الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2017-07-05

الإسلام السياسي – بقلم: د. أحمد محمد كنعان

   
الإسلام السياسي وصف ملتبس روجت له الأنظمة والدول المعادية للحل الإسلامي الذي نادت به "الحركات الإسلامية" في سياق الصحوة الإسلامية المعاصرة ضد الأنظمة العلمانية الدكتاتورية التي تسلطت على البلدان العربية والإسلامية في العصر الحديث !
        ويعتقد الذين يروجون لهذا الوصف أن أهداف الحركات الإسلامية ليست أهدافا دينية وإنما هي أهداف سياسية، فالحركات الإسلامية – في زعم هؤلاء – تتخذ من الدين ستارا لتحقيق أغراض سياسية بهدف الوصول إلى السلطة والانفراد بها!

        وترد الحركات الإسلامية على هذه الادعاءات بأنها ادعاءات مغرضة، هدفها إبعاد الإسلام عن الشأن العام، وترد الحركات الإسلامية على هذه الادعاءات بأن ممارستها للسياسة تنبع من إيمانها بأن الإسلام "نظام شامل لمختلف أوجه الحياة : السياسية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية...) وترى هذه الحركات تمارس السياسة لاعتقادها الراسخ أن الإسلام هو أفضل نظام لبناء الدولة باعتباره تشريعا سماويا أسمى وأحكم من الأنظمة البشرية الوضعية؛ وقد أثبت الإسلام صلاحيته وقدرته على القيام بهذه المهمة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما أسس دولة المدينة، وما فعله الخلفاء الراشدون من بعده .
        وقد حرص خصوم الحركات الإسلامية على ترويج وصف "الإسلام السياسي" وإلصاقه بالحركات الإسلامية لتصوير هذه الحركات بأنها تتخذ من الدين ستارا لتحقيق أغراض سياسية كما قدمنا؛ ويتكئ هؤلاء الخصوم على هذا الزعم لتبرير عداوتهم للحركات الإسلامية، وتبرير رفضهم لتطبيق الشريعة الإسلامية الذي تنادي به هذه الحركات !
        لكن؛ بالرغم من الانتقادات الحادة التي توجه إلى الحركات الإسلامية، وبالرغم من الحملات الأمنية المتلاحقة ضدها؛ فقد استطاعت أن تصبح قوة سياسية معارضة يحسب حسابها في مختلف البلدان العربية والإسلامية، بل نجح بعضها بالوصول إلى السلطة بجدارة؛ من خلال انتخابات ديمقراطية حرة، كما حصل مثلا في مصر وتونس والجزائر وليبيا والمغرب وتركيا، إلا أنها ظلت تواجه بانقلابات عسكرية مضادة لإزاحتها عن السلطة !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق