استيقظت "أم حسن"
على صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر، توضأت، صلت، قرأت أذكار الصباح، وقامت فجهزت
عجينة الفلافل وحملت الحلة إلى الغرفة المجاورة التي حولها "أبو حسن"
قبل ست سنوات إلى مطعم؛ ففتح في جدارها نافذة واسعة على "شارع الخرار"
المطل على "جوبر" البلد، وأحضر علبة البخاخ الأسود التي اشتراها ليدهن
دراجة حسن التي صدأت بفعل المطر والزمن، وبعد أن وضع الإطار الخشبي للنافذة خرج إلى
الشارع وكتب بالبخاخ فوق النافذة "فلافل أبو حسن" وبدأت الأسرة
تعتاش من هذا المطعم البسيط .
تذكرت أم حسن ذلك الحدث الذي أنقذ
العائلة من التسول، ودخلت المطعم فوضعت حلة العجينة على الطاولة، وهي تتنهد حرقةً للذكرى،
ورددت وقد خنقتها العبرات :
-
وينك
.. يا سيد راسي ؟! طولت .. الغيبة !!
وأجهشت بالبكاء وهي تتذكر سعادته الغامرة
يوم راح يوزع سندويش الفلافل مجاناً على المارة فرحاً بافتتاح المطعم الذي استدان
ثمن زيته من بعض الأصدقاء !