الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2017-05-13

الوسائل السبع لمعالجة كسل أولادك (الحلقة 1 من 2) بقلم: محمد عادل فارس

كثير من الآباء والأمهات يشكون من كسل أولادهم، والتقاعس عن القيام بواجباتهم.
وأكثر ما نسمعه من ذلك: شكواهم من تقصير الأولاد في القيام بالواجبات المدرسية ومذاكرة الدروس.
إنها مشكلة حقيقية تحتاج إلى دراسة وعلاج. ونقدّم لذلك بنقاط يجب أن تبقى بين عيني الوالدين (الآباء والأمهات) وهم ينشِّئون أولادهم:
1- الكسل المدرسي مشكلة، لكنها ليست أكبر المشكلات، فهناك الكسل في القيام بالعبادات، والكسل في القيام بالواجبات المنزلية والواجبات الاجتماعية. ويجب ملاحظة ذلك كله.
2- يجب أن تتفهّم دوافع ابنك، لا لكي تُقِرَّه على كسله، ولكنْ لتعرِف كيف تعالجه، فإن نظرة الطفل وتَعامله مع أمور الحياة ومع الناس... تختلف عن نظرات الكبار. هذا فضلاً عن الفروق الفردية بين طفل وآخر، وبين كبير وآخر.

3- مفهوم الولد أو الطفل، يقتصر – في أذهان بعض الناس – على من كان دون سن المدرسة، ويتوسع قليلاً عند بعضهم ليشمل مرحلة الدراسة الابتدائية أو الإعدادية، ويتجاوز عند بعضهم ليشمل مراحل ما بعد البلوغ، حتى سن الثامنة عشرة أو أكثر. وإن كلامنا سيشمل هذا المراحل جميعاً، ويكون انطباقه اكثر على مرحلة الدراسة الابتدائية وما يسبقها قليلاً، أو يتبعها قليلاً.
4- ليس من المنطقي أن تنتظر من ابنك أن يكون أفضل أبناء الحي وأفضل تلاميذ المدرسة... إذ لو فكّرنا جميعاً على هذا النحو، فمن الذين يمكن أن يكونوا في الدرجة الثانية أو الثالثة...؟! إن لكل إنسان، صغيراً كان أو كبيراً، استعدادات خلقها الله فيه، يمكن أن تعمل التربية على تنميتها وتوجيهها، ولكن لا يمكن أن تجعل كل الناس متفوقين في أي مجال نريده. فهناك – بحكم الخِلْقة – أصحاب الذكاء العالي ومَن دونهم، وأصحاب البنْية الجسدية القوية ومَن دونهم، وأصحاب الاتّزان النفسي والعاطفي ومَن دونهم. ومهمة المربّي، أباً كان أو أمّاً أو معلّماً، أن يكتشف ذلك ويوجّهه، ويعالج القصور ما أمكن، ويحوّل الاستعدادات إلى قدُرات، ما أمكن...

مظاهر الكسل:
للكسل مظاهر أو مجالات. قد تجد واحداً منها، أو أكثر، عند ولدك. يمكن أن نختصرها في أربعة اصناف:
أحدها: الكسل في أداء العبادات، فيقصّر في أداء الفروض، أو يقتصر على الفروض ولا يؤدي السنن، أو يتقاعس عن الذهاب إلى المسجد، أو يقصّر في تعلّم تلاوة الفرآن أو حفظه...
الثاني: الكسل في أداء الواجبات المدرسية، فلا يحضّر دروسه جيّداً، ولا يذاكر جيداً للامتحانات، ولا يهمُّه أن يكون متفوّقاً على أقرانه، وقد لا يهُمُّه أن يرسب في صفه!.
الثالث: التقاعس في أداء الخدمات المنزلية كأن يرتِّب سريره وملابسه، وأن يشارك في غسل الصحون، ومسح الأرض، وإخراج كيس القمامة...
الرابع: التهرب من القيام بالواجبات الاجتماعية كالترحيب بالضيوف، وزيارة الأقارب، والمشاركة في مناسبات الأفراح الأتراح...
وكل مجال من المجالات الأربعة يمكن أن يظهر على شكل تقصير عن القيام بما ينبغي، أو تباطؤ بهذا القيام، أو عنادٍ صريح وتحدٍّ وامتناع!.
أسباب الكسل:
لا يمكن حصر هذه الأسباب، فهي تختلف بين بيئة أخرى، ومرحلة وأخرى، لكننا يمكن أن نذكر ما نظنُّه أهم هذه الأسباب، وهي خمسة:
السبب الأول: هو القدوة السيئة، يجدها الصغير في الكبار الذين يعيشون حوله. فالإنسان عامّة، والطفل خاصة، يتأثّر بسلوك الآخرين، ويميل إلى تقليدهم ليُشبع عنده دافع القَبول الاجتماعي (ودوافع أخرى تظهر في كل تصرّف أو حالة بما يناسبها).
فالأبوان اللذان يقصّران في الصلاة، أو يتقاعسان عن القيام إليها، أو لا يكادان يقرآن القرآن إلا في المناسبات، ولا يطالعان الكتب إلا نادراً، أو لا يهتّمان بإكرام الضيوف... يجب أن يتوقّعا من أولادهما أن يسلكوا مسالكهما، مهما طلبا منهم التصرف على النحو الأحسن.
السبب الثاني: وجود صعوبات وعوائق. فالطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم، أو يجد في الطريق إلى المسجد بعض أبناء الشوارع الذين يؤذونه بالضرب أو السخرية، أو يُحِسّ بالحرمان من المال والملابس الجيدة... والحرج من الاختلاط بأقربائه وزملائه... لا شك سيتهرّب من القيام بما ينبغي، تجنّباً لتلك الصعوبات والعوائق.
السبب الثالث: وجود المغريات التي تصرفُه عن القيام بواجباته. ومن أهم هذه المغريات في حياة الطفل تعلُّقه باللعب وبالكمبيوتر... وبقدر ما يكون للألعاب والكمبيوتر من دَوْر بنّاء في تنمية شخصية الطفل إذا كان ذلك بالقدر المناسب والتوجيه الصحيح...يكون لها دَوْر هدّام مدمِّر إذا زاد التعلّق بها على حدّهِ، أو انحرف عن مقصده.
وبطبيعة الحال فإن لدى اليافع والشاب مغريات أخرى، يقال فيها ما يقال في المغريات التي تصرف الطفل عن الجِدّ، من حيث إنها تحتاج إلى ضبط وتوجيه.
السبب الرابع: التحدي والرغبة في الاستقلال وتأكيد الذات. وهذه المشاعر توجد في مختلف مراحل العمر، وهي في سنّ المراهقة تبدو بشكل أكثر بروزاً. فالإنسان يريد أن يُثبت لنفسه ولللآخرين، أنه قادر على إدارة ذاته، وأنه أعرَف بمصلحته، وأنه غني عن توجيه الآخرين... ويزداد عنده هذا الشعور كلما واجَهَ إلحاحاً ممن هم أكبر منه، وهو ما يفسِّره بفرض وصايتهم عليه، ورغبةٍ منهم في تقزيمه، وضعف ثقتهم به.
السبب الخامس: ضعف الشعور بالمسؤولية، فالطفل أحياناً لا يقدر المسؤولية حقّها، ويقول في نفسه: ولماذا يجب أن أصلّي؟ ولماذا يجب أن أرتّب سريري وملابسي وكتبي؟ ألا يجب على أمي أن تفعل ذلك؟ وماذا يترتّب على إغراقي في اللعب وترك الدراسة؟ هل أخاف من الرسوب؟! فلْأرسُبْ!.
وتعظم المشكلة إذا تقدّم الإنسان في العمر وجاوز سن الطفولة واليفاعة، وربما جاوز سن المراهقة، وهو لا يحسُّ بالمسؤولية!.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق