إلامَ الصَّمتُ يا حلَبُ وأرضُ الشَّامِ تَلتهِبُ
أترضَينَ
السُّكوتَ وقدْ ألَـمَّ بِشَامِنا النَّصَبُ
غِيابُكِ حَيَّر
الدُّنيا وحارَ الشِّعرُ والأدَبُ
أمِنْ جُبْنٍ
ومَسْكَنةٍ أمِ الأهواءُ والطَّرَبُ
أراكِ اليومَ مُقْفِرةً فلا غَيثٌ ولا سُحُبُ
وقومُكِ رغمَ
كثرتِهمْ غُثاءٌ كُردُ والعَرَبُ
كأنَّ بَنيكِ في
خَدَرٍ كؤوسَ الذُّلِّ قد
شَرِبُوا
وفَوقَ ثَراكِ
أنقاضٌ وبيتٌ
جوفُهُ خَرِبُ
كأنَّكِ لستِ
شَهباءَ الَّـ ـتي للشَّامِ تَنتَسِبُ
فهَاهيَ "حِمصُ" بارقةٌ كمَا الأقمارُ والشُّهُبُ
و"دَرعا"
الحقِّ شامخةٌ لِثورتنِا هيَ
الحَطَبُ
و"ديرُ
الزُّورِ" أحرارٌ لأهلِ
الثَّورةِ انتَسبُوا
"حَماةُ"
بأسرِها خَرجتْ لِتكشِفَ زَيفَ مَنْ
كَذَبُوا
وأهلُ السَّاحلِ
انتفَضُوا لِغيرِ اللهِ ما
رَغِبُوا
و"إدلبُ"
أنفُساً ودماً لأجلِ الشَّامِ قد
وَهَبُوا
و"قامِشلو"
لقد ثَارُوا وطَعمَ الموتِ ما
رَهِبُوا
و"ريفُ
دِمشقَ" أبطالٌ وريفُكِ أنتِ
مُلتَهِبُ
وفي "المِـــيدانِ"
فُرسَانٌ إلى الـمَيدانِ قد وَثَبُوا
وثُـوَّارٌ "بقابـونٍ" دِماءَ
الطُّهرِ قد سَكَبُوا
***************************
ألسْتِ ترَينَ
أطفَالاً بِكفِّ البَغيِ قَد ضُرِبُوا
فَحَمزةُ سيِّدُ
الشُّهدَا وثامِرُ كلُّهمْ
ذَهَبُوا
قَرابِيناً
لثَورَتِنا فَنِعمَ القَومُ والنَّسَبُ
وماذا عَن
حَرائِرِنا بِأرضِ الشَّامِ تُغتَصَبُ
وثَكلَى ثمَّ
أرملةٍ بجُنحِ اللَّيلِ تَنتَحِبُ
وماذا عَن
مآذنِنَا تُدَكُّ وتُقصَفُ القِبَبُ
وشُبَّانٍ قضَوا
ظُلماً ويبكِيهِمْ أخٌ وأبُ
***************************
أقولُ وفي
الفُؤادِ لَظىً ودمعُ العَينِ
يَنسَكِبُ
وأسألُ ما دهَى
حَلَباً لِطولِ البُعدِ ما
السَّبَبُ
قريباً مِن
ثمانِيةٍ* ولم يُسمَعْ بِها صَخَبُ
أماتَتْ كَي
نُعزِّيها أنَدفِنُها ونحتَسِبُ
أمِ الإعصَارُ
يَسبِقُهُ هُدوءٌ ثُمَّ ينقَلِبُ
***************************
إذا ما قُمتِ
ثائِرةً يزولُ الهَمُّ والوَصَبُ
عنِ الثُّوارِ في
وطَني فقد كَلُّوا وقَد تَعِبُوا
فأينَ رجالُكِ
الأحرَا رُ
أينَ السَّادةُ النُّجُبُ
وأينَ شبَابُكِ
الأبطَا لُ
إِن ثارُوا وإِن غَضِبُوا
بِرَبِّكِ ما
الذي يُرجَى مِنَ الأعداءِ إِنْ
غَلَبُوا
أعَيشٌ هانئٌ
حُرٌّ أمِ اللَّعناتُ والكُرَبُ
ألا هُبِّي لرفعِ
الظُّلـ ــمِ عن قَومِي فقَد
نُكِبُوا
ولاتخْشَي هديرَ
المو جِ فالطُّوفانُ
يقتَرِبُ
ولا تُصغِي
لأزلامٍ إلى العُلماءِ قَد نُسِبُوا
بِدُنيا غيرِهِم
باعُوا عقِيدتَهُم ومَا كَسبُوا
حُماةٌ للطُّغاةِ
وهُم بآيِ اللهِ قَد لَعِبُوا
"مؤامرةٌ"
كذا قَالُوا وربِّ البَيتِ قَد كَذَبُوا
***************************
إذا ما الثَّورةُ
انتصَرتْ فلا لَومٌ ولا عَتَبُ
فأحرارُ الشَّآمِ
لهُمْ قَلوبٌ مِلؤُها الذَّهَبُ
إذا صَفَحُوا
فلَنْ ينسَا كِ تاريخٌ
سَينكَتِبُ
فأنتِ رِهَانُ
ثورتِنَا ومنكِ الحَسْمُ يُرتقَبُ
وليسَ لِنَصرِنا
طَعمٌ إذا ما غِبتِ يا حَلَبُ
**************************
* ثمانية أشهر
منذ اندلاع الثورة السورية.
صدقت صدقت والله..
ردحذفاين انت يا حلب؟؟ اين انت يا حلب؟؟
ننتظرك يا حلب، فالنصر قد اقترب، نعم بإذن الله وستكونين القاصمة والفاصلة، نعم ننتظر غضبتك التي ستطيح بالأوغاد ممن تسلطوا على سوريتنا الحبيبة
ردحذفيا أهل حلب لازال الوقت أمامكم لتنالوا شرف المشاركة بهذه الثورة المباركة ذات الثمار اليانعة، وإلا.... فسيأتي يوم يتوارى فيه المتخاذلون بالحجاب. هذه الأبيات ينطق صاحبها بلسان كل سوري حر شريف لازال يتفاءل بنخوة أهل حلب التي عهدناها، وبشهامة أبناء الشهباء التي لا تقل عن نخوة وشهامة أبناء ريف الشهباء، هذه ثورة ضد الظلم والقهر والاستعباد، ولقد عانينا جميعاً في سورياأصناف االعذاب، وسامنا هذا النظام أنواع الخسف والاستخفاف، نحن لسنا فلاحين في مزرعة الأسد وزبانيته، نحن شباب لا يرضى أن يعيش إلا مرفوع الرأس، ولقد قررنا أن نموت في الطرقات بدلاً من الموت في المعتقلات.
ردحذف