الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-11-14

نظام أسدي حيواني فاقد لقرون الاستشعار بالأخطار! د.حسين إبراهيم قطريب


تتصف الحيوانات بقدرتها الفائقة على الاستشعار بالأخطار قبل حدوثها، فتشعر بحدوث الزلازل والبراكين قبل غيرها من المخلوقات، وبالعواصف المطرية قبل أن تتكون غيومها، كما تتصف بغريزة عدوانية غير منضبطة، حتى ضرب المثل بشريعة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف.
 

وكانت الأسرة الحاكمة في سورية تكنى بالوحش، ثم أبدلتها بالأسد، ومنذ أن حكمت سورية في عام 1970 م برزت الغريزة الحيوانية العدوانية في سلوكها، وغابت عنها تماما صفة الاستشعار بالأخطار، فلم تلقي في يوم من الأيام بالا لعواقب عدوانيتها على الشعب السوري أو على غيره، ومارستها بأقسى أشكالها، فقتلت عشرات الآلاف، وسجنت مئات الألوف وانتهكت آدميتهم، وشردت الملايين وحرمتهم من أبسط حقوقهم ( جواز السفر، وتسجيل المواليد، و..و..و..و..)، ولم تحترم عقيدة دينية ولاقيمة أخلاقية، فانتهكت أعراض الحرائر السوريات أمام أهليهن، فجاء شعار الثورة الأول الموت ولا المذلة.

أربعون سنة على تلك الحالة من القتل والسجن والتشريد وانتهاك القيم والنظام الأسدي الحيواني فاقد لقرون الاستشعار بالأخطار، بدليل أن الشبيح الأول بشار الوحش عندما سئل عن امكانية امتداد الربيع العربي إلى سورية، أجاب بالنفي مطمئنا: إن سورية محصنة، ويقصد محصنة بآلة القمع الوحشية التي مورست على المواطن السوري طيلة أكثر من أربعة عقود.

ومنذ عشرات السنين والمعارضة السورية تطرق باب النظام متعالية على الجراح في سبيل المصلحة الوطنية وخوفا على الوطن، وهو لا يبالي، ويأتي الرد على ألسنة أركانه بصلف، فهذا يقول لم نصدق أننا رميناهم خارج الحدود! فكيف نسمح لهم بالعودة؟ وذاك يتبجح لن يعودوا حتى يمسحوا حذائي هذا بلحاهم !!.

صلف وعنجهية واستكبار وهجوم على السفراء والسفارات العربية والأجنبية لمجرد تصريحات ومواقف انسانية لبلدانها، سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والمملكة المتحدة، والسعودية، وقطر!، وعندما يسألون عن إمكانية التدخل الخارجي يجيبون بالنفي القطعي، دون الشعور بأي خطر داهم، لماذا؟!!.

مسحوا أوربا من الخارطة، والدولار من سوق العملات، وهددوا بحرق الشرق الأوسط، وثقتهم بأسس دعمهم الخارجية لم تتزعز، وأن لا بديل عنهم في سورية!.

وجاءت قرارات الجامعة العربية، وعلقت عضوية النظام في الجامعة، وتابعت البحث في سبل توفير الحماية للمدنيين السوريين مع المعارضة السورية، ومع هيئات المجتمع الدولي، ومع تركيا التي أبدت استعدادها لفرض منطقة عازلة على الحدود، ومع هذا يخرج وزير الخارجية وليد المعلم ويقول مطمئنا للشبيحة لا تدويل للأزمة السورية، لماذا يامعلم ؟!!.

ملك النظام الأسدي الحيواني خلال سنوات حكمه لسوريا كل أنواع القرون ماعدا قرون الاستشعار بالأخطار، ربما لأنه اطمئن لما قدم من أدوار خيانية متنوعة ضد الأمة وقضاياها، ولأكثر من عدو، حتى قيل عنه يوما أنه يخدم المصالح الغربية بالسلاح الشرقي، وحاز على رضى المعسكرين.

وملك هذا النظام الوحشي قرون التيوس المتصارعة في داخله وبين أركانه، ومع شعبه ومحيطه الاقليمي، ومع ضمانة بحفظ ماء وجهه الكالح دائما، وخروجه منتصرا  معنويا ، حتى لو كان مهزوما على الأرض.

واحتفظ بقرون التخلي عن الشرف الوطني، واحتفظ بحق الرد على الكيان الصهيوني دائما، بل امتنع عن الرد عليه، حتى لو حلق بطيرانه فوق قصره، وجال في أجوائه بالطول والعرض، ودمر له مفاعلا نوويا في أقصى عمقه الاستراتيجي، تلك هي الخيانة التي جعلت أمن الكيان الصهيوني من أمنه، وسلبته قرون الاستشعار بالأخطار.
      
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق