بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الشعار اليوم وبس.
هذا الشعار الذي يناسب هذه
المرحلة بل قد ناسب كل المراحل السابقة.
هذا هو الميزان والفرقان الذي
عليه سيفترق السوريون إلى فرقتين.
فرقة تريد بقاء بشار ومعها فرقة
ستذعن لبقاء بشار الأسد خوفاً ورهباً.
وفرقة لن تقبل ببقاء بشار الأسد
حتى يلج الجمل في سم الخياط.
في الفرقة الأولى موالون شركاء
تورطوا مع النظام في قمع الحراك الثوري السلمي وفي قتل السوريين وتدمير ممتلكاتهم.
وفي هذه الفرقة تقبع الفئة
الرمادية التي ستعزز من وجود بشار الأسد وستحول صبغتها الرمادية إلى الصبغة
السوداء التي تناسب بشار وتناسب الإيرانيين وتناسب الميليشيات الطائفية العراقية
واللبنانية والأفغانية وليس اللون الرمادي ببعيد عن اللون الأسود القاتم.
وفي هذه الفرقة أنصار حزب "كنا
عايشين" الذين لن يستطيعوا مستقبلاً رسم شمس مشرقة وسماء زرقاء على قفا جزمة
الاستبداد إلا في وضع الانبطاح الزاحف.
والفرقة الثانية فيها كل الذين
خرجوا يريدون اسقاط النظام و كل الذين التحقوا بهم وكل الذين آووا ونصروا وكل
الذين ضحوا وبذلوا وكل الذين اكتشفوا خطورة بقاء هذا النظام على سورية كشعب ووطن.
بقاء بشار الأسد أو زواله أمر
أساسي يتبلور اليوم ووصلت الأمور فيه إلى النهاية.
بعد أسابيع قليلة سيفرز هذا الأمر
المعارضين في الخارج والفصائل المقاتلة في الداخل إلى فئتين:
فئة ستقبل بعروض مغرية ملونة
مضمونة دولياً وأممياً و"ديمستورياً" باطنها بقاءٌ إجباري أكيد لبشار
الأسد وظاهر العروض اختياري مريح فهناك عدة خيارات أمام المعارضين والثوار:
-
انتخابات
رئاسية وبرلمانية مبكرة في 2018 يشارك فيها بشار الأسد ومن معه, وستشرف الأمم
المتحدة ومنظمات كثيرة شتى على نزاهة الانتخابات وشفافية الاجراءات فيها...وسيفوز
بشار الأسد ومن معه بدون تزوير بوجود الرعب ورمزية الرعب في أقصى حدوده.
-
وهناك
عرض أشد وأعتى فيه يكمل بشار الأسد مدة رئاسته حتى عام 2021 ثم تكون انتخابات
يشارك فيها بشار وحتى ذلك الحين تكون هناك محدودية نظرية مكتوبة لصلاحيات الرئيس...
وعلى أرض الواقع تستمر الشبكة المخابراتية المتصلة ببشار بالتحكم بكل الوزارات
والمؤسسات كما كانت كذلك دائماً.
هاذان
العرضان أو ما يقاربهما سيكونان حاضرين في اجتماع المنصات القادم في الأسابيع
القادمة... وبلا ريب إن الضغط للقبول بأحدهما يتم الآن على قدم وساق.
وسينسحب
من بوتقة المنصات كل من صدق في توجهه وتعهده بزوال بشار وسيبقى آخرون وينصهرون في
بوتقة المنصات وسيتحدثون بإفراط عن فن الممكن وعن معاناة الشعب وتخلي الأصدقاء وعن
انقاذ ما يمكن انقاذه وربما يصل كلامهم إلى ذكر الحكمة وضرورة التحلي بها.
الفرز
مستمر وسيشتد في الأسابيع والأشهر القادمة حتى لا يبقى في المنطقة الضبابية الوسطى
أحد...بقاء بشار سيفرز الجميع حتى لو وضع البعض ألف ذريعة وذريعة.
زوال
بشار الأسد يجب أن يوضع اليوم شرط وحيد وطرح يتيم.
زوال
بشار الأسد يجب أن يكون الموضوع الوحيد في أي نقاش أو حوار أو مفاوضات ومن يطرح
غير ذلك يضيع الوقت ولا يستفيد من ضياع الوقت إلا بشار ومن معه.
بشار
رأس هرم الاستبداد في سورية وعلى ذلك أسس حكمه كما أبوه من قبله, وهرم الاستبداد
هرم مقلوب, رأسه للأسفل فإذا انزاح الرأس انفرط
العقد وتدحرجت أحجار الهرم.
العابثون
واللاعبون بالقضية السورية كلهم اتفقوا على بقاء بشار الأسد بقناعة أو بضغط أو
لانعدام البديل, وسيحاولون طرح كل شيء عدا زوال بشار الأسد. وسيتفنن ديمستورا في
تعقيد المسائل وتفريعها حتى ينفذ من خلالها إلى تنفيذ الرغبة المشتركة التي وصل
إليها اللاعبون.
ومن
يلتقي بديمستورا وهو فطن فعليه أن لا يحدثه إلا عن أمور ثلاثة وهي: زوال بشار
الأسد ومغادرة بشار الأسد وأن لا نهاية أبداً للحرب في سورية إلا بزوال بشار
الأسد.
على
كل المصرين المستمرين في الثورة السورية ان لا يطرحوا أي أمر سوى رحيل بشار الأسد
وأن يجعلوا كل قضيتهم مغادرة بشار الأسد وأن لا يرفع أحد شعاراً إلا عن رحيل
بشار...
زوال
بشار الأسد, ومن بعد زواله كل الأمور تهون وكل القضايا تُبحث وكل الطروحات ستلتقي.
العلاقة
السرية السيئة الفاحشة للروس والإيرانيين في سورية هي بينهم وبين بشار الأسد
شخصياً وبزواله سيجلسون مع ممثلي الشعب السوري مرغمين.
المصلحة
الوطنية السورية الحقيقية هي المصلحة الثورية.
والمصلحة
الثورية السورية الوطنية العليا هي بزوال بشار الأسد.
ليكن
شعارنا اليوم: الله...سوريا...بلا بشار وبس.
د.
أسامة الملوحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق