أوضحَّ
الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أنَّ للمتَّقين مكانة ومثوبة مميَّزة، فقال
تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ﴾ الدّخان:51، وقال أيضًا: ﴿إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ الذّاريات:15؛ وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَنَعِيمٍ ﴾ الطّور: 17؛ وقال
أيضًا: ﴿إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ القمر:54؛ وقال جلَّ وعلا: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ
وَعُيُونٍ﴾ المرسلات:41.
بل
جعل سبحانه وتعالى «التَّقوى» معيارًا للتَّمييز بين البشر، ومعيار التَّكريم والتَّفضيل، فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ
وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ﴾ الحجرات: 13.
لكنْ
من هم المتَّقون؟ وما هي صفاتهم؟ وهل تركها سبحانه وتعالى للبشر يزيدون فيها أو
ينقصون؟
لقد
بيَّنها الله تعالى أجمل بيان، وفصَّلها أكمل تفصيل، في صفاتٍ واضحة ظاهرة جليَّة،
لمن أراد أن يكون منهم، فقال تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن
تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ
وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ
أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ
الْمُتَّقُونَ﴾البقرة:177.
وقدْ
جمعتُها في قولي:
مَنْ يَبْتَغِي مَعْرِفَةً فِي
المتَّقِينْ
|
|
فَمَـا لَهُ غَير قَوْلِ الحَقِّ
المُبِيـنْ
|
مَــنْ قَـالَ ربُّهـمُ فِي كَـلامِــهِ
|
|
إِنَّهُــمُ فِي مَقَامِـهُمُ
الآمِيــنْ
|
هَـذِيْ صِــفَــاتٌ أُبيِّنُهُــا
لَـكُــمْ
|
|
لَعَلَّ نُفُوسَ النّاسِ مِنْهَا
تَلِينْ
|
إِيْمَـانٌ مُطْلَـقٌ بِاللــه قَـدْ
خَــلا
|
|
مِنْ قَوْلِ شِرْكٍ أَوْ عِبَادَةٍ
تُهِينْ
|
وَاليَــوْمِ الآخِـرِ الَّذِي
فِيْهِ تَكُونْ
|
|
صَحَائِفُ الشَّمَائِلِ دُونَ
اليَمِينْ
|
والملائكةِ الكِرَامِ الكَاتِبينْ
|
|
وَالكُتْبِ مِنْ بَعْدِهِـمُ
والنَّبيِّينْ
|
وَآَتى المـالَ عَلَى حُبِّــهِ
فِيمَـنْ
|
|
كَانَ ذَا قُرْبى أَوْ يَتِيْمًا
أَوْ مِسْكِينْ
|
أَوْ كَـانَ عَابِـرًا مِـنْ ذَوِيْ
حَاجَـةٍ
|
|
سَبِيْلُهُ فِي الرِّقَابِ
وَالسَّائِلِينْ
|
آَتَى الزَّكـاةَ بَعْدَ إِقَامِ
الصَّــلاهْ
|
|
فَرْضَانِ ثَابِتَانِ مِنْ أُصُولِ
الدِّينْ
|
وَالمـوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِنْ
عَاهَدُوا
|
|
لَـمْ يَرْكنُوا يَوْمًا لِقَــوْلِ
الخَائِنِيـنْ
|
وَفِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لا
جُـزُوعْ
|
|
هَذِيْ خُلَّةُ الحَامِدِينَ
الصَّابِرِينْ
|
أُولئِــكَ الذِينَ كَانُـوا
صَـادِقِينْ
|
|
لَمْ يَخْشَوْا يَوْمًا إِلا رَبَّ
العَالَمِينْ
|
د. محمد عناد سليمان
3 / 4 / 2015م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق