الإسلاميون إلى فصاحة النص الأدبي لكن من غيرما تكلف، قال الشاعر عمر بهاء
 الدين الأميري([28]):
ليس شعري لفظا وسبكا وجرسا     بل شعورا فيه التعابير تغرق
أنا لاأعرف التصنع في شعري      فشعري سجيتي حين تطلق
كلما عاقني عــــن الخير شر     أرغد السخط في كلامي وأبرق
    كلمــا راقني جمــــــال بديــــــــــــع      لمع الحُســـــــــن في بياني وأشرق([29])
وقد أعجب بعض الشعراء الإسلاميين بالرمز الشاف لاالغامض المبهم،  فقال الشاعر أحمد محمد الصديق([30]):
     أعتنق النور الذي يشدني إلى السماء
    وأجتلي حقائق الوجود
     في برزخ يموج بالضياء
    مضمخ بالعطر .. والجمال .. والبهاء ..
    يغمسني في جنة الطيوب
    الروح من عقالها
    كنفحة الأريج تنتقل
     وترتقي في سلم الخلود
     كطائر يعرج في صعود([31])
     فالشاعر اتخذ من رمز النور تعبيرا عن الهدى الذي تفوح روائحه العطرة، وجعل صاحبه من أهل الجنان، حين تنطلق روحه من عقالها، وتصعد إلى السماء لتخلد في عالم البرزخ النير .
    وللموسيقا الشعرية جاذبيتها وسحرها ، ويشترط بعض النقاد الإسلاميين كالدكتور عدنان النحوي أن يلتزم الشعر العروض التقليدي ولا يقبل عنه بديلا، وهو يرى في شعر التفعيلة وفيما سمي بقصيدة النثر تفلتا جاء به الحداثيون للقضاء على اللغة([32]) ، بينما قبل الشاعر د. عماد الدين خليل ود. وليد قصاب وأحمد محمد الصديق وناجي صبحة وكثيرون شعر التفعيلة، ورفض د. النحوي قصيدة النثر لعلاقتها بالحداثة ولأن فيها تداخل الأجناس الأدبية، ودافع د.عبد المنعم يوسف([33]) عن الأخيرة في مؤتمر لرابطة الأدب الإسلامي بالقاهرة في 1424هـ/ 2003م لأن التصور الإسلامي لايعارضها([34]) .
    وينأى الأدب الإسلامي عن المصطلحات الغربية المتعددة المشارب والمصادر لعلاقة هذه المصطلحات بفلسفة الغرب لأن المصطلح ليس مفردة فحسب بل هو مكتنز بدلالات لها معان متعددة يحار الدارس بينها مما يؤثر على فهم النص، فالواقعية عند الفلاسفة غيرها عند الساسة، ولأن في لغتنا بدائل ولنا من غناها مايساعدنا على الاشتقاق واستحداث ألفاظ حضارية جديدة، وقد أدخل العرب الأوائل إلى العربية ماأخضعوه للنظام اللغوي العربي فكان ضمن تراكيبهم ، وبهذا النظام نمنع إدخال مايخالف قواعد النحو والصرف العربية مما يشوه جمال لغتنا من أمثال مصطلح الزمْكانية، ويُمَشْكل، ويساوق ... ([35])
   النص المحايد:
         وهو ماصدر عن مسلم ولكنه لم يتطرق فيه للإسلام كما أنه لم يخالفه، كمن يصف الليل لمجرد التمتع بالجمال كأصحاب مدرسة الفن للفن ، وقد يقال إنه نص إسلامي لأن الأصل في الأشياء الإباحة ، ولكن النص الإسلامي يلتزم صاحبه بالإسلام ويظهر فكرته في النص، وإلا عد محايدا ضمن الأدب الحديث لا الإسلامي المعاصر([36]) .
ج- النص الموافق:
     وهو ماصدر عن غير مسلم ولم يكن فيه مخالفات شرعية كما في شعر جاك صبري شماس([37]) الذي يثني فيه على الشيخ أحمد ياسين([38]) لصموده أمام الصهاينة ، يقول فيه:
ياشيخ طرّزت البطولة بالفدا     فتخضّب التفاح والليمون
وتمايست قمم العروبة نشوة     وسهول غزة عسجد وفتون
ولأنت ياشيـــــخ المرافئ شعلة      للثائريـــــن شكيمة ويقيـــــن
علمتــَـــــــنا أن السيادة مــــوقف     ومبــــــادئ وأمـــانــــــــة وأمين([39])
د- النص المضاد:
    وهذا الأدب يخالف الإسلام في تصوراته ولو كانت هوية صاحبه مسلمة، ويطلق عليه د. أحمد بسام ساعي الأدب الجاهلي استنادا إلى قوله تعالى " أفحكم الجاهلية يبغون([40]) "
من ذلك قول نزار القباني([41]):
تاريخي ، مالي تاريخ
إني نسيان النسيان
إني مرساة لاترسو
جرح بملامح إنسان
ماذا أعطيك ؟ أجيبيني
قلقي ؟ إلحادي؟ غثياني ؟([42])
     ومثل هذا الشعر لايسمن ولايغني ، بل يفسد ويردي ، ويجعل صاحبه تائها حائرا لايدري ماضيه ومستقبله .
ثانيا: المذهب النقدي الإسلامي:
    الأدب هو تعبير عن نِظرة أو فلسفة تجاه الوجود والعالم ، فإن كانت حسب المنظور الإسلامي كان المذهب الذي اتبعه إسلاميا، وإن كانت مادية كان مذهبه ماديا .
1- انحراف المذاهب الغربية نحو المادية:
أ-فالمدرسة الاتباعية تعود جذورها إلى الوثنية الإغريقية، وتدعو هذه إلى محاكاة الأدب الإغريقي الذي يقدس العقل ويعلي شأن الطبقات العليا في المجتمع وينظر إلى الطبقات الفقيرة على أنها حاملة الخطايا كما ذكر لافونتين([43]) ، أما الاتباعية الجديدة عند العرب فقد حكت واقع أمتنا فتحدث أحمد شوقي عن ماضي العرب والمسلمين ، ولكنه في حديثه عن ماضي المصريين انحرف عن النهج السوي في قوله:
من كرمسيس في الملـــوك حديثا     ولرمسيس الملـــــــوك فــــداء
جل رمسيس فطـــــــــرة وتعالى      شيعـــة أن يقــــــوده السفهاء
إيه سيزوستريس ماذا ينال الـ     وصف يوما أو يبلغ الإطراء
كبرت ذاتك العليــَّــــة أن تحـ     ـصي ثناها الألقاب والأسماء
ولك المنشآت في كل بحـــــر      ولك البـــــر أرضــــه والسماء([44])
فهل يفتدي الملوك فرعون الملحد؟ وهل عظمت فطرته وهو الذي كفر برب العالمين، ومن هم السفهاء الذين حاولوا أن يقودوه؟ وكيف تكبر ذاته عن أن تحصي ثناها الأسماء والألقاب ؟ لقد رفض أبو عمرو الشيباني أن يحتج بشعر المتنبي وأبي نواس لفسقهما ولقول المتنبي:
أي محل أرتـقــــــي      أي عظيم أتَّـقي
وكل ماقد خلق الله -  ومـــا لم يخلـــــق
محتقــــــر في همتي      كشعرة في مفرقي([45])
     ب-أما المدرسة الإبداعية فقد رفضت ربط الأدب بغاية خلقية فمهدت السبيل لظهور مدرسة الفن للفن، وإلى العيش مع الأساطير والأوهام، ولذلك كثر لدى شعرائها الألفاظ الوثنية، كما دعوا إلى الهروب من الواقع في سلبية ذميمة إلى الطبيعة أو ما وراءها بالانتحار، وفي شعرهم قلق وتشاؤم، وجنوح إلى المجون بل إلى محاربة الدين لتحرير الإنسان بزعمهم من كل القيود، يقول إيليا أبو ماضي:
جئت لاأعلم من أين؟  ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت
وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت كيف أبصرت طريقي؟
                                  لست أدري([46])
      ولذلك تصدى له الشعراء الإسلاميون فقال ربيع السعيد عبد الحليم([47]) مبينا سبب وجود الإنسان وغاية المسلم من هذا الوجود:
جئت دنياي وأدري عن يقين كيف جئت
جئت دنياي لأمر من هدى الآي جلَوْتُ
ولقد أبصــــرت قدامي دليـــــــلا فاهتـــــــــديــت
ليت شعــــــري كيــــــف ضـــــل القــــوم عنـــــه ؟
                                 ليت شعري
ليس ســـــــرا ذا خفـــــــــاء أمــــر ذيــّاك الوجود
كل مـــــافي الكون إبـــــــداع إلى الله يقـــــــــــود
كائنـــــات البر والبــــــحر على الخلق شهود
ليت شعــــــــري كيف ضل القـــــــــوم رشــدا؟
                              ليت شعري
      وحديث هؤلاء الإبداعيين عن المرأة وعواطفهم تجاهها أوصلهم إلى التفوُّه بعبارات إلحادية كالسجود للحبيبة، والصلاة في هيكل حبها، وقولهم إنها المومس الفاضلة، في تمجيد للخطيئة ونشر للفاحشة، من ذلك قول أحمد زكي أبو شادي([48]):
دعوني أقدس خيال الحبيب       ولا تنهروا من يناجي القمر
فكم قد سجدت لذاك الجمال     فلما هجرت عبدت الصور
     وهذا مادعا الشاعر د. عدنان النحوي([49]) إلى أن يقول:
أين أمجاد أمتي ؟ كيف ترضو     ن أبوللو ودعوة من هوان ؟([50])
     ويقول في استنكار لهذا الأدب:
أدب التائهـــــــين ليــــــــلٌ وخمــــر      بين كأسٍ مُحطَّـــــم أو غِيـْــــــد
أدبٌ ذلَّ في الفجور ونامت       بين أجفانه جفون العبيد
   سوف يفنى مع الزمان ويبقى   أدبُ الحق شعلةً في الوجود([51])
     لكن بعض الرومانسيين العرب كانوا إيجابيين في نظرتهم إلى الواقع فالشابي ود.عيسى الناعوري([52]) يدعوان إلى مقاومة المحتل واستعادة الماضي العزيز، يقول الثاني:
ياشرق ليتك تستعيد حلاوة الماضي السعيد
أيام لم تدرِ الخنوعَ ولا استكَنْتَ إلى الجمود
وصدى البطولة والإباء يرف في سمع الخلود
فاعصف بقيدك إن عزم الحر يعصف بالقيود
    أما الشاعر جبران خليل جبران فكان يحارب اللغة العربية وكلمته " لكم لغتكم ولي لغتي " معروفة .
ج-أما مدرسة الفن للفن فتستبعد الدين والأخلاق، وتعطي الأديب الحق في أن يقول مايريد دون ضابط شرعي أو خلقي لأن غايته الإمتاع لاالتعليم ، ولهذا كثر عندهم تصوير المجون([53]) حتى قال بشارة الخوري:
كذب الواشي وخاب      من رأى الشاعر تاب
عمــــره فجر من الحب  -  وليل من شراب([54])
 فرد عليه د. وليد قصاب([55]) مبينا أن للشعر رسالة سامية تنأى عن إلى الفسق والإلحاد:
كذب الشعـــــر وخاب      مجّـــــــــه الفن اللـُّـبـــــــــاب
إن يكن فجرا من الحب – وليـــــــلا مـــــــــــن شراب
إن يكن غيبـــــة عقـــــــل     في سراديب الضبــــاب
إن يكن لهـــــــواً رخيصاً       يسرق العمــر انتهاب
وإذا كان شــــــــــكوكا      تزرع العقــــــــل ارتيـــــــــــاب
...   ...
إنما الشعــــــــــر عــــــــروج     نحو غايات الصفــــــــاء
إنـــــــه فــــــــن رفيـــــــــع      وسجــــــايـــــــــا كالضيـــــــــاء
إنه مرســــــال خيـــــــر     وهـــــــو حكـــــــم وقضـــــاء([56])
     ويقول د. عز الدين مختار: " يجب ألا نغض الطرف عن هذا النيل من الدين وأن نكتفي بجمال الشعر... إن نظرية الفن للفن في حقيقتها وهي تفصل الأخلاق عن الفن، تفصل الفن عن الدين وتقوم على علمنة الفن ... وقد أدى هذا الاستخفاف بالدين والأخلاق والانحراف إلى المجون والإلحاد ... وهذا الفصام بين الدين والفن كان داعيا من دواعي الأدب الإسلامي الذي يتبنى أنصاره تصحيح هذا المفهوم المغلوط للعلاقة بين الدين والفن([57]) .
د-أما المدارس الواقعية التي تضم الواقعية النقدية والطبيعية والاشتراكية الجديدة فتقوم الأولى منها "النقدية"على اختيار مشاهد آدابها من طبقات البؤس والفقر، وتركز على سلبيات الحياة ولاسيما شقاء المرأة، وبذلك نشرت الفساد حين صورت خيانات الجنسين مما أدى إلى اللامبالاة بالرذيلة .
     وتأثرت الواقعية الطبيعية بأفكار دارون وفرويد مما جعل أدبها تصويرا لحيوانية الإنسان حين تغيب عنه الروح ، وهذا مايخالف التصور الإسلامي .
    وكانت الواقعية الجديدة أو الاشتراكية نكسة أخرى في تاريخ النقد الأدبي إذ عادت الأديان واعتقدت أن " لاإله والحياة مادة " و" الدين أفيون الشعوب " وكثر هجومها على التراث الإسلامي وعلى الأديان بل على الذات الإلهية ، وألزمت الأدباء أن يكونوا بوقا لها حتى قال لوكاتس " إن الأدب الشيوعي أدب دعائي([58]) " ، وقال عبد الوهاب البياتي في إحساس بالانتماء والحب لموسكو:
    وصرخت أني لست يا موسكو وحيد
    مادام قلبك يحتويني
    يحتوي حب الجميع([59])
         وقال أدونيس([60]) في قصيدته لغة الخطيئة:
    أحرق ميراثي ، أقول لأرضي
    بكر ولا قبور في شبابي
    أعبر فوق الله والشيطان 
   دربي أنا من دروب الإله والشيطان
       أهتف: لاجنة ، لاسقوط بعدي
       وأمحو لغة الخطيئة([61])
   وفي أشعار ذويها أخطاء لغوية كثيرة لأنهم يحاربون الفصحى، وهم يلجؤون إلى الرمز الغامض حتى قال محمود درويش:
     لن تفهموني دون معجزة
     لأن لغاتكم مفهومة
     إن الوضوح جريمة([62])
    وأحب أن أشير إلى أن التعبير عن الواقع ليس حكرا على هذه المذاهب الواقعية ، فالأدب الإسلامي يتحدث عن واقع الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها لأن مهمته أن ينقل إلى الآخرين بالكلمة المعبرة مايحدث وما يجب أن يكون([63])، وقد استخدم محمد قطب مصطلح الواقعية النقدية الإسلامية تمييزا لها عن الواقعية الأوربية([64]) ، كما درس د. نسيب نشاوي الأدب الإسلامي ضمن حديثه عن المدرسة الواقعية، ويقول الشاعر خير الدين وانلي([65]):
تسير قصائدي شرقا وغربا       وتُسمِع كل ذي سمع ووقر
وتفضح كل سفاك وعات      وتكشف عن حقيقة كل أمر
وتجلـــو عن عيون الناس حجبا     وتنعـــــت كل خيــــــر كل بر
  أراد الله لـــــــي شعــــــــرا عفيفــــــــــا      بعيــدا عن خليلات وخمر
    ه_أما المدارس الحداثية الوجودية والدادية ومدرسة اللامعقول ونظرية التلقي والمدرسة الطليعية فعبث في عبث، وهتك ومجون، ورفض للدين وإلغاء لدور الله في كونه حتى قال الشاعر يوسف العظم([66]):
ياشاعر الجنس الرخيص قد استوى      في عرفك الصديق والمرتاب
قد عشت للّيـــــل المعربد والخنـــــــــا      لم تَخلُ من خمر لك الأكواب
                       ونديمـــك الخمار مسلوب الحجا     وعدوك القـــــــرآن والمحـــــــــــــــراب([67])
     ذلك لأن الوجودية ترى الله خرافة سبحانه وتعالى عما يقولون علوّاً كبيرا ، وتدعو إلى أن يتخلص الإنسان من كل موروث ليحقق ذاته بزعمها .
     ولا ضابط للدادية في معنى أو لغة حتى قال زعيمها:" ضع الألفاظ في قبعة ثم أخرج مايعن لك " فكأنها خبط عشواء لمن لاعقل له .
     وأما مدرسة اللامعقول فتدعي أنها تستخدم اللامعقول للوصول إلى المعقول كما في مسرحية خيوط الذهب التي انتقدت تسلط الحكام ونفاق الحاشية([68]) .
وأما نظرية التلقي فتترك فراغات في القصيدة يملؤها القارئ بما يشاء، ويفسرها المتلقي كيفما يشاء من ذلك:
     تجعل النار أيامي                                                                            
    ..... أنثى ..... تحت نهديها      ( أيامي أنثى صليل تحت نهديها )
       والإبط آبار .....                ( والإبط آبار دمع )
      ..... نهر تائه                     ( أيامي نهر تائه )([69])
     والمدرسة الطليعية تستعين برسوم وأرقام دونما ربط لها بالمعنى وكأنها مهزلة أوهلوسة يقول أدونيس:
                                                  1930    الشمس قدم طفل
        عرفت أقل من امرأة
                   لأنني تزوجت بأكثر من امرأة
الزواج غبار
           1933 نبتة تشعل قنديلا
                                                  الجسد أطول طريق إلى الجسد([70])   
  والمدرسة التفكيكية تسقط الموروث الديني،  ولا استقرار لها ولا ثبات .
أما السريالية فتتحرر من العقل وزيفه وتسفه من أخلد للدين أو المنطق أو العُرف، وتتنكر لقواعد اللغة ، وآدابها مضطربة، ويكثر فيها الإلحاد، يقول عبد الوهاب البياتي:
      الله في مدينتي يبيعه اليهود
      الله في مدينتي مشرد طريد
      أراده الغزاة أن يكون
      لكنه أصيب بالجنون([71])
    ويقول الفيتوري
    ليس على الأرض سوى الإنسان
    ماثَمَّ إله يتجبر
    كذب ماقالته الأديان([72]) .
    ويقول د. عبد القدوس أبو صالح([73]) في أدب هؤلاء:
ياأيها الأدباء أضحى الفـــــــن بالإيمان جحـــــــــــــدا
ياأيهــــــا الأدبـــــاء صــــــــار الشعر للتزييــــــــف نـــــــــدا
كم من ضلالات الفنون تزيد في التضليل بعدا
والجنس في الآداب يهــــــدم مابنـــاه الديــــن وَأْدا([74])
     وينصح محمد أبو القاسم خمار([75]) بالبعد عن هذه الضلالات الإلحادية لأنها تودي بحياة الأمم فيقول:
أرى فكرة الإلحاد كارثة الحجى      يصاب بها أرقى الشعوب فينهار
فدم ساميا بالشعر عن كل شبهة       وكل ضلال ألحدت منه أفكار
2-المذهب النقدي الإسلامي وأسسه الفلسفية:
       إزاء هذا التردي كان لابد من وجود أدب ونقد إسلاميين يحملان رسالة الإسلام، ويتصديان لهذه الآداب دون أن يحاربا من الآداب  الغربية ما لايخالف الإسلام، وكان لجهود الشيخ أبي الحسن الندوي ، و د عبد القدوس أبو صالح ، و د. عبد الرحمن رأفت الباشا و د. عماد الدين خليل وغيرهم من جهابذة الأدب الإسلامي ونقده أثرهم في ترسيخ المذهب النقدي الإسلامي ووضع أسسه ، وقد أوضح د. عماد الدين خليل أن أي مذهب يجب أن ينظر إليه من خلال:
1-معطياته الأدبية على اختلاف أجناسها .
2-الرؤية الشمولية لهذه المعطيات .
3-النقد التطبيقي الذي يضيء جوانب الإبداع ويبرز قيمه الفنية .
4-المنهج ، وهو أداة العمل وأسلوب التعامل مع المعرفة وطريقة من طرق التحاور، وهو يدرس الظاهرة الأدبية عبر مساراتها زمانا ومكانا، فإذا كان المنهج الغربي يفصل الدين عن الحياة فإن الله في المذهب الإسلامي هو
 الهدف وإليه المسعى كله والمآل([76]) .
      ولو نظرنا إلى هذه المرتكزات لرأينا أن إبداعات الإسلاميين تنطلق من رؤيا شمولية للكون والإنسان والحياة كلها، مادة وروحا، وأزمنة وأمكنة، ويلتزم الشاعر الإسلامي في عرض أدبه مبادئ دينه طواعية لاإلزاما قسريا، لأن هدفه إخراج الناس من الظلمات إلى النور، يقول الشاعر المغربي جلول دكداك([77]) ناقدا شعراء الواقعية الجديدة الذين باعوا أدبهم للسلطة:
أنا قلمـــــــــي غنيٌّ صـــــــــــامـــدلم      يخـــــض أبـــــــدا بحــــــار الانتفـــــــــــــاع
أنا الشبعان قد سيرتُ جوعي      ولست أسير في ركب الجياع
أنا حَـــــرْفي بنور الله يسمو     وفيه يظـــــــــــل نجمي في ارتفاع
لئن بيــــــع الأديب فإن مثلي    مصـــــون العرض حر لايبـــــاع
    والمنهج  النقدي الإسلامي يستند إلى مرتكزات فلسفية إسلامية في مضمونه وفنيته:
أ-فمن حيث المضمون: يتطلب منه أن يحقق أمورا هي:
1ً-الربانية: وتعني أن يكون الأديب الإسلامي مرضيا لله سبحانه فيما يقوله، غير خاضع للأهواء مهما كان مضمون الشعر عقائديا أو اجتماعيا أو سياسيا، يقول د. فاضل السامرائي([78]) في مناجاته للمولى تعالى:
   أيا ربــّـــاه صبِّــرني أعـــنِّي     فإني عبـــــــدك الــــداعي أجبــْــــــني
                             وإني عاجـــز واه ضعيف     لغيــــــــــرك يـــــــــاإلهــــــــــــي لاتكِلْــــــني
    وإني قد سألتك يارحيما  فلا تصرف رجاي وحسن ظني
2ً-الإنسانية: فالناس جميعا من آدم، والإنسان عبد الله وخليفته في الأرض ينفذ ما طلب منه، وهذه الفكرة على أهميتها يتنكر لها كثير من المذاهب النقدية الغربية .
3ً-الشمولية: وتعني شمولية الحياة كلها ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ودنياها وأخراها، وشمولية النفس البشرية صغيرها وكبيرها، وشمولية الزمان والمكان فأرض المعمورة كلها لله .
4ً-الوسطية أو التوازن: فلا جنوح لليمين أو اليسار، ولا إلى فرد أو طبقة أو جماعة إن كان في ذلك مخالفة لمنهج الله ، يقول أحمد محمد الصديق
في خضمّ الصــراع كيف المسير       وإلى أين والطريق عسير؟
أإلى الشرق أم إلى الغرب ؟ كلا     بل هو الحق والصراط المنير
ضلَّ مَــن رام غيـــــر وِجهة ربي      كل شيء ســـــواه ظلمٌ وزور
منهج العدل والسماحة في النا    س وشرع الهدى هو الدستور([79])
5ً-الواقعية: فالأدب الإسلامي يتحدث عن واقع الأمة الإسلامية من غير جنوح إلى مادية أو تصوير يزين منكرا ، أو جموح إلى أوهام .
6ً-الإيجابية: فالأديب المسلم نشِط يسعى لخدمة أمته بآدابه
7ً-الجمع بين الثبات والمرونة: فهناك ثوابت عقائدية لا يتخطاها المسلم ، ومرونة مع التراث ، ويقبل من الشاعر ما لايتعارض مع نص شرعي قطعي .
8ً-الوضوح: للفكرة أو للشكل الفني ، قال تعالى " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان([80]) " .
فالفكرة يجب أن تكون واضحة بيِّنة حسب التصور الإسلامي([81]) ، يقول الشاعر أحمد بن روان([82])
أدب الإسلام خفقة قلب     راعش يخشى ويرهب ربا
أدب الإسلام إشراقة معنى     طاهر واللفظ يخرج عذبا
وبيان ينصر الحق دوما      في مضاء كان ذلك دأبا([83])
ب-أما من حيث الشكل الفني: فإن الأدب الإسلامي تعبير فني هادف، و الجمال الفني يعلي من شأن الجمال المعنوي، وقد اتهم الأدب الإسلامي بالسطحية لأنه يجنح إلى الوضوح والمباشرة في معظم نصوصه([84])،  وهذه الدراسة تكشف الحقيقة التي تقول إن قضية الإبداع الفني تتبع مقدرة الشاعر ولا علاقة لها بالأدب الإسلامي أو غيره، فالشاعر المبدع لايوقفه عن إبداعه التزامه بالإسلام، وغير المجيد لايرفع التزامه مستواه الفني، وأرى أن لجوء الأدباء إلى الوضوح ناجم عن رغبتهم في نشر الفكرة إلى الجماهير العامة ، وكثير من هذا الشعر كان في مناسبات دينية أو سياسية، ومع ذلك هناك مبدعون كثيرون، ومن شاء فليقرأ للشعراء عمر بهاء الدين الأميري وهاشم الرفاعي ويوسف العظم ود. عبد الرحمن العشماوي([85])، ويقول الأخير: 
أنا لاأدافع حين أنشد عن قلوب الوالهين
فقلوب أهل الحق لاتخشى الصبابة والأنين
والقلب حين تناله الأشواق يحرقه الأنيـــــــــــن
إنا سنعلنــــــــــــــها فما نهوى الشباب التائهين
نهوى شبابا أريحيــــــا يرتـــــــــدي ثوب اليقيـــــــــــــن
ويـــــــردُّ عن أوطانـــــــــه بالعـــــــزم كيـــــــــد الخائنين
متوقد العزمات ذا شرف وذا خلـــــق ودين
يعلو بدين الله في صف الرجـــــال الخالدين
      أرأيت أجمل من هذه المعاني النابعة من قلب مؤمن صادق، ولقد جاءت في موسيقا ذات رنين عذب، فهي على البحر الكامل المذيل([86]) " متفاعلان " وفي النص صور فيها حلاوة وطلاوة، فالقلب يحرقه الأنين والشباب يرتدي ثوب اليقين ، والعزائم متوقدة ...
     وليس صحيحا أن يقال إن الأخلاقيات التي فرضها الإسلام على المسلم ضيقت دائرة الإبداع لأن كثيرين ممن دعَوْا إلى الأخلاق الفاضلة  قديما وحديثا برعوا في أشعارهم، أليست معلقة زهير بن أبي سلمى مليئة بالحكمة، ولذلك يقول عبد العزيز الرفاعي:" إذا اقترنت الموهبة بالالتزام الديني والخلقي كانت قادرة على الإبداع ، ولن يحول التزامها بينها وبينه([87]) " .
ثالثا-: أهداف الأدب الإسلامي ومذهبه النقدي:
   يمكننا أن نقول إن من أهداف الأدب الإسلامي ونقده:
1-ربط المسلم بخالقه وجعله يحس بمسؤوليته تجاه ربه والإنسانية .
2-التهذيب الخلقي لتحصين الجيل بأدب راقٍ لاهدام .
3-المتعة لأنه فن جميل يلتذ قارئه بمعانيه وعواطفه، وصوره وموسيقاه .
4-التعليم فهو ديوان العرب والمسلمين، وحافظ لتاريخهم المعاصر .
5-مشاركة الأمة في أفراحها وأتراحها، وإظهار الأخوة الإسلامية في أسمى معانيها .
6-الوقوف في وجه الآداب الغربية وفلسفاتها الإلحادية .
7- إطلاع الأمم الأخرى على الفكر الإسلامي من خلال نشر هذا الأدب في أجهزة الإعلام ، وقد أشار الشيخ أبو الحسن الندوي([88]) إلى ذلك حين بين أن العالم اليوم تحكمه الكلمة ، والكلمة تسبق الصاروخ ، والأدب الإسلامي هو طوق النجاة من عبث الحياة .
8-تحريك الهمم لاستعادة المجد الضائع، وإقامة الدولة الإسلامية العالمية وحضارتها المجيدة، والتماس الحل الإسلامي للأمراض السياسية والاجتماعية ، وقد قال علي جناح رئيس الجمهورية الباكستانية " إن دولة باكستان قامت في شعر محمد إقبال قبل أن تقوم على أرض الواقع " . 
رابعا: دور الشعر الإسلامي في الحياة:
  منذ أن استخلف الله الإنسان في الحياة،وحمَّله الدين أمانة في عنقه انطلق يدعو إلى الله وهو يعلم أنه لم يخلق عبثا .. وواجه الدعاة في مسيرتهم صعوبات أعتى من الرياح، فقد عُذِّبوا وشردوا ونُفوا وسجنوا وقتِّلوا، ولكنهم ظلوا صامدين كالطود يقاومون بالسلاح وبالكلمة، وهذا ماعبر عنه الشاعر محمد الأبرش في مرثيته لعمر بهاء الدين الأميري بقوله:
  ماالحَـــرف إلا للأديب رسالــــــةٌ     تهدي وترشد حائرا ومضيعا
                 ترجمتَ آمال الشعوب وبؤسها     ولحالها أمسى الفـــــــــؤاد ممزعا
                 متغـــــربا شــــــرق البــــــــلاد وغربـــها      متفكـِّــــــــــرا متحفـِّــــــــــزا متطلعا
  لتصون أمجاد الأكارم والهدى    لتذود عن حق صريح ضُيِّعا([89])
   فالشاعر الإسلامي تعب لينقذ البشرية من أدرانها ، ويحقق للمسلمين حياة العزة والكرامة ، ويقول سيد
قطب([90]):
البائسون إذا سمعتُ أنينهــم      أحسستُ أن مصابهم هو صائبي
وكرامة لو مُسَّ منها جانب     أصغرْتُ عيشي عندهـــا ومطالبي([91])
    ولهذا راح الشاعر الإسلامي يتبنى قضايا الأمة  متابعا خطا سلفه حسان بن ثابت في دفاعه عن الإسلام والتزامه قضاياه وهذا ماعبر عنه د. عبد القدوس أبو صالح بقوله:
أنا شاعر الإسلام واكبت  الدهور ندى ورفدا
أنا شاعر الإسلام ناصرت الرسول وبي يفدّى
أنا شاعر الإسلام أستهدي كتاب الله رشدا
هتفت بي الأكوان أقدم إن أردت اليوم خلدا([92])
 ويدرك الشاعر صلاح الدين عزيز([93]) أن الجهاد بالكلمة لابد أن تؤتي أكلها بإذن ربها فتكون كالسيف مضاء أو كالنور هداية ، يقول:
قاتل بشعرك إن مس الحسام أذى     واسحق بنثرك ماتخفي الأباطيل
            فالكلمــــــــة الحق سيف يستظـــل به     مؤيَّــــــــدٌ من سيـــــــوف الله مسلول
      وقد أوضحت الشاعرة بشرى عبد الله([94]) الالتزام الطوعي بالإسلام والدفاع عنه بالشعر في قولها:
اكتب لأجل قضية كبرى تعش     من أجلها حرا ولست ذليلا
قف عن مخاطبة الصغائر والتفت     نحو الذوائب كي تنير عقولا
الحرف يبقى بعد موتك شاهدا      فاكتب لكفك ماتراه جميلا([95])
      ويُعجَب الشاعر ناجي صبحة([96])  بالشعر الذي يدعو إلى الفضيلة والنقاء ، ويرفض شعر الرذيلة الذي تجاوز الحدود ، فيقول:
عشقـــْتُ القصيـــــــــــد وفرسانه     وشعرا تعــــــدّى بليــــــــغَ الخطب
يعمـــِــقُ في المـــــــرء روح النقـــــاء     وروح الصفاء جميل الحَبَب
رفضتـــُك في شعرك الأنثويِّ      وفيما تجاوزت حد الأدب
 فلا يستوي من يقول الصواب     ولا من يرى هتك حُرَّ النسب([97])
   ويجعل الشاعر د. محمد صيام([98]) من شعره ذودا عن قضية شعبه الفلسطيني وأمته وفضح أعدائه فيقول:
كرست أبيـــــــــــاتي وأشعاري وإن كانت قليلـــــــــــة
   للذود عن شعبي الأبي وعن عقيدته الأصيلة
   ولفضــــــح مايستوردون من الشعارات الدخيلة
  ولدفع أمتنـــــــــا إلى ساح الشجاعة والبطولــــــــــة
كي تنقذ الأقصى الشريف من العصابات الدخيلة
 ويجعل د. عثمان مكانسي شعره ترجمانا لما في صدره من حب لله وسعي نحو العلاء، كي يكتب مع الشعراء الذين آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا من بعد ما ظلموا"، يقول:
أما أنا فالشعـــــــــــر في لوحـــــــــــــــــاتي     دمع لهيــــب اللسع في وجناتي
إن كان لهفا مار في بحر الأسى     كالموج يصفع ناتئ الصخرات
أو كان حبــــــــا للإلــــــــــــه فإنــــــــــــــــه      يستمطـــــــــــر الغفران والرحمــــــــات
أو كان للعليــــــــا فشعري دافـــــــع      نحو العلاء النفس للعزمـــــــــــــــات
شعري يترجم ماحواه الصدر من      نور الكتاب ورائع النفحات
كيما أكون من الألى استثناهم     ربي من الشعراء في الآيات([99])
    وكذلك كان شعر الأميري مناجاة لله سبحانه وقُربى، مع دعوة إلى العلم والمجد في شمولية إسلامية، يقول:
إنه سبحة إلى الله عبر النو     ر في جو قدسه معصومة
    إنه فطــــــرة إلى المجد تــــــــــرنو      وإلى العلم والحجا منهومة([100])
     ويندد الشاعر د. نبيل قصاب باشي([101]) بالشاعر الذي يطري حاكما وينسى جرائره أو تقاعسه عن نصرة المسلمين فيقول:
قد حسبنا عهد التكسب ولى      في بلاط الملوك والأمراء
هو فوق المراء والمين ما عا        ش وفوق الخنوع والأهواء([102])
ويتخذ الشاعر الإسلامي من الشعر وسيلة لاستنهاض الهمم وإعادة الماضي المجيد ، يقولالشاعر كامل أمين([103]):
فهذه عين جالوت فلا عجب     إذا التقى بدماها فيك حرُّ دمي
ذرني أدق طبـــــول الحرب داوية     والشعر أضوأ من نار على علم
حتى يرى العمْيُ نور الفجر من ورقي     ويسمع الصم همس الريح من نغمي
      وقد أقض مضاجع الشعراء الإسلاميين إهمال اللغة العربية لغة القرآن الكريم فاتخذوا من الشعر وسيلة
للتعريف بأهمية الفصحى والتنديد بالدعوات المعادية لها ، يقول د. جابر قميحة([104]):
على رسلكم ياأفاعي البيان     فهيهات يعلو الفحيح الصهيلا
فـــــواعجبا كيف يحيــــا البيــــــــان     وقد ذبحـــــــــوه فأهــــــــــوى قتيـــــــــــــــــلا
لقد بلغ السيــــــل هام الزبى      وعــــــــــــاث فسادا خطيرا مهــــــــولا
لنبــــــــقَ وإيـــــــــاكمُ في ربــــــــــــــاط      لنحمي البيان الصدوق النبيلا
                  وخلوا الجديد النقي الشريف     يعانـــــــــق فينـــــــــــا التراث الأصيلا([105])
    وكان بعض الشعراء ينظرون إلى الحياة بنظرة تفاؤلية ويروحون يهدون قصائدهم إلى من يصنع المجد ويحرر الأرض ، يقول د. محمد صيام:
قالوا إلى من سوف تهدي ما تدبج من قصيد ؟
فأجبتهـــــــم إني أرى أمــــــــــلا يلـــــــــــوح ومن بعيـــــــــــــــــد
من فتيـــــــــــة غــُــــــــرٍّ كرام صارمي القسمات صيد
وسيصنعـــــــــــــــون لهذه الأوطــــــــــــــــان غايــــة ماتريد
ويحـــــــــتررون تـــــــــــــرابها من كل شيطــــــــــــــان مريـــــــــــــد([106])
     وكذلك يتفاءل الشاعر محمد كامل الأنّي([107]) بمستقبل إسلامي زاهر لأن المرء لايستطيع أن يتحمل الجهالات طويلا:
عاد الربيع وفي أذياله نذر      حذار أن يرجع الإسلام مغتربا
حذار أن يمسخ الإنسان فطرته     فيستسيغ ضلالات وينقلبا([108] )
      ولكن هذا التفاؤل كان يقابله رغبة عند بعض الشعراء بالتخلي عن الشعر في نظرة يائسة من جدواه ، بل إن بعض الشعراء مزقوا قصائدهم لأنها لم تجد شيئا في إنقاذ الأمة مما تعانيه ، يقول الشاعر كمال عبد الرحيم رشيد ([109])
مزقــــــــــت كل قصائدي الأولى     أبليتهــــــا من قبـــــــل أن تبلى
أحرقتهــــــا وقعدت أنظرهــــــــــــــــا    والنــــــــار تأكل فكرتي أكـــــــلا
وكما يموت الصدق في زمني     مات القصيد ولامس الوحلا
                   أوَبعـــــــد أن ضاعت معالمنـــــــا    أوَبعـــــــــد أن عهــــــــدُ الهنــــــــــــا ولى
يأتي فتى للشعــــــــــــر ينظمـــــــه     إن السكــــــــــــــــوت بمثلنــــــــا أولى([110])
     وشبيه بهذا الموقف قول الشاعر جلول دكداك:
ماذا يفيـــــــد إذا شعـــــــــــــرٌ أنضـــِّـــــــــده     في ألف معضلة حلَّت عرى البشـــــر
لو كان سلم الورى في نظم قافية     لانساب شعري على الأكوان كالمطر([111])
    أما الشاعر د. يوسف القرضاوي([112]) فيتمنى أن يهجر الشعر لأن بعض الشعراء اتخذوه للنفع أو للبغي، ثم يرى به سبيلا للهداية إلى الحق والرشاد فيعود إليه ويقول:
أريد له هجــــــــــــرا فيغلبــــــــــــني حبي     وأنــــــــــوي ولكن لايطاوعــــــــــــــني قلبي
فكم شد من عزم وبصَّر من عمىً     وأيقظ من نوم وذلل من صعب
لقد بغضت لي الشعر في مصر شلة     يبيعـــونه بالمال للبغي والنهب
وقفتك ياشعري على الحق وحــــــده     فإن لم أنل إلاه قلت لهم حسبي([113])







   




[1] - سورة إبراهيم / 24-25
[2] -سورة الشعراء /224-227
[3] - في الأدب الإسلامي / 148
[4] - الطبقات الكبرى لابن سعد  4 / 54 ، وكلكل : الصدر من كل شيء ، وقيل هو مابين الترقُوَتين : لسان العرب مادة كلل، وجِران : باطن العنق وقيل مقدمه ، لسان العرب مادة جرن .
[5] - سيمياء الأدب الإسلامي / 153
[6] - مجلة الأدب الإسلامي ع 69 س 1432هـ 2011م ، د. عز الدين مختار ، مذهب الفن للفن في ميزان النقد الإسلامي / 8
[7] -مجلة الأدب الإسلامي ع61، د. وليد قصاب، مقاربة النص الشعري بين الجمال والفكر / 5
[8] -الالتزام في الشعر العربي / 80
[9] - الشعر والشعراء / 23
[10] -إعلام النبلاء 2 / 329
[11] - القول للويس عوض ، ينظر له في : فلسطين واليهود في مسرح علي أحمد باكثير / 51 .
[12] -  مجلة الأدب الإسلامي م5ع17، نصر الدين دلاوي ، إشكالية الأدب الإسلامي في النقد الحديث / 103
[13] - نفسه م6ع24 س1420هـ د. عبد الباسط بدر ، خصائص الأدب الإسلامي في مطولة إقبال / 20
[14] - مجلة الأدب الإسلامي ع45 س1426هـ 2005م ، د. عماد الدين خليل ، مفهوم الأدب الإسلامي ، إشكالية البعد التراثي / 4
[15] - ينظر مثلا منهج الفن الإسلامي / 176 ، والنقد الأدبي أصوله ومناهجه / 20
[16] - نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد / 113، وجريدة الخليج ع 7565 في 4/2/2000م حوار مع د. عبد القدوس أبو صالح .
[17] - في الأدب الإسلامي / 31
[18] - مجلة الأدب الإسلامي عدد خاص عن عبد العزيز الرفاعي م14 ع54 ربيع الأول 1428هـ 2007م،عبد العزيز الرفاعي ، الأديب المسلم بين الالتزام والإبداع / 77
[19] - د. عثمان قدري مكانسي شاعر سوري من حلب ولد1366هـ/ 1947م، له دواوين ومؤلفات منها نبضات قلب ، ووميض قلب، ومجموعة قصصية : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 838 
[20] - من رسالة للشاعر في 2010م
[21] - اجتويت البلد : كرهت المقام فيه : لسان العرب مادة جوي
[22] - مجلة الأدب الإسلامي م1 ع4 ربيع الثاني 1415هـ إيلول –ت2 س1994م، مقبل عبد العزيز العيسى، النبع الهجين / 79
[23] - الأدب الإسلامي / 115
[24][24][24] - مجلة الأدب الإسلامي ع2 س2 ، 1415هـ 1995م د. محمد رجب البيومي، ظاهرة الأدب المكشوف في كتب التراث /28
[25] - د. عبد الولي الشميري شاعر يمني من تعز ولد 1956م له مؤلفات وديوان أوتار : معجم الأدباء الإسلاميين 2/833
[26] -مجلة الأدب الإسلامي م10ع37س1424هـ2003م ، محمد عبد الشافي في حوار مع الدبلوماسي اليمني الشاعر عبد الولي الشميري : الأدب الإسلامي جاء ردا على موجة التغريب العاتية / 20
[27] - جريدة الخليج الثقافي في 16/9/1992م ، الشاعر أحمد مطر / 23
[28] - عمر بهاء الدين الأميري (1915-1992م) شاعر من حلب بسورياأسس حركة سوريا الحرة في 1953م ، له دواوين كثيرة منها مع الله ونجاوى محمدية وحجارة من سجيل : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 922 
[29] - من ديوانه ألوان طيف / 44
[30] - أحمد محمد الصديق شاعر من عكا بفلسطين ولد 1941م ، له دواوين كثيرة منها الإيمان والتحدي وقادمون مع الفجر ، وله أناشيد الطفل المسلم ، وقصائد للفتاة المسلمة : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 156، ومعجم شعراء الطفولة / 56
[31] - قادمون مع الفجر / 103
[32] - مجلة الأدب الإسلامي ع69 س1432هـ 2011م، بوبكر عبد الحليم ، قراءة في كتاب الشعر المتفلت بين النثر والتفعيلة وخطره ، تأليف د. عدنان علي رضا النحوي / 59
[33] - د. عبد المنعم عواد يوسف ولد في القليوبية بمصر 1933م، له أناشيد للأطفال في ديوانه عيون الفجر: معجم شعراء الطفولة /220
[34] - مجلة الأدب الإسلامي ع 45 1426هـ 2006م حوار مع شمس الدين درمش ، قصيدة النثر من منظور إسلامي / 44-48
[35] - مجلة المشكاة ع52 س1430هـ 2009م،عبد الحفيظ الهاشمي، مشكلة المصطلح النقدي العربي الحديث/41
[36] - مجلة الأدب الإسلامي ع 68 س 1431هـ 2010م ، صديق بكر عيطة ، بين الأدب افسلامي والأدب العربي العام / 25
[37] - جاك صبري شماس شاعر من الحسكة بسوريا ولد 1947م له ديوان جراح الخابوروديوان شعر للأطفال بعنوان الأصوات : معجم البابطين 1/640 ، ومعجم شعراء الطفولة / 97
[38] - الشيخ أحمد ياسين( 1936-2004م) مؤسس حركة حماس الجهادية في فلسطين بعد نكسة حزيران ، اعتقل في 1965م وفي 1989-1997م ، واستشهد بقصف الصهاينة لسيارته : الشيخ أحمد ياسين مجددا / 19
[39] -مجلة المشكاة ع 34 و35 س 1422هـ2001م، جاك صبري شماس، الشيخ أحمد ياسين / 15
[40] - سورة المائدة / 50، وينظر لذلك في مجلة الفتح ع22و، 23س1423هـ، د. وليد قصاب ، أبرز الملامح الفكرية للحداثة / 38
[41] - نزار القباني شاعر من دمشق بسوريا ( 1923-1998م) دبلوماسي له دواوين كثيرة معظمها في الغزل الماجن وله في أواخر حياته قصائد وطنية بعد النكسة : مجلة الأدب الإسلامي ع55 جمادى الآخرة –شعبان 1428هـ د. أحمد عطية السعودي ، وقفة مع الشاعر نزار ساعة الاحتضار / 76
[42] - مجلة الفتح ع 22و 23 ، س1423هـ، د. وليد قصاب ، أبرز الملامح الفكرية للحداثة / 38  
[43] - مدخل إلى دراسة المذاهب الأدبية / 31 - 37
[44] - ديوات الشوقيات 1/ 20-21
[45] - ديوان المتنبي / 305
[46] - ديوان إيليا أبو ماضي / 95
[47] - ربيع السعيد عبد الحليم عبد المتعال شاعر من دمياط بمصر ولد 1940م له ديوان فك الطلاسم : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 445 والشعر في نفسه ص 446
[48] - أحمد زكي أبو شادي ( 1892-1955م) شاعر من مصر ألف مدرسة أبولو النقدية ومجلتها الأدبية التي تحمل الاسم نفسه : يوميات أحمد زكي أبو شادي / 5-6، والشعر في نفسه ص 142
[49] - عدنان رضا النحوي (1928-2015م)، شاعر من فلسطين، له مؤلفات ودواوين كثيرة منها ملحمة الأقصى وملحمة الجهاد الأفغاني وملحمة الإسلام في الهند : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 843  
[50] - مجلة الأدب الإسلامي م7 ع25 س1421 أحمد محمود مبارك ، قراءة في ديوان مهرجان القصيد للدكتور عدنان النحوي / 51
[51] - نفسه / 52
[52] -د. عيسى الناعوري شاعر أردني أصدر مجلة القلم الجديد في 1953 ، له مؤلفات منها أدب المهجر ، وإيليا أبو ماضي ، وله دواوين وقصص : مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية /307 ، والشعر في نفسه / 308
[53] - نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد / 77
[54] - أشعار من زمن القهر / 58
[55] - د. وليد قصاب شاعر من دمشق بسوريا ولد 1949 ، له دواوين كثيرة منها ذكريات وأصداء، وصور من بلادي، وأشعار من زمن القهر ، معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1456
[56] - أشعار من زمن القهر / 58
[57] - مجلة الأدب الإسلامي ع 69 س 1432هـ 2011م ، د. عز الدين مختار ، مذهب الفن للفن في ميزان النقد الإسلامي /8-9
[58] - مجلة الفتح ع16-17 س1422هـ ، د. عبد القدوس أبو صالح ،حوار عن الأدب الإسلامي / 20
[59] - مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية / 335
[60] - أدونيس شاعر سوري من جبلة يدعى علي أحمد سعيد ولد 1930م ، أصدر مع يوسف الخال مجلة شعر في 1957م ثم مجلة مواقف  ، له مؤلفات ودواوين حداثية منها أغاني مهيارالدمشقي ، والمسرح والمرايا : مدخل إلى دراسة المدارس / 500
[61] - الحداثة العربية / 27-28
[62] - الحداثة في الشعر العربي المعاصر / 168
[63] - في النقد التطبيقي / 86
[64] - مجلة الأدب الإسلامي م6ع24 س1420هـ عبده زايد ، قضية المصطلح الإسلامي
[65] - خير الدين وانلي شاعر إسلامي له ديوان الحق المبين : دواوين الشعر الإسلامي / 88 والشعر في/ 90
[66] - يوسف العظم (1931-2007م) شاعر من معان بالأردن ، أسس مدارس الأقصى في عمان بالأردن ن له دواوين كثيرة منها في رحاب الأقصى والفتية الأبابيل وعرائس الضياء : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1487م ووفاته من مجلة الأدب الإسلامي ع56س 1428ه تموز 2007م، صفحة الأخبار ص 102
[67] - يوسف العظم شاعر الأقصى / 21
[68] - مدارس النقد الأدبي الحديث / 176-185
[69] - اتجاهات النقاد العرب / 380 والنص من 390
[70] - الحداثة العربية / 82
[71] - نفسه
[72] - نفسه / 96
[73] - د. عبد القدوس أبو صالح شاعر من حلب بسوريا ولد 1932م، وهو رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، له مؤلفات كثيرة منها الأدب الإسلامي بين الالتزام والإسلام، ودور الأدب الإسلامي في الوحدة الإسلامية، وشبهات حول الأدب الإسلامي: معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 750 
[74] - من الشعر الإسلامي الحديث / 11
[75] - محمد أبو القاسم خمار ولد 1931م ، شاعر جزائري يعمل أمينا عاما لاتحاد الكتاب الجزائريين : مدخل إلى دراسة المدارس / 563 ، والشعر في نفسه
[76] - مجلة الأدب الإسلامي م5 ع19 س1419هـ ،1998م ، د. جابر قميحة ، شمس من المغرب / 84 ، وم7 ع25 س 1421هـ  د. عماد الدين خليل ، ثنائية الأنا والآخر / 13
[77] - جلول دكداك شاعر مغربي، ولد 1943م، أسس نادي التصوير من أجل السلام : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 266 ، والشعر في نفسه / 269
[78] -فاضل بن صالح السامرائي شاعر من سامراء العراق له مؤلفات كثيرة منها بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ، ولمسات بيانية في نصوص من التنزيل، وعلى طريق التفسير البياني: القصيدة الإسلامية / 299والشعر/308
[79] - من الشعر الإسلامي الحديث / 205
[80] - سورة الرحمن / 1-4
[81] - الخصائص العامة للإسلام / 7
[82] - أحمد بن روان شاعر من الجزائر ولد 1965م، له ديوان المعراج الصعب : معجم الأدباء الإسلاميين1/121
[83] -مجلة الأدب الإسلامي م5ع17، أحمد بن روان المجدلي ، الأدب الإسلامي / 54
[84] - ينظر رأي د. نبيل قصاب باشي فيه في مجلة الأدب الإسلامي ع 71، شعبان-شوال س1432هـ تموز –إيلول 2011م  بعنوان نظرية الأدب الإسلامي بين التطرف الحداثي والتطرف التقليدي /42
[85] - د. عبد الرحمن صالح العشماوي شاعر من السعودية ولد 1956، له دواوين كثيرة مها  صراع مع النفس، إلى حواء ، إلى أمتي ، ومسرحية مأساة التاريخ : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 696 ، والشعر في نفسه   
[86] - التذييل هو علة بزيادة ساكن على الوتد المجموع في آخر التفعيلة فتصير متفاعلن متفاعلان : الشافي في العروض والقوافي / 229
[87] - مجلة الأدب الإسلامي ع54 عدد خاص عن عبد العزيز الرفاعي ، ربيع الأول 1428هـ 2007م ، عبد العزيز الرفاعي ، الأديب المسلم بين الالتزام والإبداع / 75
[88] - أبو الحسن علي بن عبد الحي الندوي (1914-1999م) ولد في قرية التكية شمالي الهند كان عضو رابطة الأدب الإسلامي من مؤلفاته ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، والصراع بين الإسلام والمادية ، وقضية فلسطين: موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح 1/ 31
[89] - مجلة الأدب الإسلامي م 15 ع 60 1429هـ أكتوبر –ديسمبر2008م عدد خاص،محمد الأبرش ، الشاعر عمر بهاء الدين الأميري / 119
[90] - سيد قطب (1906-1966) شاعر من أسيوط بمصر مات بالإعدام ، له تفسير في ظلال القرآن ، وقصص وديوان شعر : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 567
[91] - ديوان سيد قطب / 53
[92] - من الشعر الإسلامي الحديث / 78
[93] - صلاح الدين عزيز شاعر من الموصل بالعراق ولد 1934، له مؤلفات ودواوين كثيرة منها من نفح القرآن: القصيدة الإسلامية /235 ، والشعر ص 246
[94]- بشرى عبد الله شاعرة من الشارقة بالإمارات ، لها ديوان مرافئ : من لقاء مع الشاعرة في 2007م
[95] - ديوان مرافئ / 71
[96] - ناجي مصطفى صبحة شاعر من فلسطين ولد 1937، له ديوان جراحات : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1403
[97] - ديوان جراحات / 84
[98] - د. محمد صيام من عسقلان بفلسطين ولد 1937م، لد دواوين منها ديوان الانتفاضة ودعائم الحق وسقوط الرفاق : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1169 ، والشعر في / 1170
[99]  - من رسالة من الشاعر في 2009م
[100] - دواوين الشعر الإسلامي /167
[101] - د. نبيل قصاب باشي شاعر من حماة بسوريا ولد 1953م له دواوين منها ماكياجات أمريكية الصنع ، على شفا حلم هار ، مسافر في فجاج النور : من رسالة للشاعر في 2011م
[102] - ماكياجات أمريكية الصنع /30
[103] - كامل أمين شاعر من طنطا بمصر ولد 1915م له ملحمة عين جالوت وملحمة القادسية وملحمة السماوات السبع ، لقب بالشاعر الملحمي : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 997 ، والشعر / 998
[104] )د. جابر قميحة من الدقهلية بمصر (1934-2012م) له مؤلفات ودواوين منها الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود أو ملحمة الكلمة والدم، الزحف المدنس ،لجهاد الأفغان أغني : معجم الأدباء الإسلاميين 1/257 ولوفاته : مجلة الأدب الإسلامي ع79 ص27-28
[105] - مجلة الأدب الإسلامي م5 ع19 س1419هـ جابر قميحة ، شمس من المغرب / 85
[106] - معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1170
[107] - محمد كامل الأني ( 1944-2006م) من بلدة أنّا بالحبشة ، عاش لاجئا في اليمن ، له مؤلفات ودواوين : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1226
[108] - من الشعر الإسلامي الحديث / 253
[109] - كمال عبد الرحيم رشيد شاعر من يافا بفلسطين ولد 1941م له دواوين منها شدو الغرباء، وعيون في الظلام، القدس في العيون، وأناشيدي للأطفال : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 1002
[110] -دواوين الشعر الإسلامي / 204
[111] - معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 268
[112] - د. يوسف القرضاوي شاعر من محافظة الغربية بمصر ولد 1926هـ له مؤلفات كثيرة منها الخصائص العامة للإسلام وديوان نفحات ولفحات ، والمسلمون قادمون، وعالم وطاغية : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1498،وموسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح 2/ 639
[113]- الموقع الإلكتروني للدكتور يوسف القرضاوي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق