الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-02-22

ثلاث حوادث تجعلك في حيرة أي الأنظمة تعلم من الآخر أولاً؟ - بقلم: شام صافي

أن يقف وفد النظام مع وفد المعارضة دقيقة صمت على أرواح الشهداء أو القتلى السوريين في مؤتمر جينيف ؟ ونسوا أن الراعي للمؤتمر مسؤول عن تحديد الجلاد ومحاسبته!

وفي مخيم اليرموك أدخلوا السلل الغذائية أو ما يسمى بالمساعدات إليها .. وفي محفل! ذلك، أشاروا إلى أن السبب في ذلك خلاف بين الفصائل الفلسطينية، ونسوا الحقيقة الأساسية أن النظام هو الذي حاصر المخيم!

وهل يصلّون فعلاً اليوم صلاة الاستسقاء في المساجد التي يسيطر عليها النظام ومشايخ السلطة؟ ونسوا أن الشرط الأساسي لصلاة الاستسقاء هو رفع الظلم!


هناك قاسم مشترك هام بين الحوادث الثلاث التي حصلت خلال يومين متتاليين، ترى هل الدول العظمى تعلمت من النظام كيف يضيعون الحقوق؟ أم أن سير النظام العالمي المدقع في الظلم والمصالح اللاأخلاقية هو الملهم للنظام والمحرك له والدافع وهو إشارة المرور الفورية الآمنة؟ ترى هل مشايخ السلطة هم من مدوا للنظام يد الطاعة أم أن النظام هو من شكل هؤلاء وتعلم منهم كيف يكون سوق الناس (ولو كان ذلك بعيداً عن فحوى الشريعة الاسلامية المنيرة للظلام الذي بتنا فيه)؟

هل هؤلاء جميعاً يلبسون الحق بالباطل ليحاولون إضاعة الحقوق ؟ هل هي مجرد صدفة حدوث هذه الأحداث معاً ؟ أم أنه فعلاً منهجية صارت واضحة يتعلم فيها الجميع من الجميع؟

هناك حقوق وهناك دم يهدر ويضيع وهناك باطل يصول ويجول ولا أسهل من الإشارة إليه ورغم ذلك هناك ركائز لازال الظلم يستند عليها من أساليب مموهة للحقيقة وتحاول إخفاءها..

لم يكن الوقوف دقيقة صمت حداداً على الأرواح المهدورة موقفاً بريئاً من قبل الأمم المتحدة أو الدول الحاضرة بل هو تملص من مسؤولياتها تجاه الحقوق التي هدرت والدم المسفوك على مرأى منها ومسمع  وقدرة.

لم تكن الإشارة تلك بأن الفصائل الفلسطينية تتقاتل في اليرموك كلاماً بريئاً لأنه أشبه بالقائل: أن الأمر كله حرب أهلية حينما حاولوا قلب حقيقة أن الأحداث في سورية ثورة شعب ضد نظام ظالم مجرم مستبد، وبذلك ففي اليرموك أيضاً الأمر مجرد خلافات بين الفصائل التي تقاتل بعضها!!!!! وطبعاً النظام متملص من مسؤوليته حينما يتم إخفاء حقيقة واضحة كالنهار بأنه هو الذي يحاصر اليرموك وهو المتسبب بموت أهله جوعاً!!!!!!

لم تكن صلاة الاستسقاء صلة حقيقية بين العباد وربهم لأن أصلها وشرطها أن يرفع الظلم بين الناس وإذ بالمجرمين الظلمة يعلنون أنها صلاة استسقاء!! أي غياب عن الحقيقة هذه وأي تغييب هذا، وهل من يصلي ويئم الناس مقتنع بأن الشروط محققة؟ أم أنهم مجرد منفذين للأوامر طالما أن صورة عملهم هي الصلاة وحقيقتها تأدية الأوامر!

عجباً لمن يسيء للدين ويسيء للحق والأخلاق والعجب الأكبر لمن لم يستفق بعد لهذه الحقائق.

من أكبر عيوب الحكم بالحق والعدل والعدالة حينما يوضع الجلاد والضحية في مكان واحد ويقال لهما تصالحا أو يلمزون لذلك ويغمزون وحين يتم تسوية هذا بذاك دون وضع النقاط على الحروف، لتزيد الفوضى ويحاولون فرض عمى الألوان فلا تمييز بين الأبيض والأسود، وكفى بالظلم صولة وجولة وصراخاً في هذا العالم، نظام عالمي يتبع نفس أسلوبه النظام ويتبعه، ومشايخ السلطة فقط وظيفتهم إكمال الصورة ليضيع الحق ويتماهى.

شام صافي

31-1-2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق