الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-11-02

يا صاحب اللاءات أما ترى وتسمع الآهات ؟! - د. حسين إبراهيم قطريب

ياصاحب اللاءات أما قرأت عن مراحل العمل والاستراتيجيات، وضرورة وجود المرونة في خططها عند المنعطفات، إن لاءاتك القطعية المعمقة، إن لم تستدركها، فإنك تعطي مهلة للنظام المجرم مثلك مثل غيرك، ومن أطول المهلات:

-        لا للحوار.
-        لا لعسكرة الثورة.
-        لا للتدخل الخارجي.

ألا ترى أنك في لاءاتك الثلاث تنفي كل الوسائل الممكنة لاسقاط النظام السوري، وهو بطبيعته القمعية الوحشية، وتركيبته العقائدية لا يسقط إلا بإحداها.


فإذا قلت نعم للحوار عبر الوسطاء بأبسط الشروط الإنسانية أو السياسية، فأنت أقوى منه، ولن يستطيع أن يحاورك أبدا، فتفضحه وتسقط شرعيته وكل ذرائعه، وتؤسس لشرعيتك على أسس أخلاقية.

وإذا قلت نعم لعسكرة الثورة فأنت معذور من الناحية الأخلاقية والشرعية (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج : 39]، وأنت فطن ذكي في مسألة استغلال اللحظة المناسبة، فالآن هو الطوفان الذي لا يقاوم، ولعلك لا تدري ماذا سيكون الأمر بعد أيام؟ في ظل قسوة النظام وجبروته، والمراهنات على بقائه داخليا وإقليميا ودوليا، ألم تقرأ عن وأد الثورات وأحلام الشعوب، قتلا وسجنا وتشريدا ورعبا، فهل يكفي في حينها أن تقول لكل جواد كبوة، وتعيش عبدا في ظل استبداد منتعش متجدد لعشرات من السنين الأخرى.

وما العيب في طلب المعونة الدولية على نظام مجرم لايمتلك أي سند شرعي أو أخلاقي، وهو يستعين عليك بكل قوى الأرض المتاحة له بما فيها الصهيونية العالمية، وأنت تمتلك كل المبررات الأخلاقية والقانونية، أليس ذلك هو مطلب للشعب المقهور الذي ولاك عليه وخصص لك جمعة حملت اسمك وصدح فيها بأنك ممثله الشرعي والوحيد ؟.

قل لي بربك إن لم تستبدل لاءاتك تلك بنعم على الأقل لأحدها، كيف ستسقط نظام الوحوش المستأسدة في دمشق؟!، قل لي بربك كيف ستسقط نظاما مدججا بالسلاح ومستميتا في الدفاع عن مكتسباته ؟!.

قل لي بربك كيف ستسقط نظاما خائنا بألوان عدة، ويشغل منصب مدير مكتب التنسيق في حلقات التداخل والصراع بين أكثر من مشروع على أرض الشام الاستراتيجية المباركة.

1-    المشروع الصفوي الرافضي المجوسي، وأدواته في المنطقة، الذي يرى في النظام رأس حربة له في المنطقة، ولن يسمح بسقوطه مهما كلفه ذلك من ثمن.

2-   المشروع الصهيوني ومن يرعاه دوليا، الذي يرى فيه حدودا أمنة، ويخاف من بديله الاسلامي المحتمل.

3-  أصحاب المصالح الرخيصة ( روسيا والصين ).

ويتقاطع أصحابها كلهم في ضرورة بقائه -وإن بدت العداوة بينهم-، ويتقاسمون الأدوار، بتنسيق ومن غير تنسيق، فهذا يدعم على الأرض مباشرة، وذاك يصرح باستحالة التدخل في سورية بأي شكل من الأشكال، ودب لايفقه في سياسة المواقف إلا المساومة الرخيصة، يقول: كم ستدفعون؟،  ثم يستخدم حق النقض المزدوج في مجلس الأمن، والكل بفعله يعطي للمجرم القاتل دعما ونشوة، يجعلانه يطمئن إلى قوته ضد شعب أعزل، كما يطمئن إلى مصيره الآمن من العقاب، فإذا أنتم مستمرون في لاءاتكم، فإنكم من حيث تدرون أو لاتدرون تقولون لاء مركبة أخرى ألا وهي: لا لا  لا  لإسقاط النظام.

هناك تعليقان (2):

  1. لا للحوار...فربما نحن اقوى منه ولكن مجرد وجود الحوار سيعطي النظام القدرة على المماطلة والمماطلة والمماطلة.
    نعم لعسكرة الثورة
    نعم للتدخل الخارجي

    ردحذف
  2. اشكرك دكتور على هذا التنويه وأصبح خيار عسكرة الثورة هوا الخيار الوحيد المطروح على الطاولة بالاضافة الى حظر جوي وهذا ما يرتعد منه النظام الفاجر

    ردحذف