الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-11-11

بشار والتخويف من المستقبل - بقلم: د.عامر أبو سلامة


تأليه الذات ظاهرة قديمة حديثة, أعلنها كبار طواغيت الأرض, بلون فاقع, كما قال أحدهم: ( أنا أحيي وأميت) وقال آخر: ( ما علمت لكم من إله غيري) وقال: ( أنا ربكم الأعلى), والأمثلة في هذا كثيرة, ويكفينا في هذه العجالة, المثل لتأكيد هذه الحقيقة.

ومنهم من يجعل لهذه الدعوى أغلفة, وعناوين أخرى, فتراه يمجد نفسه, أو يعظمُه من حوله, حتى يُعطى من الصفات, ما لا يُوصف به إلا رب الأرض والسموات, فهو الذي وفر الطعام والشراب, ولولاه لمات الناس جوعاً وعطشاً, وحتى الأنهار والبحار من إنجاز ثورته.

لولا حكمته, لخربت الأرض وما فيها, ومن فيها, فهو الذي يمسكها حتى لا يكون الخلل الكوني, فهو العقل السابع؟؟!! المدبر لهذا الكون المتصرف فيه, وهذا في التاريخ له قائلوه وأنصاره, من القرامطة والحركات الردية.

هذا الحاكم, هو الذي لا يخطئ ولا يعثر, بل كل ما يقوم به, عز وشرف ونصر, ومن ثم فإن خسارته ربح, وهزيمته أكبر نصر, ومرضه صحة, وضربه حلاوة, وانتكاسته عسل, وجهله علم لا يفهمه إلاّ الراسخون بالعلم الغائصون ببواطن النصوص؟؟!!

وهذا كله من الضلال المبين, والشر المستطير, ومهلكة للحياة, ومرفوض بكل المقاييس, وعلى رأسها مقياس الشرع الحنيف, الذي نهى عن الغلو في الأشخاص, وحرم كل مظهر يمت إلى هذه المسألة بصلة, حتى نبينا- صلى الله عليه وسلم- وهو سيد الأولين والآخرين, نهى أن يتخذ قبره عيداً, وقال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم, ولكن قولوا عبد الله ورسوله.

من هنا, يكون التركيز على توحيد الله وتعظيمه, ووصفه بصفات الكمال العالية, وتسميته بالأسماء الحسنى, والبشر مهما علت رتبهم, يجب أن يتصفوا بصفات التواضع, وإرجاع الفضل لله تعالى أولاً وآخراً.

وبشار الذي يبحث عن البقاء في السلطة, نوّع أساليب عوامل بقائه بالسلطة, فقتل يظن أنه بهذا يطفيء جذوة هذه الثورة المباركة, لكن ثبات هذا الشعب, لقنه درساً, على أن القتل لن يزيده إلاّ صلابة وقوة, ولن يهدأ بركان ثورته إلاّ إذا رحل هو ونظامه.

وأحرق وهدم وشرد وجرح واعتقل, والنتيجة هي هي, تحكي قصة تصميم شعب, على المضي في طريقه, الذي لا غنى عنه, مهما كلف الأمر من تضحيات.

ثم لجأ إلى أسلوب التخويف من المستقبل, فصار يصرح تارة, ويشعرهم أخرى, على أنه لو ذهب بشار ونظامه, سيحل الويل والثبور, وستأتي الكوارث والمصائب, وتتقسم البلاد, وتذهب الوحدة الوطنية, ويرحل السلم الاجتماعي, وسوف تحتلنا قوى الصهيونية, وتسيطر علينا الإمبريالية العالمية, والاستعمار على الأبواب, والسلفية لكم بالمرصاد, وتقوض ركائز الدولة, وتحكمنا القوى الإرهابية؟؟!!

إلى غير ذلك من هذا الهراء, وهذا الخطاب الذي شب الناس عن طوقه, والشعب السوري, شعب واع, لا تنطلي عليه مثل هذه الترهات, وهذه المقولات المرذولات التافهات.
يا بشار ارحل ثم ارحل, ولا غير ذلك, فسورية بدونك, أجود وأجمل وأروع وأكرم وأفضل وأحسن وأرقى وأعلم وأكمل وأرفع.

فدعك من هرائك, وانشغل برحيلك, قبل فوات الأوان. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق