الرق في الإسلام، من القضايا الإشكالية التي
دأب على إثارتها خلال السنوات القليلة الماضية بعض المغرضين المعادين للإسلام الذين
راحوا يتهمون الإسلام بأنه دين يحارب الحرية، ويؤسس للعبودية، وينتهك حقوق الإنسان،
وقد انبرى للرد عليهم آخرون فأفسدوا أكثر مما أصلحوا، فزعم هؤلاء أن إنكار أحكام
الرق في الإسلام يعد كفراً! فزادوا الطين بلة كما يقول المثل، وهذا ما يدعونا
اليوم لوضع المسألة في سياقها الصحيح، قطعاً للألسنة التي تتطاول على شريعة الله
السمحاء.
تعريف:
الرِّق: هو
العبودية ، وهو نقيض العِتْق والحرية، والعبد هو: الرقيق الذكر يقابله: الأَمَة
للأنثى، ويطلق على الرقيق الذكر لفظي: الفتى أو الغلام..
ويطلق على الأنثى:
الفتاة والجارية، ويسمى مالك الرقيق: السيد،
أو المولى.
نبذة تاريخية:
يخبرنا
التاريخ أن ظاهرة الرق ترجع إلى عصور قديمة جداً، فقد كان الأسرى يتحولون إلى أرقاء
عبيد يفقدون بعدها حريتهم إلى الأبد !
ويرجح المؤرخون أن هذه الظاهرة بدأت مع
توسع الزراعة، والحاجة
المتزايدة إلى الأيدي العاملة الرخيصة، ولهذا لجأت المجتمعات البدائية إلى استرقاق
الناس لتأدية هذه الأعمال.
وقد
عرف الرق في مختلف الحضارات القديمة لدواعٍ اقتصادية واجتماعية، فقد انتشرت
العبودية في الإمبراطورية الرومانية التي سخرت العبيد في بناء روما وما قام فيها من أوابد حضارية كبرى.
كما أن حضارات الصين وفارس والهند استخدمت العبيد في الخدمة المنزلية
والعسكرية وإنشاء المدن، وكانت حضارات المايا والإنكا والأزتك تستخدم العبيد على نطاق واسع في
الأعمال الشاقة والحروب !
ويذكر أن قدماء المصريين هم أول من تاجر بالعبيد حتى صارت المتاجرة بالعبيد تجارة رائجة في مصر
القديمة، وصار الفراعنة يصدرون الرقيق إلى الخارج، لاسيما إلى العرب والروم والفرس.
وبلغ من انتشار الرق في بلاد الإغريق إلى درجة واسعة
جداً حتى إن مدينة أثينا - رغم ديمقراطيتها - كان
معظم سكانها من العبيد وهذا يتضح من كتابات شاعرهم الكبير هوميروس (ت 850 ق.م)
شاعر ملحمتي "الإلياذة" و "الأوديسا".
وقد
كان الاسترقاق
عقوبة للسرقة عند معظم الأمم، فعندما سئل إخوة يوسف عن جزاء الذي سرق صواع الملك،
قالوا: "جزاؤُهُ مَن وُجِدَ فى رَحلِهِ فهو جَزاؤُه" سورة يوسف 75.
وهكذا نجد أن الرق فى الحضارات
القديمة كان نظاماً
أساسياً في الإنتاج والبناء، وكان نظاماً مغلقاً يحول دون تحرير الأرقاء تحت أي
ظرف !!
الرق في الإسلام: ربما كانت أول إشارة
إلى الرق في الإسلام، ما جاء في القرآن الكريم فى قصة نبي الله "يوسف "عليه السلام، بقوله
تعالى: "وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بُشْرى هذا غلام،
وأسروه بضاعة، والله عليم بما يعملون * وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من
الزاهدين * وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه
ولداً "سورة
يوسف 20. وهذه الإشارة لا تعني دعوة الإسلام إلى الرق، وإنما هي إشارة تاريخية تصف
حال الأمم في ذلك العصر.
فعندما ظهر الإسلام كانت العبودية عادة
متبعة في مختلف الأمم، فلم يشرع الإسلام نظام الرق والعبودية كما يزعم بعض
المغرضين المعادين للإسلام.
وكان للتمييز العرقى والطبقى
منابع عديدة تغذي سوق الرقيق بالمزيد من الأرقاء.. ومن هذه المنابع:
1 – الحروب: فقد كان أسرى الحرب يتحولون
إلى أرقاء، والنساء يتحولن إلى سبايا وإماء كلهم يباعون ويشرون .
2 – الخطف: فكان قطاع الطرق
يخطفون الناس ويبيعونهم عبيداً.
3 – ارتكاب الجرائم الخطيرة: مثل القتل
والسرقة والزنا، فكان يحكم على مرتكبها بالاسترقاق كما ذكرنا آنفاً.
4 – العجز عن سداد الديون: فكان
الفقراء العاجزون عن سداد ديونهم يؤخذون أرقاء لحساب الأثرياء.
وهكذا تنوعت الممارسات التي كانت
ترفد سوق الرقيق بالمزيد والمزيد من الرقيق، ومع كثرة واتساع هذه الممارسات كانت
أبواب العتق والحرية موصدة تماماً في وجوه العبيد؛ فمن وقع في الرق قضى بقية حياته
رقيقاً دون أي أمل في الحرية !
وفي سياق هذا الواقع البشري المرير ظهر الإسلام، فبدأ على الفور يعالج
الظاهرة ويعمل على تخليص المجتمع منها، لكن بطريقة واقعية؛ فالإسلام لم يتجاهل الواقع
ولم يقفز عليه، بل اعترف به لكنه رفضه !
فبدأ الإسلام بإغلاق الروافد التى كانت تمد
السوق بالرقيق، فمنع استرقاق الأسرى بأن فتح أمامهم باب العتق والحرية بالمنّ أو بالفداء،
كما جاء في قوله تعالى: "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ
الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا
بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ... الآية" سورة
محمد 4 ، فعندما تضع الحرب أوزارها يحرر الأسرى، بالمن عليهم وإطلاق سراحهم دون
مقابل، أو بمبادلتهم بالأسرى من المسلمين، أو مقابل فدية يدفعونها للمسلمين.
وهكذا تصرف النبي - صلى الله عليه وسلم -
مع أسرى "بدر" أول معركة في التاريخ الإسلامي؛ فلم يسترق أحداً منهم، بل
أطلق بعضهم مقابل فدية، وأطلق بعضهم مقابل أن يعلم كل منهم عشرة أطفال من أطفال
المسلمين القراءة والكتابة. أما الضعفاء من أسرى بدر فقد أطلقهم دون مقابل مراعاة
لأوضاعهم، وطمعاً في إسلامهم.
ومع إغلاق الإسلام لهذا الرافد الأساسي
من روافد الاسترقاق التفت الإسلام إلى الشريحة الواسعة من الأرقاء الموجودين في
المجتمع، فسعى إلى تحريرها بوسائل تدريجية هادئة، نذكر منها:
1 - حبب إلى المسلمين عتق الأرقاء
تطوعاً وصدقة لوجه الله تعالى، وجعل فى عتق كل عضو من أعضاء الرقيق عتقاً لعضو من
أعضاء سيده من النار، كما ورد في الصحيح: "من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل
عضو منه عضواً من النار حتى فرجه بفرجه" فتحرير
الرقيق سبيل لتحرير الإنسان من عذاب النار يوم القيامة.
2
- جعل الإسلام عتق
الأرقاء كفارة لكثير من الذنوب والخطايا، منها: كفارة للقتل، وكفارة للظهار،
وكفارة لليمين، وكفارة للجماع في نهار رمضان...
3 –المكاتبة: فقد شجع الإسلام مكاتبة العبد لسيده مقابل مبلغ
يدفعه لسيده يصبح بعده حراً.
4 - جعل الإسلام للدولة مدخلاً فى
تحرير الأرقاء فجعل تحريرهم مصرفاً من المصارف الثمانية لفريضة الزكاة التي هي ركن
من أركان الإسلام، فقال تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي
الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً
مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" سورة التوبة 60.
5 - جعل
الإسلام حرية الإنسان حقاً أصيلاً منذ ولادته، كما
عبر عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"
6 – قرر الإسلام أن أولاد الأمة
من الأب الحر هم أحرار.
7 – ساوى الإسلام بين
العبد والحر فى كل الحقوق الدينية، وفى أغلب الحقوق المدنية، وما التمييز ببعض هذه
الحقوق المدنية إلا من باب التخفيف عن الأرقاء مراعاة لحالة الاستضعاف والقيود
التي يعيشون فيها، فالمساواة تامة فى التكاليف الدينية ، وفى الحساب والجزاء..
وشهادة الرقيق معتبرة فى بعض المذاهب الإسلامية كالحنابلة، وله حق الملكية فى ماله
الخاص، وإعانته على شراء حريته بنظام المكاتبة والتدبير مرغوب فيها دينياً كما
ذكرنا.
8 - بعد أن كان الرق من أكبر
مصادر الاستغلال والثراء لملاك العبيد، حوّله الإسلام - بمنظومة من القيم كادت
تسوي بين العبد وسيده - إلى ما يشبه العبء المالى على ملاك الرقيق، فقد أوجب
الإسلام على مالك الرقيق أن يطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما لا
يطيق.. بل ألغى
الإسلام كلمة "العبد" و "الأمة "واستبدلها
بكلمة "الفتى" و "الفتاة
". وبهذا زهد الإسلام بتجارة الرقيق وجعل
الأغنياء ينصرفون عن هذه التجارة !
9 - بعد تحرير الإسلام للرقيق لم
يتركهم هملاً في ميادين الحياة، وإنما سعى إلى إدماجهم فى القبائل والعشائر والعصبيات
التى كانوا فيها أرقاء، فأكسبهم عزتها وشرفها ومكانتها ومنعتها وما لها من
إمكانات، وبهذا أنجز الإسلام إنجازاً عظيماً تجاوز التحرير إلى إقامة نسيج اجتماعي
جديد التحم فيه الأرقاء السابقون بالأحرار، فأصبح لهم نسب ومنعة مصداقاً لقول
النبي – صلى الله عليه وسلم:" الولاء
لُحْمَةٌ كلُحْمَة النسب" رواه
الدارمى. وهكذا بات أرقاء الأمس "سادة " بفضل الإسلام، حتى قال عمر بن
الخطاب – رضي الله عنه - وهو من هو فى الحسب والنسب عن بلال الحبشى الذى اشتراه
أبو بكر الصديق وأعتقه: "سيدنا أعتق سيدنا" وعندما
حضرت الوفاة عمر رضي الله عنه تمنى لو كان "سالم" مولى أبى حذيفة حياً
ليختاره خليفة للمسلمين ! وهكذا نرى أن المولى الذى نشأ رقيقاً حرره الإسلام وجعله
إماماً فى الصلاة وأهلاً بخلافة المسلمين؛ وبهذا شكل الإسلام إحياءً وتحريراً حقيقياً
للإنسان.. كل الإنسان.
فالرق فى نظر الإسلام "موت"
والحرية "حياة " كما أشار الإمام النسفى (ت 710هـ / 1310م ] حين علل تحرير رقبة كفارة القتل الخطأ، فقال رحمه الله تعالى: "إن
القاتل لما أخرج نفساً مؤمنة من جملة الأحياء لزمه أن يدخل نفساً مثلها فى جملة
الأحرار، لأن إطلاقها من قيد الرق كإحيائها، من قِبَل أن الرقيق ملحق بالأموات ،
إذ الرق أثر من آثار الكفر، والكفر موت حكما".
وللأسف الشديد، لم تبلغ مقاصد الإسلام كامل
آفاقها فى تصفية نهر الرقيق بإغلاق روافده وتجفيف منابعه، إذ انتكس "الواقع
التاريخى" للحضارة الإسلامية ، بعد عصر الفتوحات، وسيطر العسكر المماليك على
الدولة الإسلامية!
لكن مع هذه الانتكاسة ظلت حال الأرقاء أخف
قيوداً وأكثر عدلاً بما لا يقارن من نظائرها خارج الحضارة الإسلامية، بما فى ذلك
الحضارة الغربية التي لا تفتأ تدعي الحرية، وهي التى تزعمت فى العصر الحديث الدعوة
إلى تحرير الأرقاء ؛ فقد اقترن عصر النهضة الأوروبية بزحفها الاستعمارى على العالمين القديم
والجديد؛ فبعد أن استعبد المستعمرون الأوروبيون (الأسبان والبرتغاليون والإنجليز والفرنسيون)
سكان أمريكا الأصليين، وأهلكوهم عن بكرة أبيهم، مارسوا أكبر أعمال القرصنة والخطف
فى التاريخ، أعمال وحشية راح ضحيتها أكثر من أربعين مليوناً من زنوج إفريقيا، الذين
سلسلوا بالحديد، وشحنوا فى سفن الحيوانات، لتقوم على دمائهم وعظامهم المزارع
والمصانع والمناجم التى صنعت رفاهية الرجل الأبيض فى أمريكا وأوروبا.. ولا يزال
أحفاد أؤلئك المخطوفين يعانون من التفرقة العنصرية فى الغرب حتى اليوم !!
وعندما سعت أوروبا فى القرن التاسع عشر
إلى إلغاء نظام الرق، وتحريم تجارته، لم تكن دوافعها روحية ولا قيمية ولا إنسانية،
وإنما كانت دوافع مادية، لأن نظامها الرأسمالى رأى فى تحرير الرقيق سبيلاً لجعلهم
عمالاً أكثر مهارة، وأكثر قدرة على النهوض باحتياجات العمل الفنى فى الصناعات التى
أقامها النظام الرأسمالى؛
ولا بد أن نلاحظ أن القرن الذى
نادت فيه أوروبا إلى تحرير الرقيق استعمرت فيه العالم، واسترقّت الأمم والشعوب
استرقاقاً جديداً، لا تزال الإنسانية تعانى منه حتى اليوم!
سؤال وجواب:
لكن بالرغم مما قدمناه عن رفض الإسلام
ظاهرة الاسترقاق، نجده لم يحرمها كما حرم الكثير من الظواهر السلبية في المجتمع
مثل تحريمه للخمر والربا مثلاً، فلماذا ؟! لماذا لم يحرم الإسلام الرق ؟ ولماذا
بقيت أحكام ملك اليمين تتلى في كتاب الله ؟!!
الجواب: أن الرق مسألة اجتماعية
ذات أبعاد تختلف عن مسألة الخمر والربا، فالخمر مسألة شخصية تدرج الإسلام في
معالجتها وانتهى إلى تحريمها بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم
مُّنتَهُونَ" سورة المائدة 91-90 ، فانتهى الناس عن الخمر، وأهرقت دنان الخمر
في سكك المدينة المنورة.
وهكذا تدرج الإسلام في معالجة مسألة الرق كما تدرج في معالجة غيرها من
الظواهر السلبية، لكنه تعامل مع مشكلة الرق تعاملاً عملياً واقعياً، يحافظ على الأسس
الاجتماعية التي تتعلق بوضع الرقيق في المجتمع، فقد رعاها وتفهمها منعاً لانهيار
المجتمع، فلو أن الإسلام حرم الرق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لكان معناه
إطلاق آلاف العبيد إلى الشوارع بلا عمل ولا مأوى ولا معيل، ولا ريب بأن هذا لو حصل
في تلك الفترة لنجم عنه كوارث اجتماعية فادحة لا قبل للمجتمع يومئذ بمواجهتها،
ولهذا لم يحسم القرآن الكريم قضية الرق كما فعل بتحريم الخمر مثلاً، بل مهَّد
للقضاء على الظاهرة تدريجياً بعدة إجراءات كما ذكرنا، من أجل إعطاء الوقت الكافي
لمعالجة المشكلة بهدوء، دون هزات اجتماعية لا تحمد عقباها.
والدليل على حكمة هذا التشريع؛ ما
حصل في الولايات المتحدة الأمريكية بعد 12 قرناً من التشريعات التي وضعها الإسلام،
ففي عهد الرئيس أبراهام لنكولن (1809 - 1865م) أصدر الرئيس أمره في عام 1860
بتحرير العبيد؛ فأشعل هذا القرار حرباً أهلية مدمرة ما بين الولايات الشمالية
والولايات الجنوبية استمرت عدة سنوات (1861 ـ 1865 ) وراح ضحيتها عدد لا يحصى من
العبيد وغير العبيد، وكادت تنتهي بتفكك الولايات المتحدة !
فالحمد لله الذي جعل في تحرير
العبيد نجاةً من عذاب شديد فقال تعالى: " فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما
العقبة * فك رقبة " سورة البلد 11 – 13.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق