الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-02-11

نهاية اللعبة في سورية - بقلم : الدكتور حسين قطريب


10/2/ 2013م
     العنوان هو عنوان للعبة الكترونية حربية تصور مجريات الصراع العسكري في سورية بين النظام والثوار ، اعدها خبير بريطاني ، ووضح فيها كيف يستخدم النظام كافة ترسانته العسكرية بطائراتها ودباباتها ومدفعيتها وصواريخها وراجماتها ، وكافة القوى اللوجستية الخدمية معها ، مقابل استخدام الثوار للسلاح الخفيف وقليل من السلاح المتوسط  .

     وتصور اللعبة نهاية الصراع في سورية بأنه يتجه إلى أحد السيناريوهات الآتية :
1-        انتصار الثورة بعد تدمير هائل لسوريا ومنشئاتها .
2-        القضاء على الثورة وبقاء النظام على انقاض سوريا المدمرة .
3-        الحرب الأهلية واستمرار الصراع لمدة طويلة مع التدمير الشامل .


     ويقول مخرج اللعبة ستكون سورية هي الخاسرة في نتيجة الصراع على أي وجه انتهى إليه ، ويبدو محقا في نظرته من خلال تصويره لمجريات الصراع وقراءته لأحداثه ونتائجه ، لأنها باتت واضحة المعالم ( الأسد او نحرق البلد ) ، فضلا عن احتمالية اطلاعه على ما خفي من مواقف دولية وما يدور بشأنه في الكواليس .

     ( الأسد أو نحرق البلد ) شعار رفعه شبيحة الأسد ومؤيدوه ، والسؤال المهم : هل هم من وضعوا هذا الشعار لإنهاء الصراع في سورية ، أم ان هناك أطرافا دولية رسمته وخططت له وأعطت الأضواء الخضر كلها لرفعه والعمل بمضمونه دون الوقوف عند أي حد أخلاقي ، أو مهني ، أو حساب يحسب له في محكمة وطنية أو دولية .

-        روسيا وإيران والصين يقدمون الدعم بكل أنواعه من أجل أن يبق الأسد وأن لا يصل أهل السنة والجماعة إلى الحكم في سوريا .

-        حكومات الدول العربية الخليجية ومن ورائها الجامعة العربية تخشى من وصول الاسلاميين إلى السلطة في سورية ( تخوف نوعي من وصول اهل السنة والجماعة إلى الحكم في سوريا) ، ويبقى النظام خيارهم الاضطراري دون التصريح العلني بذلك .

-        ويغلف الأمريكان والغربيون حرصهم على بقاء النظام (من دون تصريح أيضا) وتخاذلهم في نصرة الشعب السوري بخشيتهم من قوى التطرف الاسلامي في الثورة السورية كما يرونها في جبهة النصرة التي وضعوها على قائمة المنظمات الارهابية .

     الملاحظ لصور الموقف الدولي من الشأن السوري بأنواعها المؤيدة للنظام والمتخاذلة في نصرة الثورة السورية والمترددة والخجولة واللامبالية ، يستطيع أن يعمل منها  صورة بانورامية للموقف الدولي من الثورة السورية ، تصطف صوره المتعددة إلى جانب بعضها البعض ، ربما من دون أن تربط بينها حلقات التنسيق والتعاون في مشاهد مواقفها العدائية أو المتخاذلة أمام مأساة الشعب السوري ، ولكن بدون أدنى شك يجمع بينها جميعا العداء أو عدم الارتياح من الثورة السورية براياتها السنية المختلفة من أقصى اليمن إلى أقصى اليسار .

     وجميع تلك المواقف الدولية سواء الداعمة للنظام منها أو المتخاذلة في دعم الثورة السورية ، أثرت تدمير سورية دولة وإنسانا ـــ بعد يأسها من إمكانية استمرار النظام الأسدي ـــ على دعم المعارضة السورية والثورة السورية خوفا من وصول أهل السنة والجماعة إلى الحكم في سورية براية من راياتهم المرفوعة حتى بالوسائل الديمقراطية الشرعية ، كبديل عن نظام كان عميلا لكل المشاريع المهتمة في سوريا من أجل مصالحها ، الصهيوني والفارسي والغربي والاشتراكي الشرقي ، وعلى الجانب الآخر كان عدوا لكل مشاريع الأمة الحضارية .

     يسرني أن أقول لمخرج اللعبة الحربية ( نهاية اللعبة في سورية ) ولمن ورائه ؟ ، عكس ما قاله : أن سورية ستكون هي الخاسرة في نهاية اللعبة ، أن سورية هي الرابحة في نهاية النظام .

     ربما السيد المخرج وغربه المتخاذل عن نصرة قيم الحق والإنسانية في المسألة السورية ينظر إلى الحضارة أنها مجموعة حجارة مبنية وبيوت ومدارس ومستشفيات ومعامل ومؤسسات وأفران خبز يدمرها النظام على مرأى ومسمع العالم ، وستخسرها سوريا ، فقال سوريا ستكون الخاسرة !.

     أما نحن فننظر إلى الحضارة بأنها مجموعة قيم وأخلاق ودستور وقوانين ، سبق وأن دمرها النظام في سورية ، وكان فعله هذا سبب الثورة عليه ، ونحن الآن نقدم لسوريا الأرواح والممتلكات من أجل استعادة عزتها وكرامتها وحضارتها ، وسنبنيها روحيا ومعنويا وماديا بآن واحد ، وستكون هي الرابحة ، وأعداؤها جميعا هم الخاسرون بإذن الله.

     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق