الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2016-02-01

الإسلام في أفريقيا الحلقة التاسعة (فترة حكم ولاة الدولة الأموية) - بقلم: محمد فاروق الإمام

بدأت هذه الفترة بتولية محمد بن يزيد أول ولاة بني أمية على المغرب بعد تمام الفتح للإجهاز على سلطان آل موسى بن نصير واستئصال نفوذهم واستلاب ما جمعوا من أموال، ولم يوفق ابن يزيد في تحقيق الكثير فقد كان آل موسى قد رسخوا جذورهم في المغرب وأصبحوا قوة لا يمكن تفتيتها أو اقتلاعها، رغم تدبير هذا الوالي بقتل ولدي موسى عبد الله وعبد العزيز.
واهتم لأمر إفريقية عمر بن عبد العزيز بعد تسلمه مقاليد الخلافة في دمشق، فقد أوقف تتبع بيت آل موسى، وأسقط الجزية عمن أسلم، وميّز أرض الصلح من أرض العنوة وأقرَّ القرى في سكانها، كما جاء في كتاب (الأخبار المجموعة). ولم تطل خلافة عمر بن عبد العزيز الذي ولى إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر خلفا لمحمد بن يزيد القرشي لتطبيق سياسته في المغرب، فقد عزل هذا بعد وفاة عمر بن عبد العزيز، وعين الخليفة الجديد يزيد بن عبد الملك، يزيد بن أبي مسلم والياً جديداً على المغرب.

وكان يزيد هذا قد تربى في مدرسة الحجاج القائمة على التسلط والعنف والعنجهية، فكان مصير هذا الوالي القتل، واختار الناس المغيرة بن أبي بردة القرشي ليكون خلفاً للوالي المقتول، ولكن هذا لم يقبل هذا التكليف، فعرض الجند الولاية على محمد بن أوس الأنصاري قائد الأسطول فقبل، وسلم يزيد بالأمر الواقع ثم استبدل ابن أوس الأنصاري بواليه على مصر بشر بن صفوان الكلبي فندب هذا أخاه حنظلة والياً على مصر، وخرج هو إلى المغرب سنة (102هـ/720م).
وعمل بشر بن صفوان في التضييق على العرب البلديين وعلى أبناء موسى بن نصير، وأطلق لرجاله العنان في مغازاة البربر والسبي منهم.
ومات يزيد بن عبد الملك سنة (105هـ/723م) وخلفه أخوه هشام، الذي تميز بالاهتمام الشديد بشؤون المال.
وعاد بشر بن صفوان إلى إفريقية، وقام بغزو صقلية ولكنه أخفق في هذه الغزوة. وتوفي في شوال سنة 109هـ/727م)، فخلفه عبيدة بن عبد الرحمن السلمي ولم يكن خيراً منه، فقد اجتهد في تحصيل الأموال بكل الطرق، وسعى لتجريب حظه بغارة على صقلية فعصفت الأمواج العاتية بمراكبه وهو في طريق عودته، فألقت هذه العواصف بسفينة قائد الأسطول المستنير بن الحبحاب الحرشي عند ساحل طرابلس، فغضب عبيدة على قائده هذا غضباً شديداً متهماً إياه بأنه كان وراء إخفاق غارته، فجلده وشهّر به وحبسه، ثم طلب هذا الوالي إعفاءه من عمله فأقيل وتولى مكانه عبيد الله بن الحبحاب في ربيع الأول سنة (116هـ/734م).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق