الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2011-12-24

الأسد وقد بلغت الحلقوم – بقلم: أحمد النعيمي


جاءت الثورة السورية لتكشف ما عانه السوريون على مدى أربعين عاماً من الخوف والقتل والإجرام والإرهاب، وأبشع أنواع التعذيب، الذي عاشوا فيه تحت ظل نظام بيت الأسد الوحشي، وعملت على فضح هذا النظام وتعريته، وفضيحته بأنه نظام مقاومة وصمود ضد شعبه فقط!! بل وأثبتت الثورة السورية أن هذا النظام الذي يحكمهم لم يشهد التاريخ له مثيلاً بالبشاعة والإجرام والإرهاب، وزاد عل بقية الأنظمة الإجرامية بالكذب والتضليل، وفي كل مرة يلجأً بها إلى الكذب كان الشباب السوري – الواعي– له بالمرصاد، يرد أكاذيبه إلى جعبته المتخمة بالعار والإجرام والإرهاب والقتل والتضليل.


وبتفجيرات دمشق التي استقبل بها الأسد لجنة المراقبين العربية – وليست هذه عادة العربي الأصيل في استقبال ضيوفه– عادت لتنكشف فضيحة جديدة من إرهاب هذا النظام الدموي، وقتله للقتيل والسير بجنازته، إذ كان هذا المجرم يعد العدة لاستقبال "اللجنة" ويخطط لهذا الاستقبال وبسبق الترصد، وذلك من خلال عدة شواهد وتجهيزات لهذه الحفلة الدموية، ومنها:

الشاهد الأول: الأسد يصرح لصحيفة "الصنداي تايمز" زاعماً أن ما يجري في سوريا حرب بين القوميين العرب والإخوان المسلمين، وفي حال رحيله فإن المنطقة ستتحول إلى زلزال، وتنفجر عشرات الأفغانات، لتحول الشرق الأوسط إلى جحيم، في حال تدخل الغرب في سوريا.

الشاهد الثاني: وزير الدفاع اللبناني يمهد لهذه التفجيرات حيث أعلن عن دخول القاعدة من لبنان إلى سوريا.

الشاهد الثالث: إنشاء موقع من قبل شبيحة الأسد، باسم جماعة الإخوان السوريين في منتصف هذا الشهر وبالتحديد في التاسع عشر منه، وبدء ينشر فيه تبني الجماعة لعمليات إرهابية داخل سوريا، بينما الموقع الرسمي لجماعة الإخوان معروف وينشرون فيه مواقفهم ورؤاهم منذ سنوات.
الشاهد الرابع: شبيح أسدي يسجل نفسه في منتديات المنهج الإسلامية في يوم وقوع الانفجارين في دمشق.

الشاهد الخامس: شباب الثورة السورية وجهوا دعوة للتجمع يوم الجمعة في دمشق واحتلال ساحة الأمويين، مستغلين وجود لجنة المراقبة لعلهم يتخذوا من هذه الساحة بؤرة للتظاهر، كما كان عليه حال ميدان التحرير في القاهرة.

ولم تكد لجنة طليعة المراقبين العرب تحط رحالها في دمشق، إلا ودوى في حي كفر سوسة تفجيران كبيران أوديا بعشرات القتلى، ليعلن النظام من فوره بأن القاعدة والإخوان المسلمون هم من يقف خلف هذه التفجيرات، ولإثبات التهمة على القاعدة قام الشبيح الالكتروني الذي سجل في منتديات المنهج واخطأ في كتابه اسمه وسجله باسم "ألو مصعب السوري" بإنزال بيان رُوس باسم قاعدة الجهاد في سورية الأسد وزعم أن الكتيبة التي قامت بهذه التفجيرات تسمى " كتيبة الشهيد باسل الأسد"، وأُنزل بيان آخر في الموقع المزيف لإخوان سوريا جاء فيه تبني الجماعة لهذه التفجيرات، وأعجب ما في هذين البيانين أن الأول قد أخطأ في كتابة اسمه وسجل في نفس يوم حدوث الانفجارات، ولم يتبنى أي موقع جهادي هذه العمليات إلا هذا الشبيح "ألو مصعب"!! وكذلك فالقاعدة لا تعترف بالنظام الأسدي ثم تروس بيانها بسوريا الأسد، وتسمى الكتيبة باسم الفاطس باسل وتدعوه شهيداً، وهم يخرجون هذه الفرقة من ربقة الإسلام!! بينما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وعلى لسان الناطق باسمها الأستاذ "زهير سالم" نفيها هذه التهم وبراءتها من هذا الموقع المزيف وتحميل النظام الأسدي الإرهابي هذه العمليات وذلك على موقع الجماعة، ثم هل يعقل بعد هذا كله أن تتبنى هذه العمليات جماعتان مختلفتان في نفس الوقت!!

ولكن أكذوبة هذا القاتل لم تنجح في الوصول إلى هدفها، كحال كل أكاذيبه السابقة، والتي حاول أن يضرب بها أكثر من عصفور، الأول: تأكيد مقولة الأسد بوجود إرهابيين داخل سوريا، وعصابات مسلحة وقاعدة وإخوان، وهذه المرة ليس بالكلام فقط كما فعل القذافي من قبل، وإنما تفجيرات مختلفة، ذاق العراقيين ويلاتها من قبل ومنذ عدة أيام فقط، واليوم يذيقها للشعب السوري!! أي أنها تفسير حرفي للزلزال الذي هدد به من قبل!! والثاني: إثارة الرعب في قلوب المراقبين وتحجيم تحركاتهم، ودفعهم إلى التحرك وفق ما يخطط لهم الأسد وتحت حمايته، ومراقبته. والثالث: إشغال الرأي العام وإلهائه عن الجرائم التي ارتكبها وما زال بحق الشعب السوي، ليتحول من جلاد إلى ضحية، والرابع: منع وصول الثورة السورية إلى ساحة الأمويين واستيطانهم فيها، وتحويلها إلى ساحة رعب جديدة. 

ورغم كل هذه المسرحيات والاتهامات والتخبط إلا أن حبل الكذب جد قصير، والأصابع كلها تشير إلى أن الفاعل الحقيقي لهذه الجريمة الجديدة هو النظام الأسدي الإرهابي، والذي كان يهدد رئيس مخابراته المفتي حسون من مدة بنقل عملياتهم الإرهابية إلى دول العالم كله إذا ما حاول منعهم من إرهاب الشعب السوري، لأن الضحايا الذين سقطوا في هذه العميلات كلهم مدنيين ولم يصب أحد من المخابرات الذين تم أعطاهم إجازات مفتوحة وطلب منهم ألا يأتوا إلى الدوام إلا بعد الاتصال بهم، بل ذكر أحد المعارضين ان ضحايا التفجير هم شهداء قتلهم النظام الارهابي، ووضعهم في هذه المقرات ثم فجر بهم السيارات، وقد حدثني واحد من محافظة ادلب أنه بعد ان قاموا بدفن شهداء مجزرة توقيع البرتكول عاد الأمن إلى نبش قبورهم وسرقتها، وهوما يؤكد صدق رواية المعارض السوري.

وهذا التخبط من قبل هذا النظام الإرهابي الدموي لا يدل إلا على حقيقة واحدة؛ وهي أن الأسد قد وصل إلى مرحلة النزع الأخير، ووصلت روحه إلى الحلقوم، فلم يعد يدري بأي كيفية يدفع عن نفسه الموت الزؤام الذي يتربص به، ولا عجب!! ولكن الكلمة للجامعة العربية: نقول لهم ماذا تفعلون بعد اليوم في دمشق بعد أن كذبتم مئات الآلاف من الفيديوهات وزعمتم أنكم قادمون لدمشق لتقصي الحقائق، فهل لا زال بعد كل هذا الإرهاب والقتل والكذب من حاجة للتحقق، عودوا إلى مقر جامعتكم واعقدوه من جديد وقوموا بواجبكم، بدل أن تلعنكم شعوبكم ويكون مصيركم نفس المصير الذي يعيشه المجرم الأسد، وقد بلغت روحه الحلقوم!!

احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق