الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-12-02

ثورة الشباب العربي - بقلم: د. خالد أحمد الشنتوت


إن الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال : [ تكون فيكم النبوة ماشاء اللـه أن تكون، ثم يرفعها اللـه إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، تكون ماشاء اللـه أن تكون، ثم يرفعها  اللـه إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ماشاء اللـه أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ماشاء اللـه أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت ]([1]).


وهانحن نشهد رفع الله عزوجل للحكم الجبري الذي سيطر على الأمة العربية والإسلامية منذ مطلع القرن العشرين، وتربى جيلنا على الخضوع للحكم الجبري، حتى صار جيلاً يتوزع رجاله بين الجبن، والنفاق، والمثالية، والتشرذم، والفردية،.... وكلها عوامل ساعدت الحكم الجبري على البقاء والاستمرار زهاء قرن من الزمن، لأنه بدأ بانقلاب أتاتورك مطلع القرن العشرين، وسبحان الله هاهي تركيا من طليعة الدول التي رفع الله عنها الحكم الجبري، ويرفعه الله عزوجل إذا شاء أن يرفعه،وقد بين الله لنا قوانينه الاجتماعية والسياسية  عندما قال : {إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }، فالقوم يغيرون ما بأنفسهم، ثم يغير الله أحوالهم، أوقل يرفع عنهم الحكم الجبري....

وشبابنا اليوم يختلفون عنا، فهم أقل جبناً، وأقل نفاقاً،وأقل تشرذماً إن شاء الله تعالى، حتى صرنا معاشر المعارضة الخارجية نفتخر أننا تبع للشارع السوري في الداخل، أي تبع للشباب في الداخل، لم لا، وهم يقدمون أرواحهم في سبيل الله عزوجل، وسالت دماؤهم تطهر رجس جيلنا الذي سكت ورضخ للحكم الجبري ....

أٌقول رضخ بشكل عام، أما الشباب المسلم في سوريا في الثمانينات فيجب أن نشهد أنه قال للحكم الجبري ( لا) وقال له ( ارحل ) ولكن ذلك كلف الكبار والصغار، الرجال والنساء، تكلفة باهظة، زهقت خلالها عشرات الألوف من الأرواح البريئة الطاهرة....

ولما كنت في الجزائر كنت أعجب من أمر عبّر عنه البوطي الذي داوم على زيارة الجزائر كل صيف، قال [ أرى في الجزائردعوة ولا أرى دعاة]، وهذه حقيقة كنت أراها، وكنت أفسرها ببركة أرواح المليون ونصف شهيد الذي قدموا أرواحهم في سبيل الله عزوجل ... كنت أرى صغارالدعاة يقدمون عشرات الجهود، فتأتي النتائج بالمئات والآلاف....

واليوم أبشروا يا شباب فلن تذهب أرواحكم رخيصة، خاصة وقد غيرتم ما بأنفسكم، أخرجتم منها الجبن والنفاق والتشرذم، فسيأتي نصر الله، ويرفع الحكم الجبري عن سوريا وليبيا واليمن كما رفعه عن تونس وأرض الكنانة، وأسال الله أن يغفرلذلك الشاب بوعزيزي إنه غفور رحيم....

وسيرفع الله الحكم الجبري عن العرب، وتسود فيه الديموقراطية، وبعد أن ترسخ فيه الحياة الديموقراطية، لن يرض العرب غير الإسلام، الإسلام الذي أنزله الله عزوجل، كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه [ أيها الناس: قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسات فقوموني، أطيعوني ما أٌقمت فيكم كتاب الله، فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم ]... وأعتقد أن الحكومة المدنية الديموقراطية تمهيد لعودة الخلافة الراشدة كما جاء في الحديث، والخلافة الراشدة هي الشورقراطية كما قال محفوظ النحناح يرحمه الله... والله على كل شيء قدير....

الدكتور  خالد أحمد الشنتوت    باحث في التربية السياسية   


([1]) رواه البزار ، وأخـرجه الطبراني في الأوسـط ، ورواه أحمد في مسنده واللفـظ لـه ، (4/273) . والسلسة الصحيحة للألباني (1/8) رقم (5) .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق