كنت وصديقي الحمصي نتنزه في إحدى حدائق
اسطنبول الغنّاء، عندما لفت نظرنا مجموعة من الصبية مع كلبة شقراء جميلة يلاعبونها
بكرة حمراء صغيرة، فكانوا يرمون الكرة فتسرع الكلبة لالتقاطها والهرب بها بعيداً عن
الصبية الذين يلاحقونها حتى يأخذوا الكرة منها ويرمونها ثانية لتسرع الكلبة فتمسك بها،
وبينما الكلبة تلهو مع الصبية بالكرة ظهر كلب أشقر رشيق راح يلاحق الكلبة ويتعرض لها
لعلها تعطيه (ريق حلو) كما يقول المثل السوري، لكن الكلبة لم تلتفت له وظلت تلاحق الكرة،
وحاول الكلب ثانية وثالثة ورابعة فلم يجد من "المعشوقة" لا ريق حلو ولا حتى
نظرة، فلما يئس منها تركها ووقف بعيداً ينظر إليها نظرة كسيرة وأطلق صرخة موجعة، فالتفتَ
إليّ صديقي الحمصي وسألني:
- أتعرف ما يقول هذا العاشق المسكين
؟!!
قلت :
- لا ، فهل تعرف أنت؟!
قال بكل ثقة :
- طبعاً
فعجبت له بهذه الثقة من علمه بلغة
الكلاب ، وعدت أسأله:
- فماذا يقول هذا الكلب الولهان ؟!!
أجاب صاحبي :
- الكلب قال للمعشوقة التي فضلت الكرة
عليه: تضربي أنت والكرة!!
فسألت صاحبي متعجباً:
- لكن، كيف ومتى تعلمت لغة الكلاب
؟!
قال :
- ألا يكفي أني عشت خمسين عاماً في
عهد "آل الأسد" الذين عيشونا عيشة الكلاب!
وانفجر صاحبي ضاحكاً ضحكة صاخبة لم
تلبث أن ماتت على شفتيه، وانخرط فجأة في بكاء مرير!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق