كلنا نذكر أن حجة حزب اللات في
دخوله الحرب إلى جانب النظام السادي الأسدي جاء بدعوى أنه دخل لحماية الشيعة في
القرى المتاخمة للحدود السورية اللبنانية، ثم تطورت الحجة ليقولوا إنهم جاؤوا
لحماية المراقد الشيعية في المدن السورية، ثم قالوا جئنا لرد الجميل لمواقف بشار
الأسد إلى جانب الحزب في حربه ضد إسرائيل في تموز 2006.
وختموا حجتهم بالقول الواضح
والصريح بأن حزب اللات يخشى من سقوط الأسد، لأنه إذا ما سقط الأسد فإن الحزب سيفقد
أهم ممر له يصل من خلاله المال والسلاح القادم من إيران، وهذا بيت القصيد والدافع
الحقيقي لتدخل هذا الحزب المرتزق لدعم النظام في مواجهة الشعب الذي ثار من أجل
الحرية والعدالة الاجتماعية التي افتقدها لنحو نصف قرن على يد نظام سادي قاتل.
هذه الحقائق يؤكد عليها ما أعلنه
نائب الأمين العام لـ"حزب اللات" نعيم قاسم في مقابلة مع قناة "الميادين" يوم الأربعاء 22/2/2017 من
أن "حزب الله يحدّد متى يخرج من سورية". مشيراً إلى أن الأمر مرتبط
باتفاق السوريين، وبـ"عودة سورية إلى شعبها". وقال: "عندما نضمن
بقاء سورية المقاومة، عندها ننسحب منه".
ولعله من سخريات القدر أن يقف مثل
هذا النذل المدعو نعيم قاسم ليعلن أن حزبه هو من يقرر متى يخرج من سورية، في لفتة
استصغار واحتقار للنظام الذي سهل دخوله كي يفعل كل الذي فعل من جرائم وما ارتكب من
آثام بحق الشعب السوري، الذي آواه ونصره واستضافه عندما اجتاحت القوات الصهيونية
جنوب لبنان، وردوا الجميل كما رد النعمان على جميل سنمار، عندما بنى له قصره
الخورنق وكان آية في الإبداع والفخامة والجمال، وكافأه بأن ألقاه من سطح القصر إلى
الأرض وأودى بحياته، وهذا ما فعله حزب اللات بالشعب السوري الذي أوى الشيعة الذين
فروا إلى سورية من جنوب لبنان، هرباً من دبابات الجيش الصهيوني التي احتلت الجنوب
وحتى بيروت.
هذا المضلل الباغي الذي يلعق
جراحه النازفة بفعل المقاومة الاسطورية للجيش الحر حيثما تواجدت ميليشياته، سيجد
نفسه يجرجر ذيول الخيبة والهزيمة ويخرج من سورية صاغراً إن عاجلاً أو آجلاً وقد
خسر كل ما بناه وأعده وما قدمته له إيران الصفوية، مخلفاً حليفه الصغير بشار، وهو
يساق إلى قفص العدالة في محاكم مجرمي الحرب هو وزمرته الباغية، حيث سيجد نفس مصير
حليفه بشار في لبنان، فقفص العدالة الدولية سيكون بانتظاره وقد تدلت من وسطه
أنشوطة من النوع الثقيل لتلتف حول عنقه جزاء لما ارتكب من جرائم قتل بحق قادة
لبنان ووطنييه، وبعدها لن نسمع عن حزب اسمه "حزب اللات" إلا في بطون
الكتب ومزابل التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق