الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2015-01-28

رجالات سورية الحلقة السابعة الكاتب والمفكر الوطني: (رشدي الشمعة) بقلم: محمد فاروق الإمام

ذات نهار عربي من عام 1916 كان كوكبة من عشاق الحرية العرب يتأهبون لملاقاة الموت أمام المشانق التي نصبها جمال باشا السّفاح في دمشق وبيروت بعد محاكمة صورية في سجن عالية بلبنان، وبين هذه الكوكبة كان حسن رشدي بن أحمد رفيق باشا بن سليم الشمعة. شهيد، من الكتاب الأعيان. حسيني الأصل، انتقل أسلافه من وادي العقيق بالحجاز إلى دمشق سنة 825 ه.
ولد بدمشق عام 1865م، درس في اسطنبول الأدب والقانون وتخرج من معاهدها عام 1886م وتزوج من ابنة الأميرلاي سليمان بك الميرلاتي عام 1886م، عمل كاتباً وأديباً، كما عين رئيساً لكتاب مجلس إدارة الولاية والمدعي العام للمجلس.

ألف عدة روايات وطنية مثلت على مسارح دمشق، تجلت فيها أروع معاني القومية العربية, وأشهر هذه الروايات مسرحية "طارق بن زياد" التي قامت بأدائها فرقة مدرسة مكتب عنبر عام 1908م في حديقة الصوفانية قرب باب توما, وقد أدى عرضها لحدوث إشكالات عديدة تمخض عنها حقد أعمى من الاتحاديين الأتراك الذين لم يستطيعوا التعرض له نظراً للحصانة التي يتمتع بها.
انتخب نائباً عن دمشق في البرلمان العثماني وهناك ارتفع صوته عالياً هو وزملاؤه العرب تحت قبة مجلس (المبعوثان) ضد سياسة التتريك ودعا لمكافحتها.
شارك في تأسيس عدة أحزاب تهدف لتحرر العرب من سلطة الاتحاديين الأتراك منها المنتدى الادبي المؤسس عام 1909م, الحزب المعتدل الحر 1908م, الجمعية القحطانية 1909م، الجمعية اللامركزية 1912م.
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى ووصول جمال باشا السفاح لقيادة الجيش الرابع جاء دور الحساب عن الماضي وشكل المجلس العرفي في عاليه الذي تولى مهمة إصدار الأحكام ضد رجالات العرب البارزين, وصدرت أحكام الإعدام بواحد وعشرين شخصاً بقوا مصممين حتى آخر لحظات التحقيق على هويتهم العربية ومطالبهم بالاستقلال.
كانت خلاصة قرار الاتهام الموجه لرشدي بك هو: (كان قد ألقى في دور التمثيل محاضرات تشجع الانفراد العربي واستقلاله، وكان مشتركاً في تشكيلات الجمعية اللامركزية وفي جميع تشبثاتها السرية بصفته عاملاً لها).
يوم 5/5/1916م تم نقل رشدي الشمعة وستة من رفاقه بالقطار من عاليه إلى دمشق حيث أودعوا لدى وصولهم دائرة الشرطة، وفي الثالثة صباحاً يوم 6/5/1916م أنيرت ساحة المرجة بكاملها استعداداً لتنفيذ الأحكام، وقد بدأوا بشفيق مؤيد العظم وانتهوا برشدي الشمعة، وكان جمال السفاح يقف في شرفة بناية العابد يراقب الموقف.
تحدى أهل دمشق الاتحاديين الأتراك فكتبوا على شاهدة قبره: (هذا ضريح شهيد الأمة العربية حسن رشدي الشمعة ابن المرحوم أحمد رفيق باشا توفي صباح السبت الواقع في 4/ رجب/1334هـ الموافق 6/أيار / 1916م).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق