الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-12-27

مفاهيم إسلامية - بقلم: د. خالد أحمد الشنتوت


الصهيونية
كثيراً مايتجادل بعض الناس، وينفرون من بعضهم، لأن كلاً منهم يتكلم في واد يختلف عن وادي الآخر، وسبب ذلك أنهم لم يحددوا المفاهيم...

وأول هذه المفاهيم الصهيونية وهم اليهود الذين احتلوا فلسطين وطردوا أهلها منها، ويعملون على تأسيس امبراطورية صهيونية تحكم العالم كله، وتتخذ العرب والمسلمين خدماً لهم.


ويتضح أنه ليس كل يهودي صهيونياً، فهناك من اليهود من يحارب الصهيونية، موزعين في العالم، بعضهم صامت، وبعضهم أعلن وصرح بذلك وناله أذى من الصهيونية العالمية...وقد يكون بعض اليهود الموجودين في فلسطين أصلاً ليسوا صهاينة، لكن الموجة العارمة جرفتهم، فصمتوا...

وبالطبع كل صهيوني يهودي، فليس صهيونياً حقيقاً من غير اليهود، وإن كان من يخدم الصهيانة، وفي كثير من الأحيان نجد منهم صهيونياً أكثر من الصهاينة...أي خدم الصهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم، وقد يكون الطواغيت العرب من هذه الشريحة...صهيونيون أكثر من الصهاينة...

وأعترف بخطئي اليوم لأنني لما كنت شاباً في الثلاثينات من عمري وكنت مدرساً في الجزائر، وكنت أصب جام غضبي على اليهود في دروسي في علم الاجتماع السياسي، ( دوركايم، ماركس، فرويد...)  ولما اعترض طالب أوربي غالباً يهودي يحمل الجنسية الجزائرية، وقال لي: لماذا تكره اليهود يا أستاذ؟ فقلت له لأنهم أساس البلاء في العالم...قال: لكن أبو مدين قال: نحن لا نكره اليهود، وإنما نكره الصهاينة فقط...عندئذ احمر وجهي غضباً وكتبت قول الله على السبورة ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود...) وتوجهت إلى الفصل (ثالث ثانوي) وقلت هل نطيع الله أم أبو مدين فأجابوا بصوت واحد نطيع الله... (للمزيد راجع مذكراتي الجزائرية في موقعي على الانترنت). واليوم أعترف بخطئي، كما أعترف بحلم الأمن الجزائري  ‑ أو غفلتهم ‑ زمن أبي مدين....

واليوم أعلن أنني لا أكره اليهودي لأنه يهودي، بل أشفق عليه لأنه إنسان سيعذب في جهنم، وأتمنى أن أنقذه من النار، ولايجوز لي قتله لأنه يهودي ‑إن لم يعتدي على المسلمين- وأذكر جملة حفظتها من الأخ اللبناني ( مولوي) يرحمه الله، من موضوع كتبه في مجلة المجتمع ( لا يجوز أن نقتل الكافر لأنه كافر فقط)....

القرمطية والصفوية
القرامطة حركة باطنية هدامة أسسها حمدان قرمط في منطقة البحرين في القرن الثالث الهجري،  (ظاهرها التشيع لآل البيت، وحقيقتها الإلحاد والإباحية وهدم الأخلاق والقضاء على الدولة الإسلامية، وأسسوا دولة شيوعية في النساء والملكية كما كان مزدك من قبل، ويرون أن شيوع النساء والملكية يزيل التباغض ويزيد الألفة والمحبة، وألغوا الصوم والصلاة وسائر الفرائض الأخرى، والجنة هي نعيم الدنيا، والنار هي اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصيام والحج والجهاد، دامت هذه الحركة قرابة قرن من الزمان، وسيطرت على رقعة واسعة من جنوب الجزيرة العربية ووصلوا إلى الشام(السلمية)ومصر([1])، أباحت نكاح المحارم والغلمان، وعطلت شرائع الإسلام، وقطعت طريق الحج عدة سنوات،وأخيراً  هجمت على الحجاج يوم التروية في المسجد الحرام بمكة المكرمة عام (319) هـ ؛ وقتلوا ثلاثين ألفاً من الحجاج وأهالي مكة، ورموا بعض الجثث في بئر زمزم، كما سبوا ثلاثين ألفاً من النساء والأولاد من أهل مكة....

· والصفوية حركة بعث للقرمطية، قام بها الشاه إسماعيل الصفوي،في القرن التاسع الهجري، جعل الشيعة في إيران (75 %) بعد أن كانوا (25 %) ونكل بالمسلمين والعلماء، وقتل في يوم واحد مائة وعشرين ألف مسلم من اليوزبك...وبدأ بالتوسع فاحتل الممالك في العراق وخراسان، وتوجه إلى الأناضول، وهناك قابله السلطان سليم الأول العثماني يرحمه الله بجيشه وانتصر العثمانوين على الصفويين في معركة ( جالديران) وبعدها بسنوات قليلة مات الشاه إسماعيل الصفوي شاباً بعد أن أدمن معاقرة الخمرة....

· وفي القرن العشرين قام الخميني ببعث القرمطية، فثار ضد الشاه رضا بهلوي، فقضى على الشاه وطرده من إيران، وطرح  الخميني شعار تصدير الثورة الإسلامية ويقصد به نشر الصفوية والقرمطية في العالم الإسلامي، ومن أهم أهدافهم القضاء على العرب المسلمين، كما فعل سيدهم ( أبو لؤلؤة المجوسي) عندما اغتال الخليفة الثاني عمربن الخطاب رضي الله عنه.... وبالغوا في التقية والباطنية، فيدعون أنهم أعداء أمريكا ويسمونها الشيطان الأكبر، ويدعون أنهم سيحررون فلسطين من الصهاينة، وقد صدقهم بعض العرب الغافلين....( ومن أهم ماجاء به الخميني ولاية الفقيه، ورفع مقام الفقيه إلى مقام الإمام المعصوم، لا يجوز لأحد أن يخطئه حتى لو كان مجلس الشورى، وفي هؤلاء الأئمة يقول: إن لأئمتنا مقاماً محموداً ودرجة سامية لايبلغها ملك مقرب ولانبي مرسل ([2])).

· وقام النظام الأسدي في سوريا بإحياء القرمطية والصفوية، بمزيد من التقية والباطنية، حيث يطرحون الشعارات البراقة التي تخدر العرب الغافلين، ويدعي النظام الأسدي أنه نظام الصمود والتصدي للصهاينة وللإمبريالية زمن حافظ الأسد، ونظام الممانعة زمن بشار الأسد، وهم في الحقيقة ينسقون مع الصهاينة صباح مساء، ويحمون حدود الصهاينة الشمالية، من سوريا ولبنان ضد المقاومة، بعد أن قضوا على كل فصائل المقاومة، وحصروها بحزب اللات في الجنوب اللبناني....وقضوا على (موسى الصدر) الداعية الشيعي العربي بالتعاون مع ابن عمهم المقبورالقذافي جزاه الله مايستحق، كي يقيموا الصفوية، وسلموها لحزب اللات بقيادة حسن نصر اللات المتخرج من ( ق-م)، وهذا يؤكد طرحي أنه ليس كل الشيعة صفويين...

· وقف العراق الشقيق برجاله وبأموال دول الخليج المباركة ثمان سنوات في وجه قرامطة الخميني، حتى دحرهم، وأجبر الخميني على قبول وقف إطلاق النار، فقال أنه قبل بوقف لإطلاق النار كمن يتجرع السم...ومات بعد ذلك بقليل...

· ووقف النظام الأسدي مع الصفويين الذين أرادوا احتلال العراق...
وقدم لإيران التسهيلات التالية:
1 - منعت العراق من تصدير نفطه عن طريق خط الأنابيب المار في سوريا، وحرمت الشعب السوري من (650) مليون دولار سنويا ًكانت تعود على سوريا من خط النفط العراقي.

 2 - سمحت للطائرات الإيرانية بالهبوط في المطارات السورية في البادية السورية، كي تتزود بالوقود، لتعود إلى قصف العراق الشقيق في طريق عودتها إلى إيران.وهكذا تتزود الطائرات الإيرانية بالوقود والصواريخ من إيران فتقصف العراق الشقيق البعثي، وتهبط في المطارات السورية على حدود العراق كي تتزود ثانية ثم تقصف العراق في طريق عودتها إلى إيـران.

3- اشترت سوريا النفط الإيراني المنقول بالناقلات محاولة لتعويض حصتها من النفط العراقي. وتشجيعاً للاقتصاد الإيراني إبان الحرب.

4 - استوردت الأسلحة من دول غربية على اسمها لصالح إيران، عندما تظاهرت الدول الغربية أنها فرضت حظراً على مبيعات السلاح لإيران.بتحريض من السوفيات أنفسهم ([iii]).

5- أرسلت ضباط أمن ووحدات خاصة لتدريب القوات الإيرانية، ومساعدتها في جبهات القتال، ويقول نظام صدام أنه أسـر بعضهم في الحرب .

6- سهلت وصول الشيعة الخليجيين إلى سوريا ومنها إلى إيران للتدرب على الأعمال العسكرية وعمليات التخريب. ومنحتهم جوازات سفر سورية لهذا الغرض.

· واليوم يحاول ( أحمدي نجاد) بعث القرمطية والصفوية، عندما ساعدت إيران أمريكا في احتلال أفغانستان والعراق، كما صرح بذلك الخامئني نفسه، عندما قال  لولا مساعدة إيران ما استطاعت أمريكا احتلال أفغانستان والعراق....

وصار العراق تابعاً لإيران، يدور في فلكها، وطمعت إيران فطرحت شعار الهلال الشيعي، أي استكمال سوريا ولبنان، بعد أن سيطروا على العراق...ليكتمل الهلال الشيعي، أو قل الطوق القرمطي على الجزيرة العربية مادة الإسلام وحصنه....

ولابد من التنويه إلى أنه ليس كل فارسي صفوي، وليس كل شيعي صفوي، بل كل صفوي وقرمطي فارسي وليس كل فارسي صفوي أو قرمطي، وكل صفوي أو قرمطي شيعي وليس كل شيعي قرمطي أو صفوي...

واليوم تضع إيران امكاناتها لحماية النظام الأسدي في سوريا، كي تقيم الهلال الصفوي الذي طرحته كشعار منذ عشر سنوات...ويقاتل جنود الحرس الثوري في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية المباركة، كما يقاتل معهم جنود حزب اللات  القرمطي، وجنود جيش المهدي الصفوي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق