الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2016-07-11

في عيد الفطر.. هل تذكرون مجزرة المشارقة؟! - بقلم: محمد عادل فارس

حي المشارقة حي شعبي عريق من أحياء مدينة حلب، سكّانه محافظون، أهل مروءة وشهامة وكرم وشجاعة.
وأما عن المجزرة الشنيعة، فقد كانت بعد الظهر من يوم عيد الفطر من عام 1400هـ الموافق لـ 11/8/1980م، وكانت تمر دورية للمخابرات من الجهة الشمالية من المقبرة التي تقع شمال غربي هذا الحي. ويبدو أن الدورية كانت مرصودة لدى المجاهدين فنصبوا لها كميناً، ولدى مرورها وجّهوا إليها بعض الطلقات وأصابوها إصابة بسيطة، وتمكّن المجاهدون من الانسحاب.
بعد حوالي ساعة جاءت مجموعات كبيرة من قوات السلطة إلى المنطقة، بقيادة النقيب يحيى زم (شيعي من قرية نُبُّل)، وبتوجيه من المقدّم هاشم معلا (نصيري) والنقيب غدير الحسين (نصيري)، ولم يكن من المتوقع أن يعثروا على أحد من المنفّذين، ولكنها الرغبة في الانتقام من الشعب.

أمَرَ المجرم يحيى زم جنوده بأن يطوفوا في طرقات الحي وأزقّته، ويطرقوا الأبواب باباً باباً، ويُخرجوا من كل بيت من يجدونه من الشباب والرجال.
نفّذ الجنود الأوامر، وهم لا يدرون ما الذي سيحدث بعدئذ. ولعلهم ظنوا أن النقيب سيوجه تهديداً يُسمعه إلى أهالي الحي: إنكم تتستّرون على منفّذي العمليات وهذا سيعرّضكم للعقاب مستقبلاً!.
وكان أهل الحي يرحّبون بالجنود ويقدّمون لهم من طعام العيد وحلوياته، ويدعونهم للجلوس وشرب القهوة، فهذا شأن شعبنا الطيب، ولا سيما في مثل هذا الحي.
وخرج من أهل الحي نحو تسعين شاباً ورجلاً، واجتمعوا أمام النقيب الجبان، وإشراف المقدم معلا والنقيب غدير الحسين، فأمرهم أن يصطَفّوا بمحاذاة الجدار، ثم أمرهم أن يديروا وجوههم تجاه الجدار، وأمر جنوده بإطلاق النار على هؤلاء، وتمزقت الأجساد، وانطلقت صيحات التكبير، وارتفعت أرواح تسعين شهيداً، معظمهم من أسر حي المشارقة العريقة مثل آل عرعور وآل حوري وآل الفيل وآل دودان وآل أطرش وآل درويش وآل داية وآل فارس وغيرهم.
إنها كجرائم شارون وبيغن وشامير ورابين، وكما أن هؤلاء غرباء عن الشعب الفلسطيني، حاقدون عليه، فإن زمرة حكام سورية وأزلامهم مُنْبتُّون عن الشعب السوري حاقدون عليه.
رحم الله الشهداء، ولعنةُ الله على الظالمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق