لم
يكن الأفق قد بشر بالفجر حين وجد نفسه وحيداً في صالة المطار .. وقف عند البوابة
مترددا بين البقاء والسفر ، وسرحت خواطره في حقول الأمس لعله يعيش الحلم من جديد ،
ودمعت عيناه ، وتمنى من أعماق روحه لو كانت (وداد) معه تخفف عنه آلام الرحيل ..
ولفحته
نسمة باردة من نسمات تشرين أيقظت في جوانحه ذكريات الوحدة, واجتاحته العاصفة وهو
يرى نفسه مسافراً بلا أنيس , وتلفت يبحث حوله بلهفة لعلها في آخر لحظة غيرت رأيها
وجاءت تودعه ، لكنه سرعان ما تذكر أنها لن تأتي وأنها قالت له في المساء: