بداية قد يتساءل البعض: أين وجه الشبه
بين نيرون الروماني الذي أحرق عاصمة ملكه روما وذبح أهلها، وبين نيرون روسيا الذي
يحرق سورية ويقتل أهلها ويدمر مدنها وبلداتها وقراها؟
فأقول إن وجه الشبه قائم بين نيرون
روما ونيرون روسيا متمثلاً بجنون العظمة والجبروت، فإذا كان نيرون قد أحرق روما
وهي مدينة من ملك الإمبراطورية الرومانية العظمى المترامية الأطراف؛ فإن نيرون
روسيا اليوم يحرق روسيا كلها شعباً واقتصاداً ومستقبلاً، فغرور العظمة والجبروت قد
طغت على هذا النيرون وتركته فريسة لجنونه الأعمى غير المتوازن، وساق نفسه إلى وحل
مستنقع هو حتماً أعمق وأمر من المستنقع الأفغاني الذي انغمس فيه الاتحاد السوفيتي،
والذي أدى لاحقاً ليس إلى هزيمته فقط، بل إلى تفتيت هذا الاتحاد الذي كان ينازع
أمريكا العظمى ملك العالم ومصيره.
إن حرب بوتين التي انغمس فيها حتى
شحمتي أذنيه في سورية دفاعاً عن حاكم صعلوك أرعن استباح دم وأرواح شعبه لن تكون
نزهة لبوتين يستعرض فيها ما يملك من أسلحة الدمار والقتل والخراب، فسورية تمثل
للمسلمين المليار والنصف في العالم درة تاجهم وللعرب قلبهم النابض، وهم يعلمون أن
سقوط دمشق بيد بوتين يعني اقتلاع الدرة من تاجهم وانتزاع القلب من بين أضلعهم.
الأيام القادمة ستحمل لنا الأخبار كيف
أن لظى النار راحت تلفح وجه بوتين وكيف يتقلب على جمرها من داخل روسيا قبل خارجها،
فقد طفح الكيل بأكثر من خمسين مليون مسلم هم في عداد مواطنيه يدبرون له ما يدبرون
انتقاماً لدماء إخوتهم التي فجرها في سورية، وثأراً للمساجد ودور العبادة التي
دمرها فوق رؤوس المصلين في بلاد الشام.
صحيح أن ردة الفعل الإسلامية والعربية
بطيئة ومتواضعة ولكنها قادمة. ولينتظر بوتين شرر نارها الذي سيفتت الاتحاد الروسي
كما تفتت الاتحاد السوفيتي، وسيروي التاريخ أنه كانت هناك دولة تسمى روسيا، خسف
الله بها الأرض على يد حاكمها الأرعن بوتين، فلم يبق منها ما يدل عليها إلا أطلال
متناثرة، ضمن حدود متداخلة وشعوب متنافرة.
فالدول لها أعمار وقد أنهيت يا بوتين عمر
دولتك بحماقاتك وجهلك وانتظر من العرب والمسلمين ما تراه وليس ما تسمعه، فموعدنا
الصبح أليس الصبح بقريب!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق