أن
يفضل الإسرائيليون بقاء الأسد؛ ليس حديثاً يفترى، بل حقيقة في السر والعلن. منذ
بدايات الثورة السورية واللوبي الصهيوني يضغط لبقائه. في 31/3/2011، أي بعد نحو
أسبوعين فقط على بدء الثورة السورية، كتبت جانين زكريا، مراسلة "واشنطن
بوست" في "إسرائيل" مقالاً تحت تحت عنوان: "إسرائيل تفضل بقاء
الأسد"، وفي 1/4/2011 كتبت هآرتس العبرية مقالاً تحت عنوان: "الأسد ملك
إسرائيل"، وفي 2/4/2011 نقلت "واشنطن بوست عن إفراييم سنيه، الذي شغل
منصب النائب السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي قوله: "إننا نفضل شيطاناً
نعرفه"، وفي 1/5/2011 تحدثت الصحافة الإسرائيلية مجدداً ما مفاده أن
"الإطاحة ببشار الأسد قد تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار جبهة إسرائيل
الشمالية"، لأن "من تعرفه أفضل ممن لا تعرفه" (يديعوت أحرونوت
نقلاً عن خبير الشؤون السورية موشي ماعوز)، وفي 4/5/2011 نقلت صحيفة "جيروليزم
بوست" الإسرائيلية
عن السفير السوري عماد مصطفى وزميله المبعوث السوري الدائم
لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري "!وفي
11/5/2011، رمى رامي مخلوف ابن خالة بشار الأسد، وشريكه، وأحد أعمدة النظام، أوراق
نظامه كلها وأعلنها بوضوح: "لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك
استقرار في سورية"، ما يعني أن النظام السوري يربط استقرار "إسرائيل
ببقاء الأسد"، وفي 28/7/2011 نقلت صحيفة لوفيغرو الفرنسية، خبراً مفاده إن
"إسرائيل طلبت رسمياً من حلفائها وقف الحملة ضد سورية"، وفي 2/8/2011
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتها إيهود باراك أن "الإطاحة ببشار ليس تطوراً
إيجابياً لصالح إسرائيل"، وفي 14/9/2011 أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي
يوءاف موردخاي حينها "وجود قلق إسرائيلي من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد
لأنه يقف على جبهة مغلقة منذ سنين طويلة". وفي 15/10/2011 أجرت صحيفة يديعوت
أحرونوت الإسرائيلية استفتاءً خلصت من خلاله إلى "أن 85% من الإسرائيليين
يعتبرون بقاء الأسد لمصلحة إسرائيل". وفي 16/11/2011 صدّر موقف رئيس الهيئة
الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد: "إن سقوط نظام
الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على إسرائيل"دعوتهما إلى الحاخام الإسرائيلي يوشياعو بنتو "لزيارة دمشق ولإقامة الصلاة على ضريح أجداده في مقبرتهم في العاصمة السورية
قد
يقول قائل؛ ذلك كله من الماضي -علماً أنه مع ظهور الجماعات الجهادية المتطرفة وغير
المتطرفة في سورية، فإن تمسك "إسرائيل" ببشار صار أقوى منطقياً-.
"إسرائيل" ما تزال لا تخفي رغبتها ببشار، ويوم سأل رئيس الوزراء الروسي
ديمتري ميدفيديف "كبار المسؤولين في إسرائيل" (حسب ما صرح بلسانه)؛ عن
موقفهم من الأسد؛ أبلغوه بصورة كاملة رغبتهم في بقائه، وأنه هو من يستطيع السيطرة
على الوضع الميداني، وأنه أفضل من سيطرة الإرهابيين" فقال ميدفيديف: هو نفس
الموقف الروسي. (الحوار حرفياً في صحيفة معاريف 9/11/2016)، ولما أراد الفرنسيون
استطلاع رأي "إسرائيل" بالموضوع ردت الحكومة الإسرائيلية رسمياً: "نريد
ترك سوريا على وضعها الحالي. لا نريد إضعاف الأسد، فهو ضعيف ولنتركه، على حاله
لأننا لا نعرف ماذا يأتي بعده" (22/3/2017).
قبل
يومين؛ ذكّر فلاديمير بوتين القيادة في "إسرائيل" بكل ما سبق، ووفقاً
للقناة العبرية الأولى أنه بعث برسالة لرئيس الحكومة الإسرائيلية شدّد فيها على أن
"ضمان استقرار نظام الأسد يخدم المصالح الإسرائيلية في سورية".
عندما
يعمل البيت الأبيض وفقاً لمصالح إسرائيل في سورية، وعندما يحرص حليف أعداء البيت
الأبيض على أمن إسرائيل لدرجة فتح المجال لها أن تضرب حلفاءه الإيرانيين متى شعرت
بتهديد لأمنها، وعندما يتخلى العالم عن المعارضة السورية؛ فهذا يعني أن بشار الأسد
باقٍ بإرادة دولية، ضعيفاً، وتحت وصاية من جلبهم لقمع شعبه...لكن ذلك كله لن ينقذه
من مصيره المحتوم، وإنما سيد في عمره أشهراً أو سنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق