لم يكن يخطر في بالي للحظة من
اللحظات أن تسوق محطة الجزيرة لإيران وتجعل منها واحة للحب والأمن والسلام ونبذ
الإرهاب.
اليوم الثلاثاء الأول من تشرين
الثاني/نوفمبر.. وعندما فتحت على محطة الجزيرة، لأستمتع بالجزيرة الوثائقية التي
عودتنا أن تتحفنا دائماً بالمحطات التاريخية والعلمية والطبيعية المنوعة، التي
تأخذنا في رقي حضاري قلَّ نظيره في المحطات الأخرى، ولكنني فوجئت في هذه المرة
والوثائقية تستعرض فلماً إيرانياً فاز مخرجه بجائزة الأوسكار، وكلنا يعرف أن هذه
الجائزة وراءها اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الإعلام في أمريكا وعلى مثل هذه
الجوائز، ويمنحها لمن يخدم أغراض وأهداف هذا اللوبي الخبيث، ويعادي العرب
والمسلمين.
فوجئت كما قلت بتسويق الجزيرة –
وأرجو أن تكون هفوة – وليس عن سابق إصرار وتصميم وإن كان كذلك فالطامة كبرى
والمصيبة أعظم!!
أقول فوجئت بأن تسوق الجزيرة تلك
القناة المحترمة والحرفية لإيران على أنها دولة حضارية تنبذ الإرهاب وتسعى للمحبة
والأمن والسلام، وهي تذبحنا من الخليج إلى المحيط إذا ما تمكن سكينها من فعل ذلك،
كما تفعل في سورية والعراق واليمن ولبنان، وتحيك المؤامرات وتحبك المخططات وتقيم
التحالفات مع أعداء المسلمين والعرب لطعننا إن في خاصرتنا أو في ظهرنا.
فقد قال المخرج الذي فاز بهذه
الجائزة الرخيصة وقد تجمعت محطات العالم الإعلامية المقروءة والمسموعة والمكتوبة،
وبالتالي ليسمعها العالم كله.. قال: إنني أهدي هذه الجائزة إلى حكومة بلدي لأثبت
للعالم أجمع أن دولة إيران ليست دولة إرهابية أو معادية للحضارة الإنسانية، بل
دولة مسالمة تحب الأمن والأمان لكل شعوب الأرض وتعمل جاهدة لنبذ الإرهاب في كل
مكان من العالم وتدينه بالوسائل الحضارية والإنسانية.
وأتساءل كما قد يتساءل الملايين
من محبي الجزيرة والحكومة القطرية التي أقامت هذا الصرح الإعلامي الكبير، ليكون
صوتاً للحرية والكرامة العربية والدفاع عن حقوق العرب والمسلمين أمام أعتى
امبراطوريات الإعلام المعادي للعرب والمسلمين، وفد حققت الجزيرة في هذه الميادين
انتصارات كبيرة نتمنى أن تبقى شامخة تقارع أعداء الأمة بلا مهادنة أو تنازلات.
أتساءل كما يتساءل الملايين من
العرب والمسلمين: ماذا يفعل قادة الحرس الثوري الإيراني وميليشياته ومرتزقته التي
جيشها من العديد من دول العالم في كل من سورية والعراق واليمن ولبنان؟ هل جاء بهم ليقيموا
للجوعى المحاصرين والمهجرين والنازحين موائد الطعام، أم ليقدموا الدواء والبلسم
لمداواة جرحاهم ومرضاهم، أم لمساعدتهم في دفن الموتى وإقامة الصلوات على أرواحهم؟
والجزيرة هي من أولى القنوات التي
فضحت النظام الإيراني وعرته أمام العالم، وتحملت أذى هذا العالم لمراسليها
ومضايقتهم، وقدمت على مذبح الحرية والكلمة الصادقة العديد من الشهداء العاملين في القناة
في شرق العالم وغربه.
أخيراً أتمنى على الجزيرة أن لا
تقع في مثل هذه الخروقات التي تصيبنا في مقتل من غير أن تدري، وأتمنى على العاملين
فيها أن يكونوا حذرين فطنين لما يقدمونه في كل جزئيات البرامج الرائعة التي
أحببناها ونتابعها منذ نشأتها قبل بثها، حتى لا يدس السم في العسل من دون أن تدري!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق