الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-11-22

لا تصدقوا الولايات المتحدة حتى ينطق وليد جنبلاط بجديد - د. حسين إبراهيم قطريب


مهما شرب الزعيم الدرزي الأستاذ وليد جنبلاط من حليب نوق السيد حسن، تبقى عينه في لبن 14 آذار إلى أن يموت ويفارق الحياة، وذهابه إلى فريق الثامن من آذار ليس حبا بهم ولا انخداعا بمشاريعهم، وإنما كان انعطافا تكتيكيا في نهاية رحلة سياسية قطعها الرجل، وكان خطها: بيروت – واشنطن – بيروت – الضاحية الجنوبية قبل الجبل.


زار الأستاذ وليد جنبلاط واشنطن بعد أن فتن بتصريحات السيدة كونداليزا رايز وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بشأن النظام السوري، والتي كانت لا تمرر أسبوعا من دون أن تطالبه بتغيير سلوكه. وبدفع من نوازعه الثأرية لوالده كمال جنبلاط شارك جنبلاط في ثورة الأرز، وذهب إلى الولايات المتحدة مجاهرا بعدائه لغريمه المتهم بقتل أبيه، وطالب الادارة الأمريكية علنا بتحرير سوريا اسوة بما سمي بتحرير العراق.

وبعد أن سمع من الأمريكان ما سمع، وعرف مدى تمسكهم بالنظام السوري وخوفهم من البديل الذي سموه له باحتمالين:

1- احتمال الفوضى في سورية على حدود الكيان الصهيوني، وصفوها له بالأمر السيئ.

2- احتمال وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، وهذا الأسوأ في رأيهم.

عاد الرجل أدراجه خائبا، وأدرك المثل الذي يقول: إن العيش على الفُتات في بلاد الأمن ( دارة 8 آذار الموالية للنظام السوري ) أفضل من أكل لحم الضأن في بلاد الخوف والخطر ( دارة قريطم و14 آذار المعادية للنظام السوري )، فسارع إلى الاعتذار لبشار الأسد، والكلام عن المقاومة، وعن المؤامرة الغربية ضدها، ثم شد الرحال إلى دمشق ليقبل اليد التي كان ينوي أن يكسرها.

كان الأستاذ وليد جنبلاط متفائلا جدا بخروج الجيش السوري من لبنان، وكان يظن ظن المنخدع بأن دور النظام السوري قد انتهى لدى الأمريكان والصهاينة، وإلا لما أخرجوه من لبنان، إنها كبوة ثعلب في السياسة.

لم يدرك أن الدور في حماية الحدود الشمالية لفلسطين مع لبنان قد أوكل إلى السيد حسن ومقاومته الباسلة، وعليه تجاوز الأستاذ وليد جنبلاط كل الخطوط الحمراء، ودعا المعارضة السورية للعمل على إسقاط النظام السوري من لبنان، ورحب حتى بالإخوان المسلمين وأشاد بهم.

ومهما حصل لا تظنوه ينسى ثأره، إنه صاحب الحاسة السادسة فوق الحواس الخمس، وإنه من بني معروف وسيدهم وابن سيدهم !!، فمتى استشرف تغيرا في موقف الإدارة الأمريكية من النظام السوري، ستشرئب عنقه إلى الثأر، وسيكون أول المنشقين عن واقعه الحالي، وأول الزائرين إلى دارة الحريري بقريطم، والمفطرين على لبن 14 آذار، وعندها صدقوا الولايات المتحدة الأمريكية في توجهاتها نحو إسقاط النظام السوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق