في تَشييعِ أمِّ صَديقْ – شعر: طريف يوسف آغا

أتَيتُ  اليَومَ  لأُشَـيِّعَكِ  ياخالـةْ

وأقولُ  لَكِ  لاتَحزَني  فَما  الحَياةُ

إلا  رِحلَةً  نَحنُ  فيها  رَحّالـةْ

مَهما  فَعَلنا  ومَهما  تَوقَّفنا

في  يَومٍ  مَعلومٍ  وسـاعَةٍ  مَعلومَةٍ

سَـنُتابِعُ  كُلَّنا  التِرحـالَ

ومِنْ  بُقعَةٍ  مَعلومَةٍ  هِيَ  في  انتِظارِنا

لَنْ  نُحمَلَ  إلى  غَيرِها

مَهما  أكثَرنا  التِجوالا

حَمَلناكِ  ولانَعرفُ  مَنْ  سَـيَحمِلَنا

ومَلأنا  بِكِ  جَوفَ  الأرضِ

كَما  تُملأُ  الحَصالَـةْ

إنْ  نَمشي  فَوقَ  التُرابِ  بِخَيلاءٍ

في  الغَدِ  نُصبِحُ  تَحتَهُ

ويُصبِحُ  هوَ  فَوقَنا  الـمُخـتالا

فإنْ  تَركناكِ  وَرائَنا  وذَهَبنا

لاتَحزَني  فكُلُّنا  سَـنُترَكُ  يوماً

وتُردَمُ  فَوقَنا  الأوحـالَ

هَذِهِ  هِيَ  سِـنَّةُ  الكَونِ

لايَبقى  شَـئٌ  على  حالِهِ

إلا سُـبحانَهُ  (مغير)  مَنْ  يُغَـيِّرُ  الأحـوالَ

وهَذِهِ  هِيَ  سِـنَّةُ  الحَياةِ

نُقَطِّعُ  فيها  الأيامَ  ولانَدري  أنَّها

هِيَ  مَنْ  تُقَطِّعُ  مِنّا  الأوصـالَ

كُلُّ  يَومٍ  يَمضي  يُزرَعُ  فينا  نَصلٌ

فَلا  نَدري  إلاّ  وقَد  امتَلأَتْ

أجسـامُنا  جُروحاً  وأنصـالا

كُلُّ  أَمْرٍ  في  الحَياةِ  لَهُ  فَتوى

إلا  الموتَ  أعيا  أمرُهُ

الحُكَماءَ  كَما  الجُهّـالا

ولاأرى  الحَياةَ  بأكثرَ  مِنْ

مَحطّاتِ  سَـفَرٍ  فيها

أجيالٌ  توصِلُ  أجيالا

فإنْ  تَرحَلينَ  فَعَزائَكِ  أنَّكِ

إنَّما  تَرَكتِ  وَرائَكِ

أولاداً  كِراماً  وأفضـالا

***

(نثرية يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

هيوسـتن / تكسـاس

توفيت أم الصديق في هيوستن الجمعة 16 ربيع الأول 1435 / 17 كانون الثاني، جانيوري 2014 وشيعت في اليوم التالي.

http://sites.google.com/site/tarifspoetry