الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-03

ماذا بعد الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب السوري؟


سمعنا قبل أيام عن توقيع وثيقة للعقد الاجتماعي بين اطراف المعارضة السورية , وأن يتم هيكلة المجلس الوطني حتى يكون ممثلاً للجميع وسمعنا عن عودة الأحزاب  الكردية وتوقيعها على تلك الوثيقة , وكان نتيجة ذلك ماحصل اليوم من اعتراف أكثر من ثمانين دولة بهذا المجلس الموقر .


وكقاعدة اجتماعية عامة , ليس المهم أن أعترف أو تعترف بوجودي , ولكن المهم مالذي سينبثق عن وجودي أو وجودك من إنجازات أو عطاءات تكون فيها خدمة للصالح الخاص والعام على السواء , فاعتراف الآخرين بمكاني لن يكون له قيمة مالم أكون الشخص المناسب للمكانة التي أصبحت عليها أهلا لهذه المسئولية الملقاة على عاتقي .
فعندما أكون في حياتي نكرة , ثم جاء طرف ما , ووضعني بمستوى لم يكن لحلمي البعيد قادر على تخيله , فهذا يعني أنه علي ان أبذل كل طاقتي , ليس فقط من باب رد الجميل فقط , وإنما من باب إثبات أنني لن أكون نكرة بعد الآن .

فالمجلس الوطني لم يكن موجوداً وكانت عناصره مشتتة غير معروفة إلا بالقدر اليسير وللبعض منهم , فاعترف الثوار بهذا المجلس عندما تشكل , واستمرار الثورة وعظم تضحيات أهلنا في سوريا , قدموا للمجلس اعترافاً دولياً , فأصبح على المستوى الدبلوماسي , هو الذي يمثل السلطة الحاكمة وليس النظام المجرم في سوريا .

وأمام هذا المجلس الآن مع كبر المسئولية الملقاة على عاتقه طريقين اثنين لاثالث لهما :
الأول : أن يكون أهلاً لهذه المسئولية ويكون همه الوحيد السعي لانجاح الثورة واسقاط النظام المجرم بالكامل , لأن هذا الشعب الثائر العظيم والذي أمضى سنة كاملة ومستمر فوقها في السنة الثانية من الثورة , يحتاج لقيادة سياسية تمثله , تحتوي على عناصر هذه  العظمة والقوة والصبر والاصرار , الموجودة عند هذا الشعب الحر الثائر البطل .

فطلبات الثوار معروفة , وقد يتساءل البعض عن عدم صدور قرار في بيان المؤتمر اليوم في اصطنبول والخاص بتسليح الجيش الحر , فهو من حيث الواقع المنطقي لايمكن صدور ذلك , وإنما هنا تقع المسئولية بالكامل على المجلس الوطني , في إيجاد السبل والوسائل والبحث عنها , لدعم الجيش الحر عسكرياً ومادياً , عن طريق مباحثات بين المجلس والدول التي تؤيد تسليح الجيش الحر , وعقد معها صفقات قد تكون علنية أو سرية , لمد الجيش الحر بالسلاح والعتاد , وهذا لن يتم إلا إن امتلك المجلس قناعة في داخله , واعتقد اعتقاداً راسخاً , بأن تسليح الثوار هو الطريق الوحيد لانتصار الثورة السورية , وبالتالي يجب بذل المستحيل لتحقيق هذا الهدف , فإن لم يتيسر عن طريق الدول يكون عن طريق السوق السوداء .

ولكن يوجد شيء مريب على مالامسناه في الماضي من توجهات هذا المجلس , في عدم قناعته بتسليح الجيش الحر , وظاهر تصريحاته لايعبر عن داخله ويبقى السؤال قائماً :
هل أصبح الظاهر يعبر عن الباطن عند مجلسنا الوطني الموقر بضرورة الدعم العسكريى للجيش الحر ؟

إن كان الجواب نعم, فهذا يعني أننا أصبحنا أمام معارضة تستحق الاحترام والتقدير , إن اعتمدت وسائل اثبات الوجود في العطاء من أجل الهدف الذي وجدت لأجله .

الثاني : طالما أصبح المجلس الوطني ممثلاً للشعب السوري , ووحدة المعارضة المرتبطة بهيكلية هذا المجلس , هذا يعني :

أن الحل السياسي هو الطريق أو السبيل القادم , حيث أصبح كياناً للمعارضة معترفاً فيه دولياً , سيمثل الجانب المقابل للحوار مع النظام , وبالتالي سؤالي هنا :
هل يمتلك المجلس امكانية الحوار أو سميها التفاوض مع الطرف المعادي للحصول على النتائج المرجوة ؟

سيبقى الجواب معلقاً , والأيام القادمة هي الكفيلة بإعطاء الجواب .

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق