تكريماً لكوهين على ما يقدم من معلومات
استدعاه الموساد لقضاء إجازة هي الثالثة من نوعها في إسرائيل، وكان قد مضى عليه
دون مشاهدة عائلته أكثر من سنة.
وشارك هذه المرة إيلي أسرته في
الاحتفال بمولد طفله الثالث وهو (شاؤول).
وعاد إيلي إلى سورية مرة أخرى بعد أن
وعد زوجته بأن هذه آخر مرة يغيب عنها وأنه قرر العودة إلى إسرائيل نهائياً. ولكن
شاء الله أن لا يعود الجاسوس الإسرائيلي من سفرته هذه أبداً.
ففي إحدى ليالي شهر كانون ثاني 1965م؛
وبعد أن فرغ إيلي من إرسال تقرير تضمن معلومات تلقاها من صديقه (سليم حاطوم)
ومفادها أن الرئيس أمين الحافظ قرر في اجتماع عقده مع رؤساء أجهزة المخابرات
السورية تطوير خطة منظمة فلسطينية واحدة تبدأ الكفاح المسلح، ويتم تدريب رجالها في
قاعدة للجيش السوري سراً.
ولمح إيلي ساعته التي كانت تشير إلى
الثانية بعد منتصف الليل، وأدار مفتاح جهاز الإرسال إلى النقطة الدقيقة التي تصله
منه إشارات قيادة الموساد بوضوح تام كما اعتاد أن يفعل.
وفجأة سمع طرقاً عنيفاً على الباب.
وقبل أن يجد وقتاً للتصرف تحطم خشب الباب الصلب، واقتحم الغرفة ثمانية رجال مسلحين،
شهروا مسدساتهم، وكانوا يلبسون زياً مدنياً. وفي حين غطى كامل جهاز البث بدون وعي
كان رجلان يصوبان مسدسيهما إلى رأسه وصاحا به: لا تتحرك.
واندفع رجل يلبس بزة عسكرية صوب الفراش،
وعرفه إيلي في الحال، إنه الكولونيل (أحمد سويداني) رئيس شعبة الاستخبارات
السورية.
لقد كان الفضل في اكتشاف هذا الجاسوس –
حسب بعض الروايات_ يعود إلى السفارة الهندية. فقد دأب عاملو اللاسلكي في السفارة
على الشكوى للسلطات السورية من بعض التشويش الذي يعاني منه بثّهم للهند. وحاولت
السلطات السورية العثور على مصدر الاضطرابات ولكنها لم تكن تملك الأجهزة المتطورة
الكافية.
وفي صباح يوم اعتقاله، حدث انقطاع في
التيار الكهربائي واستعمل إيلي البطاريات للقيام بالبث، ولم يكن لديه أية فكرة عن
انقطاع الإمدادات الكهربائية مجدداً.
لقد كان تحديد موقعه سهلاً وميسوراً،
فجهاز إرساله هو جهاز الراديو الوحيد الذي واصل البث هناك.
وحين تعرف رجال اللاسلكي الهندي على
مكان البث وهو منزل إيلي كوهين، أشاروا على رجال الاستخبارات السورية بفحص سطح
المنزل، وعندئذ عثروا على هوائي جهاز إرسال الراديو الذي كان يؤدي إلى شقة إيلي
كوهين مباشرة.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق