الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-05-10

رأي عن تطورات الأحداث في حمص – بقلم: د. عبد الغني حمدو

لنكن واقعيين في آرائنا وتحليلاتنا فعندما ننطلق من واقعية الأحداث وما يجري على الأرض والقوى التي تحارب الشعب السوري الثائر , وكما قلت سابقاً ان الثورة قد تحولت لحرب , حرب ايديولوجيات وقوى اقليمية وعالمية وفي نفس الوقت صراع طائفي , بحيث استطاعت طهران تحويل الثورة لحرب سنية شيعية عندما سيطرت على قرار النظام المجرم في سوريا .


فالثورة تحولت لحرب تحرير من القوى الداعمة لعصابات الأسد , والشعب السوري يُطحن من داخله ومن الخارج وتكالبت جميع القوى على  الجسد السوري ودفعت بالسوريين للتكالب على أجساد بعضهم فترى القاتل والمقتول في الغالبية من السوريين , أكان معارضاً أم مؤيداً , حتى مع الداعمين للثوار تجد الدم السوري رخيصاً أمام أجنداتهم وايديولوجياتهم المختلفة والمتعددة


والذي جرى ويجري في حمص حصل ويحصل في كل المدن السورية , فلا توجد مدينة سورية إلا ويتقاسمها الثوار وعصابات الأسد , وعدد سكان حمص أكثر من مليوني شخص هاجر غالبيتهم أو نقول نزح الغالبية منهم ولم يبق فيها إلا آلاف قليلة , ومحاصرة منذ مدة طويلة وسقطت معظم أحيائها تحت سيطرة المجرم , وكذلك ريفها في غالبيته , كالمحافظات الأخرى

إن الوضع في حمص لايطاق وكل الذي يلقي الاتهامات على الجوانب المختلفة لعل عواطفه تجره لذلك ليزيد النار اشتعالاً بين الثوار ويعطي الفرصة للشبيحة ليزيدوا من نفثاتهم وحقدهم مما يجعل لهم الباب مفتوحاً على مصراعيه ليحققوا الغرض الذي وجدوا لأجله في اضعاف الروح المعنوية لمجاهدينا ومقاتلينا وإيصالهم لحالة اليأس والتسليم .

لنحيي ثوار حمص وأبطالها وعلينا إنصافهم فخروجهم من حمص سالمين خير أم أن يموتوا فيها وقد أنهكهم الجوع والعطش والأمراض ونقص السلاح والعتاد ؟؟!!

فلنقُبّل كل رأس حافظ على دماء هؤلاء المحاصرين وخرجوا إلينا سالمين , فالثورة لم تنتهي والحرب لم تنتهي بعد وحربنا هي حرب عصابات كر وفر وكمائن وتفجيرات وتدمير وحرب تحرير تحرير سوريا من كل القتلة والمجرمين

إن إمكانيات مقاتلينا الأحرار هو الاستمرار في الحرب حتى النهاية وقد تطول أو تقصر , وكل محافظة فيها البلاء والشر مايكفيها , وفيها الخير الصاعد أيضا

فالواقعية تقول هذه امكانياتنا ولو كان عندنا مقدرة أكبر لكان الأمر قد اختلف حتماً , فعدونا قوي وتدعمه دول وأنظمة وميليشيات ومرتزقة من دول العالم أجمع , ويملكون أحدث أنواع الأسلحة والعتاد الحربي , بينما يمتلك مقاتلينا العقيدة والامكانيات المُقَطَّرة والقليلة والتقشفية , فحق على الجميع تقدير هؤلاء المقاتلين والذين يحاربون لثلاث سنوات مضت أعتى انواع الاجرام بامكانيات مادية لاتذكر عند المقارنة بما يمتلكه العدو واستمرارية الدعم الذي لاينضب

فثوار القلمون الآن وضعهم أفضل مما كان عليه في السابق والتي تحولت لحرب استنزاف وكمائن وغيرها من وسائل حرب العصابات , ومحاصرة حمص كل هذه المدة أبقتها عاجزة عن المشاركة في القتال مع الظروف الصعبة التي حلت بها .

فحرية مقاتليها خارج المناطق المحاصرة ستعطي دافعاً قوياً للإستفادة من بطولاتهم وقدراتهم , وحال حمص لن يختلف عن حال حماة ودمشق وادلب وغيرهم عن باقي المدن السورية .
فحرب العصابات أساساً يتم اعتمادها عندما تختلف توازن القوى بين الفريقين المتصارعين , لايقاع أكبر أذى وحرب استنزاف في الطرف الأقوى , وضرب المناطق الحساسة والتخلص من العناصر المؤثرة , فالحرب في سوريا لاينفع الثوار فيها إلا حرب العصابات , والتركيز على مناطق ضعف العدو والتي تجعل من ضرب تلك النقاط انهيار العدو بالكامل كمعركة دمشق ومعركة الساحل .

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق