بداية ندين بشدة أي فعل إرهابي يستبيح
قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فمن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في
الأرض فكأنما قتل الناس جميعا.. فنعم لحرية التعبير ولا للإرهاب الفكري الدموي.
ولكن الذي يثير في النفس لواعج الألم
المعايير المختلفة التي يتبناها الغرب في سياسته وعسكرته وأحكامه وإعلامه تجاه
العرب والمسلمين، وكيله في مكيالين غير منصفين ولا عادلين عند موازنته للأمور،
فكيف لنا أن نفهم وهو يريد أن يسوق مقولته الخرقاء: "إن تعلق الأمر بنشر
الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم فهو ضرب من ضروب حرية الرأي، وإن تعلق الأمر
باليهود صار ضرب من ضروب المعاداة للسامية"!!!
نعم ما حصل في "تشارلي ابدو"
مدان بشدة لأنه أساء الى نبينا وإلى ديننا أكثر مما أساءت الرسوم.. دعهم يرسمون
ويكتبون ما يشاؤون فنبينا وديننا أكبر وأعظم من أن نرد على هذه التفاهات فقد قال
الله تعالى في القرآن الكريم:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ
وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ
إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا
يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ
مُحْسِنُونَ) آية: (125-128 سورة النحل).
ولكن في المقابل هناك نفاق في الغرب؛ فعندما
يتعلق الأمر بحرية التعبير فجريدة "تشارلي ابدو" كان اسمها "هارا
كيري" وقد أصدرت عدداً يحمل عنواناً يسخر من وفاة الجنرال ديغول يقول "رقصة
مأساوية في كولومبي – مقر اقامة ديغول – تسفر عن مقتل شخص واحد".
فقامت السلطات الفرنسية بحظر الصحيفة
على الفور. وآنذاك سارع محرروها بإصدار مجلة "شارلي ابدو".
فهل الجنرال ديغول أفضل من نبينا
الكريم الذي حرر الإنسان من عبودية الإنسان للإنسان إلى عبودية الواحد الديان،
فعندما يتعلق الأمر بالإساءة للجنرال ديجول تصبح حرية التعبير (إساءة) وعندما
يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين والإساءة إلى دينهم ونبيهم يصبح الأمر حرية تعبير
مقدسة.. فأي معدة يمكن أن تهضم مثل هذه النظرية الخرقاء حتى وإن كانت معدة حيوان
أسطوري كمعدة ديناصور على سبيل المثال!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق