هو متكور على نفسه يحاول أن يتمدد
يبذل كل جهده لكي يمد يداً أو يمد ساقاً أو يحرك أصبعا من أصابعه أو يفتح شفتيه
لينطق بكلمة
ولكن كل محاولاته فاشلة
لا يوجد عنده مرضاً عضوياً يمنعه
عن الحركة ولا معاقاً جسديا أو فكرياً هو بكامل صحته يريد أن ينهض !!!
الارادة العزيمة في زهوة
عنفوانهما القوة موجودة الفكر متقد
وبداخله تتدفق كل معاني الحياة
أثبت للكثير قولا وفعلاً
وأثبت للقريب والبعيد عراقة القول
مع الفعل عنده
وجد منذ زمن بعيد أن العمل الفردي
له محاسنه ولكن بدون مؤسسة ترعى مصالحه وتوظف عمله وفكره لن يكون له أثر يذكر
ولكن الفكر الجماعي أو المؤسساتي
عندنا يركز على الاقصاء
فالسكون هو المورد
أما عكس الركود فهو الممنوع
حوله أقفاص من الفولاذ زينت بثقوب
سوداء لعلها تبقيه حيا يتنفس
وعلمهم أن السكون الأبدي قادم
سجن الجسد لن يعطل العقل ولا
الروح فهناك الأمل والتأمل وربما المذاكرة وساعات الليل الطويل والأحلام تنقلك من
مكان إلى آخر بغفلة عن الأسوار والأبواب المؤصدة وكذلك السجان
لكن سجن العقول وإهمال صاحبها
كحاله هو
مخير بين أمرين
أن تلغي عقلك وتستريح
وكما قالها سجين لآخر يشكو من
صداع في رأسه :
افعل كما فعلت قطعت رأسي وأبدلته
برأس حمار فذهب الصداع والألم
أو يبقى عقلك يعمل وتريد أن يكون
شمعة تضيء بين الشموع البشرية
فلن يفدك عندها إلا هذه الأقفاص
من الفولاذ أو جدران أربعة تنطح رأسك فيها
أو ربما رفسة من سفيه وأنت جالس
على قارعة الطريق تتسول .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق